ضبط سوري حوَّل منزله إلى «فحص فني» لإنجاز المعاملات المزورة

تمكن رجال مباحث إدارة التزييف والتزوير من ضبط وافد سوري بتهمة تزوير المعاملات الخاصة بالفحص الفني، بمساعدة شريكه الموجود في سورية.

واصل رجال مباحث الإدارة العامة للمباحث الجنائية، بتعليمات مباشرة من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي، والمدير العام للإدارة العامة للمباحث الجنائية اللواء محمود الطباخ، ومساعده العميد بدر الغضوري توجيه الضربات إلى منفذي الجرائم بكل أنواعها، حيث تمكنوا مساء أمس الأول من ضبط وافد سوري مخالف لقانون الإقامة منذ عام 2007، وصادر بحقه حكم حبس مدة 12 عاما، بتهمة تزوير المعاملات الخاصة بالفحص الفني، بمساعدة شريكه الموجود في سورية حاليا.

وقال وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الامن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي، خلال مؤتمر صحافي عقده امس في مبنى الإدارة العامة للمباحث الجنائية، إن رجال مباحث إدارة التزييف والتزوير، بقيادة مديرهم المقدم محمد ابا القلوب، ومساعده المقدم ناصر معرفي، لاحظوا ازدياد عمليات التزييف والتزوير لمعاملات خاصة بالفحص الفني، وان المعاملات التي يتم تزويرها تحمل أختاما شبه أصلية، وهناك أختام اخرى بأسماء الموظفين العاملين في الفحص الفني وفي جميع المحافظات.

مبالغ مالية متفاوتة

وزاد العوضي ان رجال مباحث إدارة التزييف والتزوير شرعوا في جمع التحريات حول القضية حتى توصلوا وعبر أحد مصادرهم السرية إلى ان هناك وافدا سوريا يقف خلف إنجاز المعاملات المزورة مقابل مبالغ مالية متفاوتة حسب نوع المركبة.

وأشار إلى ان تحريات رجال المباحث دلت على أن الوافد السوري يتسلم المعاملات ثم يسلمها في اليوم الآخر، بعد ان يتم إنجازها بأختام مزورة، وتسلم بعد ذلك الى إدارات المرور لاستخراج دفتر المركبة.

وأضاف أن رجال المباحث، وفي عملية نوعية وبعد تحريات مكثفة، توصلوا الى أن المتهم الرئيسي موجود حاليا في سورية، وهو الذي يدير عمليات التزوير مع شريكه في البلاد، حيث يتصل أي شخص لديه معاملة فحص فني على المتهم الموجود في سورية الذي بدوره يرشده الى شريكه بالكويت الذي يتسلم المعاملة والنقود.

وتابع ان رجال المباحث تمكنوا من إرسال مصدر سري الى المتهم السوري الموجود في البلاد، واتفق معه على إنجاز عدد من معاملات الفحص الفني لعدد من المركبات والشاحنات، ووافق المتهم السوري وتسلم المعاملات من المصدر وأنجزها، وعند تسليمها أطبق عليه رجال المباحث واقتادوه الى مكتب التحقيق.

مئات المعاملات

وذكر اللواء العوضي ان المتهم السوري الذي تبين انه مطلوب لادارة التنفيذ الجنائي وصادر بحقه أحكام بالحبس مدة 12 عاما لاتهامه في قضايا تزوير سابقة، اعترف امام رجال المباحث بأنه يعمل على تزوير المعاملات الخاصة بالفحص الفني منذ فترة طويلة، وانه أنجز مئات المعاملات المزورة.

واردف ان المتهم اعترف كذلك بأنه كان يرسل عبر برنامج «واتساب» صورا للأختام الخاصة بالفحص الفني وأختام اخرى خاصة بأسماء الموظفين العاملين في إدارات الفحص بالمحافظات الست الى شريكه الموجود في سورية، لكي يقلدها ويزورها ثم يرسلها اليه عبر البر، موضحا ان المتهم أرشد رجال المباحث عن مكان وجود الأختام في منزله وتم تحريزها.

وافاد بأن المتهم اعترف بأنه كان ينوي الهروب من البلاد بعد ان طلب من شريكه في سورية تزوير ختم خاص بإدارة منفذ السالمي الحدودي، لكي يتمكن من الهرب الى السعودية كونه مطلوبا وصادرا بحقه حكم حبس، موضحا ان المتهم اعترف كذلك بأنه وشريكه القي القبض عليهما منذ نحو 5 سنوات، وحكم عليهما بالحبس، إلا أن شريكه تمكن من الهرب خارج البلاد مستخدما ختما مزورا ايضا.

وأشار إلى ان ادارة التزييف والتزوير تعمل حاليا على إحصاء المعاملات التي أنجزها المتهم، بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، تمهيدا لإحالة كل من استفاد من معاملة مزورة الى النيابة العامة.

«العملة» الجديدة صعبة التزوير

اكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الامن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي ان العملة الكويتية الجديدة صعبة التزوير، وجميع المحاولات التي قام بها البعض لتزويرها تم اكتشافها من قبل ادارة التزييف والتزوير بسرعة كبيرة، نظرا لمتانة وجودة العملة الجديدة.

واضاف اللواء العوضي ان الادارة العامة للمباحث الجنائية تشهد تطورا ملحوظا في جميع اداراتها، وخير دليل الضبطيات الاخيرة والمتلاحقة لمختلف الادارات، والتي تؤكد وتبرهن ان قطاع الامن الجنائي يسير بخطى ثابتة وواثقة نحو فرض هيبة القانون، والضرب بيد من حديد لكل شخص تسول له نفسه العبث بأمن البلاد والتعدي على مقدرات العباد.