جامعة الكويت تحملت الكثير من الممارسات الرجعية بسبب سلوكيات فئة من الطلاب، ولاسيما قبل وأثناء انتخابات الاتحاد والجمعيات العلمية، ووصلت إلى منزلقات خطيرة خرقت جدار أسوارها، ويأتي دوري المناظرات ليضع لبنة ضرورية لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
أول العمود:"داعش" يحصل على المال والسلاح والبترول من دول ذات سيادة وتبرعات ميسورين... لا شيء يهبط من السماء.***حضرت نهائي دوري مناظرات طلبة مؤسسات التعليم العالي في دولة الكويت في نسخته الرابعة للغة العربية، وكان قد وصل إلى المرحلة النهائية فريق من ٣ شابات يمثلن التعليم التطبيقي، وآخر من ٣ شبان يمثلون جامعة الكويت. المكان في مسرح الحرم الجامعي بالشويخ، التاريخ ٢٥ نوفمبر الماضي، ورأس الحضور مدير الجامعة أ.د. حسين الأنصاري، إضافة إلى عدد من العمداء وجمهور طلابي من الجنسين.الأجواء مفعمة بالتفاؤل، فوران الشباب الذي لا تحده حدود كان حاضراً، وقد طغى على المناظرة التي اختير لها موضع الرقابة على الكتب.جامعة الكويت تحملت الكثير من الممارسات الرجعية بسبب سلوكيات فئة من الطلاب، ولاسيما قبل وأثناء انتخابات الاتحاد والجمعيات العلمية ووصلت إلى منزلقات خطيرة خرقت جدار أسوارها، فكانت الفزعات القبلية والفئوية، ونتذكر أيضاً صور الاعتداءات الجسدية واستخدام الكراسي بدلاً من الكلمة والحوار. هذه الممارسات لا تتناسق مع أدبيات الحراك الطلابي الذي بدأ مع تأسيس اتحاد الطلبة عام ١٩٦٤ وتاريخ نضاله الوطني.ويأتي دوري المناظرات هذا ــ وهو جزء من بروتوكول تعاون بين جامعتي الكويت وقطر ــ ليضع لبنة ضرورية لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح في مسألة الحوار وتقبل الرأي الآخر. أخبرتني نوال الكندري، وهي ترأس اللجنة العليا للدوري، أن هناك نسخة مناظرات باللغة الإنكليزية، بالإضافة إلى المناظرات العربية، وهو شيء طيب، وأكدت أن تأثير أعمال الدوري كبيرة على سلوك المشاركين فيه.الدوري منظم جداً، وهناك لجنة تحكيم تراقب شكل الحوار وأساليبه والتقنيات المتاحة للطلاب ويتم التقييم على أساسها، لغة التخاطب بالعربية لا العامية، ومن بين أهم فوائد هذه الممارسة دعم العمل الجماعي والتفكير النقدي وإبراز الحجج المنطقية لتوضيح الأفكار.ما يمكن أن يضاف هنا لتطوير هذا النشاط هو أن تقوم الجامعة بدعم أكبر له عبر دعوة شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية ذات ثقل لحضور المناقشات، والتعاون مع وزارة الإعلام لبث المناظرات تلفزيونياً، ودعوة طلاب الثانوية لكسب الخبرة، وتوسيع رقعة الدوري ليكون بين الطلبة الخليجيين والعرب وطلاب جامعات العالم.دوري طلبة التعليم العالي فكرة رائدة تأخرت كثيراً، فهي مستحقة منذ أن بدأت بذور التفرقة والتصنيفات المذهبية والطائفية، خصوصاً في أجواء انتخابات مجلس الأمة والعبث الحكومي بالدوائر الانتخابية وتوزيع المناطق السكنية فيها بـ"تقصد" يؤدي إلى التفرقة والفرز الاجتماعي.نتيجة الدوري الذي حضرته كانت فوز فريق الطالبات على الطلبة، فهن أبدين اتزاناً أكبر في الطرح على الرغم من قوة حجج الطلاب.
مقالات
دوري مناظرات الطلبة
06-12-2015