أجمع المتحدثون في ندوة «الأمل وتحديات المستقبل» على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية ووقف الممارسات الداعية لها، مشددين على دور السلطة التنفيذية في مواجهة كل المظاهر التي تساعد على العنف والفكر المتطرف وتطبيق قانون الوحدة الوطنية بحزم.

Ad

أكد المتحدثون في ندوة «الأمل وتحديات المستقبل» أن التفجير الذي شهده مسجد الامام الصادق وراح ضحيته 26 شهيدا و227 مصابا حدث دخيل على المجتمع، ولكن حضور سمو الامير الى مكان الحادث «خفف علينا مصابنا».

وقالوا خلال الندوة التي اقيمت في ديوان «آل خريبط»، مساء أمس الاول، ان من «يحاربنا هم بقايا النظام البعثي السابق، والذي يستهدف الانتقام منها مستخدما في سبيل ذلك المؤامرات ومستغلاً الدين»، مشيرين الى ان مشكلة في المناهج الثقافية والتربوية في بلادنا والتي تحرض على رفض الآخر، بعد ان درس أهل الكويت مناهج أزهرية وسطية كانت تدعو إلى التعايش.

وأشاروا الى أهمية استغلال دماء الشهداء الذين سقطوا من جراء التفجير الآثم في تعزيز اللحمة الوطنية والانتماء الى الكويت.

«هذولا عيالي»

في البداية، رحب عريف الندوة بالحضور، معربا عن خالص تعازيه لاسر شهداء تفجير مسجد الامام الصادق وتمنياته بشفاء جميع الجرحى والمصابين.

من جهته، تحدث حمد بوحمد ابن الشهيد طاهر بوحمد قائلا: «اشكر ديوان آل خريبط والحضور على هذه الندوة التي نأمل أن يصل صوتها الى الجميع. الكل يتفق على أن ما تم حدث كبير على المجتمع الكويتي وهو أمر دخيل على الكويت، لكن مؤشرات حدوثه كانت واضحة من تصريحات اصحاب الفكر التكفيري»، لافتا إلى أنه قبل فترة طويلة كان هناك تصريح واضح وصريح باستهداف هذه الطائفة.

وأضاف بوحمد أن ما يخفف من ألم فراق الاحبة ممن نالوا الشهادة انهم شهداء سعداء باذن الله، مشيرا إلى أن المصابين 227 و«نتمنى ألا يزيد عدد الضحايا لوجود حالات صعبة وحرجة بينهم، وقد وجه سمو الامير بارسال الحالات الصعبة للعلاج بالخارج».

وأشار إلى أن وصول سمو الامير إلى موقع التفجير بعد دقائق من حدوثه على الرغم من خطورة الوضع «كان له اثر كبير في التخفيف علينا في هذه الفاجعة والمناظر المؤلمة» موضحا ان دموع سمو الامير كان لها الاثر البالغ في نفوس اهالي الشهداء والجرحى.

وشدد على أن سموه ارسل رسالة للجميع عندما اقام مجلس العزاء في مسجد الدولة الكبير في دلالة واضحة على وقوف الدولة مع ابنائها وتفويت الفرصة على من ارادوا النيل من الكويت.

وذكر أن سموه وجه رسالة أخرى لاصحاب الفكر الارهابي الدخيل عندما وجه باصلاح كل اضرار مسجد الامام الصادق على نفته الخاصة بأن «اعمالهم لن تنجح في الكويت»، لافتا إلى ان سموه كان له الفضل بالتوجيه كذلك بتوفير الطائرات لنقل جثامين الراغبين في الدفن في النجف الاشرف.

ولفت إلى أن وقوف أهل الكويت صفا واحدا مع أهالي الشهداء والمصابين والتفافهم حولهم كان له الاثر الكبير في التخفيف من هول الفاجعة.

وأشار إلى أن اهالي الشهداء يعتزون بالشهداء الذين نالوا هذا الشرف العظيم ولقوا الله في احسن حال حيث كانوا مصلين صائمين في أفضل الايام يوم الجمعة، كما أنهم يؤكدون حكمة القيادة السياسية والتفاف الشعب حول قيادته.

واختتم بالقول: «اوجه شكري وتقديري لكل من هنأنا بشهادة الشهداء وإلى سمو الامير على وقفته التي نعتز بها، وأوجه شكري كذلك للشعب العراقي وكل من استقبلنا في النجف الاشرف عندما ذهبنا لدفن الشهداء هناك حيث كانت لهم مواقف مشرفة معنا من حسن استقبال وضيافة».

الكويت محصنة

من جانبه قال الوزير السابق د. فاضل صفر ان الشعب الكويتي ليس غريبا عليه التكاتف والتضامن في مثل هذه الظروف، وهذه الدماء لم تكن أول دماء ينزفها ابناء الوطن دفاعا عنه، لافتا إلى أن الكويت تفخر بموقف سمو الامير الذي حرص على الحضور مع ابنائه في هذ المحنة منذ اللحظات الاولى.

وأضاف صفر: «نحن جميعا نعي أن الحروب والمشاكل التي تسببها جماعات معينة تتسبب بأثمان باهظة على الاوطان، ماليا أو بشريا أو في ايقاف التنمية»، مشيرا إلى أنها «لن تجلب لنا سوى الاحقاد والدمار والآلام».

وأشار إلى أن «من يحاربنا الآن هو عبارة عن بقايا النظام البعثي السابق الذي يحاول الانتقام عن طريق هذه المؤامرات واستغلال الدين»، لافتا إلى أن النظام البعثي كان علمانيا والآن يحاول تغيير لونه من خلال استغلال الدين والخلافات ووجد فرصة سانحة للانقضاض على من يعتبره سببا في تشتته عام 1990.

تلاحم ووحدة

من جهته، قال النائب السابق د حسن جوهر: «أننا بحاجة الى هذه الوحدة واللحمة الوطنية في كل الاوقات الطبيعية وغيرها»، ويجب ألا تذهب دماء الشهداء كما ذهبت المواقف السابقة، لافتا إلى أن الجو العام كان يسير نحو غليان شعبي.

واشار إلى «اهمية مراجعة مواقفنا تجاه بعضنا البعض بعد سنة من الآن لان حالة الحزن التي عمت الكويت في كل بيت والوحدة الوطنية يجب أن تستمر دائما لا لفترة وجيزة بعد الحادث وتنتهي»، لافتا إلى اهمية استغلال دماء الشهداء في مزيد من اللحمة الوطنية وتعزيز الانتماء للكويت.

بدوره، قال رئيس جمعية المحامين وسمي الوسمي ان جمعيات النفع العام عليها دور كبير في معالجة مشاكل المجتمع وتوحيد الصف في مواجهة هذه الفتن، لافتا إلى ان التفجير استهدف امن الكويت قاطبة وليس طائفة معينة.

المشكلة في المناهج

قالت عضوة المجلس البلدي السابقة المهندسة جنان بوشهري اننا كنا خلال الـ25 سنة الماضية نغذي الفكر المتطرف وإلغاء الطرف الآخر، وبالتالي الحدث لم يكن مفاجأة، ولم تستغل الفرصة لتغيير مثل هذه الأفكار، وجعلنا الكويت أرضا خصبة لمن يريد زرع الإرهاب في الكويت.

وشددت على أن الكويت أصبحت مستهدفة بغزو فكري إرهابي متطرف، لافتة الى أن المواطن الكويتي أصبح بحاجة يومية لإثبات ولائه للكويت، بعد انتشار ظاهرة التشكيك في وطنية وولاء شريحة من المواطنين من قبل البعض.

وأشارت إلى أهمية حل مشكلة البدون بشكل نهائي، وليس التضييق عليهم لأن هذا الوضع غير صحي وغير آمن على البلد، متسائلة عن إنجازات اللجنة العليا للوسطية، وماذا عملت خلال السنوات الماضية.

ولفتت إلى أن الجميع استبشر خيرا بتصريحات وزير التربية عن مراجعة المناهج وتنقيحها من التطرف لنفاجأ بعد ذلك بتصريح للوزير أن المراجعة دورية وليست لهذا الهدف، ومع الأسف نحن أمام واقع أن المسؤولين غير مدركين لواقع هذه المشكلة في مناهجنا الثقافية والتربوية، التي تحرض بطريقة مباشرة وغير مباشرة على رفض المختلف عنا وتقسيم المجتمع الكويتي إلى طبقات.

البغلي: مناهجنا تغيرت من خلال سطوة الأصوليين عليها

قال الوزير السابق علي البغلي: «عندما اعلن الشيخ عبدالله السالم الاستقلال، وقال آنذاك عبدالكريم قاسم ان الكويت لنا وهي قضاء تابع للعراق عندها هب الكويتيون جميعا في وجه هذه الدعوة الباطلة، وطالبوا الشيخ عبدالله السالم بتسليحهم لمواجهة الهجمة العراقية في تلك الفترة، كما يحصل الان».

وقال إن المناهج الدراسية التي درسها اهل الكويت كانت تدعو إلى التعايش لانها مناهج وسطية ازهرية، مضيفا «أننا كنا نصلي في المدارس بعضنا مع بعض دون وجود عوائق»، مشددا على أن المناهج تغيرت من خلال سطوة الاصوليين على المناهج وتغيرها بهذه الطريقة.

واشار إلى أن حزب الله عندما استعمل هذه الطريقة كان يستهدف بها معسكرات الجيش الاميريكي في بيروت ونتج عن عملياته جلاء القوات الاميركية من لبنان، وهو لم يستخدمها ضد اناس يصلون، معربا عن بالغ مواساته لاسر الشهداء وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.

وتسائل كيف يقول شافي العجمي احضروا لي عشرة من الفئة الفلانية اتلذذ بذبحهم ويذهب بعد ذلك ليدرس في كلية الشريعة بالجامعة، فكيف يستوي ذلك؟»، معربا عن أمله في الغاء هذه الكلية اليوم قبل الغد.