عبّر عدد من الفنانين في الكويت عن شديد حزنهم وبالغ أسفهم لرحيل الفنان القدير عبدالحميد الرفاعي، مؤكدين أن «شهيد الفنانين» كان أباً للكل وصديقاً للقريب والبعيد، مستنكرين الحادث الأليم الذي استهدف مسجد الإمام الصادق، مؤكدين أنه كان مدرسة في دماثة الخلق ومثالاً يحتذى في مساعدة كل محتاج.

Ad

فقد الوسط الفني في الكويت الفنان القدير عبدالحميد الرفاعي الذي استشهد في الحادث الإرهابي الجبان الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر.

اشتهر شهيد الفن عبدالحميد الرفاعي بدماثة الخلق وحسن السيرة خلال عمله في الفن والإعلام، وقدم صورة ناصعة للفنان الملتزم حاملا رسالته الفنية المشرقة طوال مشواره الفني، مقدما أدوارا وشخصيات تتميز بالطيبة والرصانة من خلال أداء يغلفه الحب والمودة ممزوج بنبرة صوت يريح الأسماع ويدخل القلوب بلا استئذان.

مكانة خاصة

تبوأ الشهيد مكانة مرموقة لدى زملائه الذين عمل معهم، فكان نموذجاً للالتزام والتفاني بالعمل، لم يدخر يوما نصيحة أو توجيها، بل كان يقدم ما يستطيع ممزوجا بطيبة الأب ومودة الصديق المقرب، عمل الشهيد مع مجموعة كبيرة من الفنانين من مختلف الأجيال في الإذاعة والتلفزيون، وشارك في مسلسلات تلفزيونية ذاع صيتها منها «على الدنيا السلام»، إضافة إلى أعمال إذاعية «نافذة على التاريخ» و»نجوم القمة».

الشهيد عبدالحميد الرفاعي من مواليد أول يناير 1954 دخل المجال الفني في مرحلة مبكرة من سبعينيات القرن الماضي، وقدم أكبر عدد من الأعمال الفنية اعتبارا من مسلسل فارس مع النفاذ إلى الثمن والبيت المسكون وفريج صويلح وزحف العقارب والشريب بزه، وصولا الى العتادية ومذكرات صجا غيرها من الأعمال الفنية.

قدم زملاء الشهيد التعازي إلى أسرته، مشددين على دماثة الخلق والالتزام، مبينين أنه كان مثالا يحتذى.

بدورها، أكدت الفنانة سعاد عبدالله أن الراحل كان مثالا للالتزام، فقد عرفته دمث الخلق حسن السيرة ولم تسمع عنه خلال مشوارها إلا كل خير، مشيرة إلى أن الراحل كان صاحب واجب، فلا يتخلى عن الزملاء والأصدقاء، بغياب «أبوهاني» نفقد إحدى الشخصيات الملتزمة المتزنة التي نحن بحاجة إليها في وقتنا الراهن، وأدعو له بالرحمة ولذويه بالصبر والسلوان.

زميل عزيز

بنبرة صوت حزينة، قال الفنان جاسم النبهان: «حسبي الله ونعم الوكيل»، الحادث شمل كل فئات المجتمع ولم يركز على فئة، بل خطف من بيننا أصدقاء وزملاء أعزاء علينا عشنا معهم وتربينا معا، معتبرا أن هذا الحادث «أهوج» وغير إنساني مرتكبه فاقد لمقومات الإنسانية.

واستنكر النبهان الحادث الأليم وقال إنه ليس من طباع أهل الكويت المسالمين أن يتذوقوا مرارة هذه الأفعال القبيحة، لأنهم جبلوا على العز والإباء.

وقدم النبهان التعازي إلى أسرة شهيد الفن، وقال «فقدنا بألم زميلا عزيزا وقريبا منا، ونسأل الله أن يمن على عائلته بالصبر والسلوان».

ومن جانبها، وبتأثر كبير أكدت الفنانة حياة الفهد أن الحادث الأليم مس وجدان كل المسلمين، والإرهاب فعل منبوذ في العالم بأسره، ونطالب بالحزم مع هذه الفئة المجرمة، مشيرة إلى أن الراحل كان إنساناً مسالماً محباً.

وتستطرد الفهد للحديث عن علاقتها بالراحل: «تعرفت عليه منذ فترة طويلة وزاملته في أعمال متنوعة، يرحمك الله يا أبوهاني، فقد كان الفنان والإنسان والصديق، وكان نموذجا للالتزام وصديقا محبا للجميع وصوتا يحمل المحبة للجميع وذا نفس كريمة، يرحمه الله بواسع رحمته ولذويه ومحبيه الصبر والسلوان و«إنا لله وإنا إليه راجعون».

أما الإعلامية أمل عبدالله فقالت أن عبد الحميد الرفاعي بدأ عمله منذ سنوات في الإذاعة، ولا يكاد يمر يوم إلا نراه، فهو صاحب مسؤولية ورجل عفيف اللسان، ولا يهمه من أمر الدنيا إلا أن يوفر لقمة العيش لأسرته.

واستذكرت الإعلامية أمل عبدالله كيف كان خدوما لأبعد الحدود مع زملائه»، وفي الختام تمنت من المسؤولين أن ينظروا نظرة عطف لحالة عبدالحميد الرفاعي، لأنه خدم الفن منذ نعومة أظفاره.

الفنان محمد جابر استعاد ذكريات نحو أربعين عاما هي بداية علاقته بالشهيد، مبيناً أنه لم يسمع عنه ما يزعجه، بل كان مصدرا للثناء والمدح، مؤكدا أن غيابه سيترك فراغاً كبيراً في حياته.

وتحدث جابر عن جوانب خاصة في حياة الراحل، مبينا أنه كان «بيتوتيا» ولا يفارق أهله ومهتم بأسرته، ويمنحهم جل وقته ولا يرغب في الغياب عنهم إلا لظروف العمل.

وأكد الفنان إبراهيم الصلال تفاني الراحل، مبينا أنه أحد أبناء الكويت الأوفياء، وأحد أبناء الإعلام الذين خدموا الإعلام الكويتي والكويت على مدى أربعة عقود من الزمان، وجاءت شهادته في حادث يؤكد موقف الكويت ضد الارهاب وضد التطرف، يرحمك الله أبا هاني الفنان الشهيد عبدالحميد الرفاعي، وحفظ الله الكويت من كل مكروه.

إنسان طيب

وقالت الكاتبة عواطف البدر: «يعجز الكلام عن التعبير أمام هذا الحادث الأليم. فالذي قام بهذا العمل صاحب فكر إجرامي لا يعرف المحبة والإنسانية».

وأوضحت أنها فوجئت بخبر وفاة عبدالحميد الرفاعي الذي عمل معها في عدة أعمال فنية، «إذ عمل الفقيد في هذا المجال منذ فترة، واتصف بالطيبة وكان التعامل معه مريحا جداً».

وأضافت «بهذا الحادث الأليم خسرنا عبدالحميد الرفاعي كإنسان وكفنان. وأتقدم بصادق التعزية لأهله على مصابهم».

قلب كبير

وبدوره، قال المخرج هباد الظفيري الذي عمل معه ردحاً من الزمن، مستذكرا التزامه وإخلاصه واجتهاده من خلال الأعمال التي جمعتهما، إنه رمز للعمل الجاد والالتزام بالمواعيد، فلم أعرف يوما عن أي تأخير أو أي تذمر، فقد كان صاحب قلب كبير يستوعب الكل، ويحرص على أداء واجبه على أكمل وجه، رحمك الله يا عبدالحميد الرفاعي.