شنت القوات السعودية هجوماً برياً مباغتاً على الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس علي عبدالله صالح في عمق الأراضي اليمنية بهدف تدمير منصات إطلاق القذائف التي تطلق في اتجاه المملكة، في حين نجحت قوات الدفاع الجوي في إسقاط صاروخ بالستي أطلقته الميليشيات المتمردة في اتجاه منطقة جازان صباح أمس.

Ad

في تطور هو الأول من نوعه، توغلت القوات السعودية ليل الثلاثاء- الأربعاء في محافظة صعدة داخل الأراضي اليمنية كيلومترات عدة، على الحدود المطلة على منطقة جازان، بهدف وقف إطلاق القذائف من جانب الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على الأراضي السعودية.

وذكرت وكالة أنباء «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون أن المقاتلات السعودية شنت أكثر من 100 غارة أمس الأول على صعدة حيث القاعدة الشعبية للحوثيين شمال اليمن.

لا أطماع

من جهته، قال المتحدث باسم قوات التحالف، أحمد العسيري، إن القوات السعودية التي توغلت داخل الأراضي اليمنية هدفها تكتيكي لا أكثر، مؤكدا أنه «لا أطماع لدى السعودية في الأراضي اليمنية».

وأضاف العسيري، في حديث إلى شبكة «الجزيرة»، أن «الهدف من التوغل هو منع الحوثيين من الاستفادة من المواقع التي يسيطرون عليها والتي تشرف على مواقع سعودية».

باتريوت وسكود

من جانب آخر، اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي، صباح أمس، صاروخ «سكود» أطلقته الميليشيات الحوثية في اتجاه منطقة جازان.

وأفادت التقارير بأن صواريخ «باتريوت» سعودية دمرت الصاروخ البالستي في الجو، دون وقوع أي أضرار.

وذكر سكان في العاصمة صنعاء سماعهم هديرا عاليا لدى إطلاق الصاروخ من مكان قريب منها تبعته غارات من التحالف على القصر الرئاسي ومخزن للصواريخ.

وأطلقت القوات اليمنية المتحالفة مع الحوثيين صواريخ سكود، التي كانت أحد أخطر الأسلحة خلال الحرب الباردة، مرتين على السعودية خلال الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر، لكن صواريخ الباتريوت التي زودتها بها الولايات المتحدة أسقطتها.

الخيارات الاستراتيحية

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان الميليشيات المتمردة بدء تنفيذ ما اسمته «الخيارات الاستراتيجية للرد على العدوان»، إذ اعتبرت أن المنشآت السعودية العسكرية والمدنية والمطارات أهداف مشروعة لقذائفها.

قوات سعودية

إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية يمنية، وصول قوة عسكرية سعودية قوامها 100 جندي أمس، إلى عدن في إطار عملية «إعادة الأمل» لدعم الشرعية وتأمين المدينة المحررة من قبضة الميليشيات الحوثية.

وأكدت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لـ»سكاي نيوز عربية»، أن القوة التي وصلت مدعومة بآليات متطورة منها كاسحات ألغام.  

وكانت «المقاومة الشعبية» والقوات الموالية الشرعية نجحت في تحرير محافظة عدن في منتصف يوليو الماضي، بعد أيام قليلة من إطلاق التحالف الذي تقوده السعودية عملية «السهم الذهبي».

مأرب

ولاحقاً، وصلت 6 مروحيات عسكرية من طراز «أباتشي» تابعة للتحالف، صباح أمس، إلى مطار صافر في محافظة مأرب للتحضير لمعركة وصفت بـ»الفاصلة» استعدادا لتحرير العاصمة صنعاء من قبضة الميليشيات المتمردة.

معركة تعز

في موازاة ذلك، قصف طيران التحالف «معسكر الدفاع الساحلي» ومنطقة «المحجر» في المخا بتعز، حيث تم تدمير مخازن ضخمة للأسلحة والآليات العسكرية.

وأعلنت المقاومة والجيش الوطني، المواليان للرئيس عبدربه منصور هادي، تقدمهما في مدينة تعز وسيطرتهما على مواقع جديدة، وكبدا قوات الحوثيين والقوات الموالية لصالح خسائر بشرية تقدر بعشرات القتلى والجرحى.

وأفادت مصادر مساء أمس الأول بأن المقاومة صدت هجوماً مضاداً نفذه الحوثيون على منطقتي ثعبات والربيعي، وأفشلت محاولتهم لاستعادة السيطرة عليها.

قتل ممنهج

من جانب آخر، قدمت البعثة اليمنية الدائمة لدى الأمم المتحدة تقريراً مفصلاً بالجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح في تعز. وناشدت الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، رفع الملف إلى مجلس الأمن الدولي.

وذكر تقرير الوفد اليمني أن الميليشيات المتمردة استهدفت الأحياء المدنية الآهلة بالسكان في تعز بالمدفعية الثقيلة و»الكاتيوشا» على مدى ثمانية أيام. وتسبب القصف في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

وقال وزير الإدارة المحلية، عبدالرقيب فتح، إن هناك قتلا ممنهجا وتدميرا متعمدا للمنازل واستخداما للسلاح الثقيل من جانب الميليشيات المتمردة في ضرب الأحياء السكنية بتعز التي تشهد مواجهات عنيفة منذ أكثر من أربعة أشهر.

سياسياً، تلقى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالا هاتفياً من الرئيس اليمني بحثا خلاله مستجدات الأحداث في اليمن وجهود التحالف لدعم الشرعية بمرحلة «إعادة الأمل»، في حين وصل إلى القاهرة صباح أمس وزير خارجية اليمن رياض ياسين قادما من نيويورك في زيارة لمصر تستغرق يومين يلتقي خلالها عدد امن كبار المسؤولين لبحث آخر تطورات الوضع.

(صنعاء، عدن ــ رويترز، أ ف ب، د ب أ، يمن برس، سكاي نيوز)