بعد 14 عاماً قضاها فايز الكندري في غوانتنامو، أعلن مصدر أمني أنه سيحال في غضون الـ48 ساعة المقبلة إلى مركز السلام للتأهيل في السجن المركزي.

Ad

عاد المعتقل الكويتي الأخير في غوانتنامو فايز الكندري، الذي وصف بأنه مستشار لأسامة بن لادن، أمس إلى البلاد، حيث كان أفراد من عائلته في استقباله، حسب ما أعلن رئيس جمعية للدفاع عن المعتقلين الكويتيين.

والكندري، الذي أمضى 14 عاماً في غوانتنامو، هو الكويتي الأخير من أصل 12 آخرين كانوا في المعتقل الأميركي.

من جانبه، صرح رئيس لجنة أهالي المعتقلين الكويتيين في غوانتنامو خالد العودة لوكالة فرانس برس في المطار، قائلا إن «فايز بدا متعباً لكن معنوياته جيدة، وكان والده واثنان من أشقائه وعمه في استقباله».

وأضاف العودة أن «الكندري نقل بعدها إلى المستشفى العسكري، حيث أخضع لفحوصات طبية والتقاه عشرات من أقاربه من بينهم والدته».

وعاد الكندري إلى الكويت على متن طائرة خاصة توقفت في الدار البيضاء في المغرب على طريق العودة. وكان فايز معتقلا بدون محاكمة منذ 2002. ومع عودته إلى الكويت لم يعد في معتقل غوانتنامو سوى 104 معتقلين.

وبحسب العودة سيمضي المعتقل السابق بعض الوقت في المستشفى، ثم سيدخل بعد ذلك إلى مركز لإعادة التأهيل في إطار برنامج لأكثر من 6 سنوات، بعدها سيستجوبه المدعي العام للكويت ليقرر ملاحقته قضائيا أو لا.

وبحسب ملف سجنه، الذي تم تسريبه، في إطار كشف وثائق «ويكيليكس» ونشرته «نيويورك تايمز»، فإن الكندري كان «عضواً ملتزماً» في تنظيم القاعدة حتى وصل «مستشاراً» لأسامة بن لادن، وشخصية دينية تحظى بنفوذ لدى مقاتلي التنظيم في أفغانستان.

وبحسب الملف، غادر الكويت في يونيو 2001 للتوجه إلى باكستان ثم إلى قندهار بأفغانستان. وبعد ستة أشهر من ذلك تم إلقاء القبض عليه بين «تورا بورا»، التي كانت آنذاك معقلاً للقاعدة والحدود الباكستانية، ثم نقل إلى غوانتنامو.

والكندري هو ضمن مجموعة من 17 معتقلاً من المقرر نقلهم بحلول منتصف يناير من غوانتنامو إلى بلدان أخرى وافقت على استقبالهم، وتم نقل اثنين منهم إلى غانا الأربعاء الماضي، وبعد عمليات النقل التي أعلنت في منتصف ديسمبر لن يبقى سوى 90 سجيناً في معسكر الاعتقال.

وتمت الموافقة على نقل 45 من هؤلاء المعتقلين، لكن يبقى في حالات عديدة خصوصاً حالات معتقلين يمنيين لا يمكن إعادتهم إلى بلادهم بسبب الحرب، إيجاد بلد يوافق على استقبالهم.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي كان إغلاق السجن المثير للجدل من الوعود الرئيسية التي قطعها منذ ولايته الأولى، وقع على مضض في أواخر نوفمبر على قانون الدفاع لعام 2016، يجدد بشكل خاص منع إقفال سجن غوانتنامو.

لكن البيت الأبيض يواصل العمل على خطة جديدة معلنة منذ مدة طويلة لإغلاق هذا السجن الذي أنشئ في يناير 2002 على جزيرة كوبا في سياق اعتداءات 11 سبتمبر 2001 واعتقل فيه 779 شخصاً.

من جانبه، أعلن مصدر أمني أن آخر المعتقلين الكويتيين فايز الكندري سيحال في عضون الـ48 ساعة المقبلة إلى مركز السلام للتأهيل في السجن المركزي، لعرضه على استشاريين نفسيين، وتمكين واعظين وسطيين من التحدث إليه وإرشاده إلى الإسلام الوسطي، وضرورة نبذ العنف، إذا كان الكندري لايزال يحمله.

وأكد المصدر الأمني لـ«الجريدة» أن الكندري سيلتقي به عدد من ضباط أمن الدولة للاستماع إليه، ومعرفة ملابسات سفره الى افغانستان، وملابسات ضبطه وكيفية التعامل معه خلال فترة وجوده في غوانتنامو.

 ونوه إلى أن الإجراءات المرتبطة بإحالة الكندري إلى مركز التأهيل حتمية، لتمتع المركز بقدرات وخبرات من شأنها إعادة المعتقل الكويتي إلى الحياة العادية، وإزالة أي رواسب تكون عالقة في فكره.

 ولفت إلى أن فايز سيسمح له بلقاء ذويه من الدرجة الأولى خلال فترة وجوده في مركز التأهيل.

وكان الكندري نقل إلى المستشفى العسكري عقب وصوله على متن طائرة أميرية، حيث كان برفقته ضباط من أمن الدولة منذ تسليمه واصطحبوه عقب لقاء دام نحو ساعة مع والده وأقاربه.