شهدت كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، فرع دمنهور بمحافظة البحيرة شمال غرب القاهرة، حالة من الجدل الشديد بعد قرار اتخذته عميدة الكلية د. مفيدة إبراهيم، الأسبوع الماضي، بإلزام طالبات الكلية الاحتشام داخل الحرم الجامعي.

Ad

إدارة الكلية أطلقت حملة لتوعية الطالبات بالالتزام بما وصفته بـ"الزي الإسلامي الصحيح" تحت عنوان "شكلي هو عنواني"، كما تم إنذار أكثر من 50 طالبة لمخالفتهن التعليمات المقررة في هذا الشأن، وتنامت حالة الجدل بشكل لافت داخل الكلية بعد قيام إحدى الطالبات بتقديم إنذار على يد محضر ضد عميدة الكلية تتهمها باضطهادها، ومنعها من دخول الكلية على خلفية عدم التزامها بالزي اللائق.

عميدة الكلية قالت لـ"الجريدة" إن إلزام الطالبات بالزي المناسب داخل الحرم الجامعي لا يعبر عن أي شكل من أشكال التشدد أو التطرف، بل يعكس الصورة الحقيقية للأزهر، مشيرة إلى أن "إنذار هؤلاء الطالبات جاء على خلفية ارتدائهن أزياء غير لائقة خلال المحاضرات، وكذلك وضع مساحيق تجميل على وجوههن بشكل صارخ لا يليق بالفتيات الأزهريات، فكان لابد من وقفة حازمة لمواجهة هذا الخلل".

واعتبرت أن هناك حملة ممنهجة تمارس ضدها لتشويه صورتها ووصفها بالتشدد، لافتة إلى أنها قدمت مذكرة وافية إلى رئيس الجامعة، عبدالحي عزب، لشرح أبعاد تلك الاتهامات والرد عليها.

في المقابل، انتقدت القرار رئيسة جمعية النهوض بالمرأة، إيمان بيبرس، مؤكدة أن ما قامت به عميدة الكلية ليس من حقها لأن الزي حرية شخصية، واصفة ما حدث بأنه تشدد غير مقبول ويسيء إلى مؤسسة الأزهر، مضيفة أن "مصر تمثل الإسلام المعتدل وهي ليست أفغانستان، ومثل هذه الأمور تعيدنا إلى التفكير الإخواني المرفوض".

بدورها، ذكرت الكاتبة اليسارية فريدة النقاش، أن ما قامت به عميدة الكلية يعد مظهرا من مظاهر التشدد الذي يجب التصدي له ومحاربته، لافتة في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن ذلك يستدعي فكرة جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مطالبة مؤسسة الأزهر بمعاقبة عميدة الكلية وإجبارها على تقديم اعتذار.