أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب ودحره من المنطقة، لاسيما ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

Ad

وقال الجعفري، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده امس في فندق الشيراتون، إن الضربات الجوية للتحالف الدولي «تشكل عاملا مساعدا للقوات المسلحة العراقية على الأرض»، آملا أن يضاعف التحالف الدولي جهوده للقضاء على (داعش).

ورداً على سؤال عن محاولات القوات المسلحة العراقية استعادة مدينة الرمادي، أوضح أن الحرب «كر وفر، نتقدم اليوم وغدا نراوح مكاننا خصوصا أن حرب الإرهاب ليست حربا تقليدية ولاسيما مع محاولات الطرف الآخر الغوص في المجتمعات واستثمار إنسانية الدولة العراقية، واتخاذ الناس دروعا بشرية».

وأضاف أنه «منذ تعامل القوات العراقية مع الوضع والهزيمة تلاحق (داعش) على الرغم أنه كان ينتمي إلى 82 دولة في حين ينتمي اليوم إلى أكثر من 100 دولة».

الدور الخليجي

وحول دور دول مجلس التعاون الخليجي والدول الأخرى في هذا الشأن ذكر أن العراق وبناء على الاتفاقية الموقعة وتشكيل التحالف الدولي يحصل على مساعدات «لا أدعي أنها ما نطمح إليه ولا أهون منها، بل هي مساعدات جيدة وتشكل فرصا للتدريب بإذن عراقي وإرادة عراقية وبمدد محددة».

وعن العلاقات العراقية - الكويتية، لفت إلى أنها راسخة يسودها التفاهم وملفات الحوار مفتوحة دائما بين الجانبين، مبينا أنه تمت مناقشة ملفات تناولت 49 مسألة ما بين اتفاقيات أو مذكرات تفاهم من قبل لجان عراقية على مستوى عال من الكفاءة ناظرتها لجان كويتية أخرى في أجواء من التفاهم والصراحة بين الجانبين في مختلف النقاط التي تم تتويجها بالتوقيع على الاتفاقية.

حرب عالمية ثالثة

وقال إن الإرهاب يتجاوز البلدين ليصل إلى العالم كله «وما من قرية من قرى العالم إلا وقرع الإرهاب طبوله فيها ولم يستثن دولة من الدول، والدول التي لم يضربها الارهاب يجب ألا تأمن شره فربما تكون الخلايا نائمة خصوصا مع وجود أكثر من 100 هوية موجودة في العراق وتقاتل تحت لواء (داعش)».

وأكد ضرورة أن يكون الرد على الإرهاب عالميا منبها الى «خطورة وجود ما يسمى ثقافة الإرهاب التي تستبيح الآخر ومن الضروري وضع معادل ثقافي لها تسمى ثقافة الإصلاح لمواجهة هذا الفساد العالمي».

واشار الى إن الكويت ضحية من ضحايا الإرهاب وكل دول العالم الآن ضحايا «لذا أمامنا جهود طويلة ومضنية يجب أن نقطعها»، معتبرا إياها الحرب العالمية الثالثة التي يجب أن تتوحد فيها جبهة عالمية عريضة لمواجهة الإرهاب «وتمت خلال زيارة الكويت مناقشة ملف الإرهاب وكيفية مواجهته».

وفي ما يخص مناقشة تسهيل دخول العراقيين إلى الكويت أفاد بأن «الزيارات بين الكويتيين والعراقيين لم تنقطع يوما ولم تتم مناقشة هذا الأمر مع الجانب الكويتي في ظل وجود وشائج عراقية كويتية وعلاقات زواج لذا ليس أمامنا سوى التوسع في هذه المسألة».

روسيا والأزمة السورية

وردا على سؤال حول مدى استعداد بغداد للتعاون العسكري مع روسيا مستقبلا لمواجهة الإرهاب على غرار النظام السوري أوضح الجعفري أن الحرب على الإرهاب «ليست حربا تقليدية وتحتاج إلى معلومات استخبارية داخل العراق وخارجه»، مشيرا إلى أن بلاده «تشاورت مع الجانب الروسي لتبادل المعلومات الاستخبارية دون أن تكون هناك أي اتفاقات بين الجانبين».

وعن موقف بلاده من الأزمة السورية أكد أن العراق «يساند الحل السياسي للقضية السورية وسبق أن حذرنا من مغبة الانجرار وراء الحل العسكري»، لافتا إلى أن العراق «وقف إلى جانب الشعب التونسي والمصري والليبي واليمني في مطالباته العادلة».

السفير السعودي

وفيما يتعلق باعتراضات الكثير من العراقيين على تعيين سفير سعودي جديد في العراق وموقف الخارجية العراقية الرسمي اوضح ان العراق تعمل على تحسين علاقتها مع كافة الدول، لاسيما دول الجوار، وحظيت الكويت والسعودية وسورية والاردن بأولوية التعاون.

وأضاف انه التقى الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وجرى هذا الحديث وكان خادم الحرمين الشريفين يتكلم عن تصميم السعودية على فتح العلاقات، مؤكدا ان السعودية تمثل دولة جارة وبيننا وبينها مصالح مشتركة اقتصادية.

وعن التحالف الاسلامي الذي دعت اليه السعودية جدد الجعفري حديثه عن ان العراق لا يتلقى دعوة عبر شاشات التلفاز.

لا مجال لوجود أي جندي تركي أو من دول الحوض دون إذن

عن مسألة الوجود التركي في الأراضي العراقية، قال الجعفري: «تسربت قطع عسكرية ودخلت إلى العمق العراقي 110 كيلومترات وتم التعامل مع الأمر بطريقة حضارية وإنسانية، وأخبرنا الجانب التركي وتم تسليم مذكرة بضرورة الانسحاب»، مبينا ان الجانب التركي يتحدث عن إعادة انتشار لقوات وليس انسحابا، الامر الذي لن يقبل به العراق، معتبرا الموافقة على الاعادة بمثابة اعتراف ضمني لوجودها الان وفي المستقبل، مؤكدا انه لا مجال لأي جندي تركي او من دول الحوض بالتواجد في العراق دون اذن.

وردا على سؤال بشأن ما إذا تطرقت مباحثاته في البلاد إلى وساطة كويتية للوصول إلى تفاهم بين الحكومتين العراقية والتركية بشأن سحب الأخيرة قواتها من الأراضي العراقية، قال: «حتى الآن ليس هناك وساطة ولن نمنع أحدا»، معربا عن ترحيب بلاده بأي مبادرة «ولن تغلق الحكومة العراقية باب الحوار في هذا الصدد».

واكد ان العراق يتقبل المساعدات من جميع الدول سواء كانت خدمية او عسكرية او مالية ولكن دون ان ترهن قرار العراق في اي قضية، مادامت تقدم لصالح العراق.

وعما يأمله العراق من الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اليوم وما جاء على لسان الامين العام لجامعة الدول العربية واجتماع المجموعة العربية، قال: «لم يكن كافيا بالنسبة لنا فهو لا يشكل رادعا»، مبينا انه «لم يكن امامنا الا التوجه الى مجلس الامن الدولي لمطالبته بالارتقاء بمسؤوليته للوقوف الى جانب العراق.