وقع معهد الكويت للأبحاث العلمية صباح أمس، خامس عقود المرحلة الأولى لمبادرة الشقايا للطاقة المتجددة مع شركة "تي إس كي" الإسبانية لتصميم وإنشاء وتشغيل أول محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام تقنية الطاقة الشمسية الحرارية بسعة 50 ميغاوات، وقدرة على تخزين الطاقة لعشر ساعات، ويتوقع ربط إنتاج المحطة بالشبكة الكهربائية بحلول ديسمبر عام 2017 عند بدء التشغيل الفعلي للمحطة، وذلك بقيمة 116 مليون دينار كويتي.

Ad

وقال وزير الأشغال وزير الكهرباء والماء أحمد الجسار، إن هذا المشروع يعد نقطة الانطلاق نحو مشاريع الطاقة المتجدة، مشيراً إلى أن حاجة الكويت إلى الطاقة عام 2030، تبلغ 30 ألف ميغاوات، ويجب أن يتم توفير 15 في المئة، منها من الطاقات المتجددة أي ما يعادل 4500 ميغاوات، لذلك مازال أمامنا تحد كبير للوصول إلى هذا الرقم من الطاقات المتجدة.

وأكد أن التفكير في الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء مازال موجوداً، لكن التركيز حالياً على الطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن متوسط استهلاك الكويت من النفط لإنتاج الكهرباء هو 3500 برميل يومياً.

من جانبه، هنأ وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى معهد الكويت للأبحاث العلمية بهذا المشروع، لافتاً إلى أن هذا المشروع يحتاج الى صيانة لكون الألواح الشمسية تتأثر بالرطوبة والغبار، معرباً عن أمله برؤية ثمار نجاح هذا المشروع.

وأشار إلى أن لجنتي التحقيق في مخالفات معهد الأبحاث والجامعة ستبدأ عملها قريباً، كاشفاً عن وجود لجنة لاختيار المدير العام لمعهد الأبحاث بدأت عملها أخيراً على أن تنجز عملها في شهر نوفمبر المقبل، نافياً طرح أي من الأسماء لشغل هذا المنصب حتى الآن.

مشروع تنموي

من جانبها، قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح، إن هذا المشروع تحتاجه الكويت وكل سياسات وأهداف الخطط التنموية السابقة والحالية كانت تنادي بذلك، حيث وضعت بدائل عديدة غير استخدام محطات الطاقة التقليدية.

وأضافت الصبيح أن المشروع يتناسب مع الخطط التنموية للدولة بالتعاون مع القطاع الخاص، متمنية تمكين الكوادر الكويتية من العمل في هذا المشروع.

وذكرت أنها سوف تعطي توجيهات لبرنامج إعادة الهيكلة بضرورة الاستفادة من العمالة الكويتية لهذا المشروع الضخم بالتنسيق مع الشركة القائمة على هذا المشروع.

من جانبه، أكد المدير العام معهد الكويت للأبحاث العلمية د. ناجي المطيري أن هذه الخطوة تعتبر واحدة من عدة خطوات تم عملها خلال هذا العام على طريق تنفيذ مبادرة الشقايا للطاقة المتجددة، موضحاً أن هذه المبادرة الطموحة تقدم بها المعهد عام 2010 لإعداد دراسة استراتيجية الكويت للطاقة لعام 2030 ووضع المخطط الهيكلي للمشروع والبدء بنقل وتوطين تقنيات الطاقة المتجددة في الكويت لإنتاج الكهرباء.

وأضاف أن المشروع يعتبر تطبيقاً عملياً لتحقيق رؤية سمو أمير البلاد بإنتاج 15 في المئة من حاجة دولة الكويت للطاقة بحلول عام 2030،  مشيراً إلى أن لهذا المشروع آثاراً إيجابية متعددة، تشمل تعزيز أمن الطاقة وتوفير الاستهلاك المحلي للوقود الأحفوري، فضلاً عن النواحي الاقتصادية والبيئية والاجتماعية على المدى البعيد.

وبين أن الكويت تحتفل ببدء العمل في الجزء الخاص بتقنية الطاقة الشمسية الحرارية ضمن المرحلة الأولى للمشروع بسعة 50 ميغاوات.

مجمع متكامل

من جانبه، أكد المدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة والبناء في المعهد د. سالم الحجرف أنه سوف يكتمل إنجاز المرحلة الأولى للمشروع بحلول نهاية عام 2017، مبيناً أن مبادرة الشقايا استهدفت إنشاء مجمع متكامل لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام تقنيات مصادر الطاقة المتجددة، ويشتمل المجمع على مزيج من تقنيات الطاقة المتجددة، هي: 1100 ميغاوات لطاقة حرارة الشمس، و750 ميغاوات لطاقة ضوء الشمس و150 ميغاوات لطاقة الرياح.

وأشار إلى أن مجمع الشقايا سوف ينتج طاقة كهربائية تكفي لسد حاجة 100 ألف منزل وتوفير 12 مليون برميل نفط مكافئ ويمنع انبعاث 5 ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياُ كما يوفر أكثر من 1200 فرصة عمل للشباب الكويتي.

ولفت الحجرف إلى أن هذا الجزء من المشروع والخاص بتقنية الطاقة الحرارية سوف يؤمن للشبكة الكهربائية ما يقارب من 180 ألف ميغاوات/ساعة سنوياً من أشعة الشمس بتكلفة إنتاج لا تزيد على 50 فلسا لكل كيلوات/ساعة على أن تبدأ المحطة بضخ إنتاجها للشبكة الكهربائية بالنصف الثاني من عام 2017.