علاقة الحكومة بوسائل التواصل الاجتماعي علاقة أمنية بحتة نتج عنها قوانين ضابطة تضيق مساحات التعبير، وتبث الخوف من الغرامات والحبس، وهي علاقة غير مهنية وغير صحية بدليل أنها تتأخر في الدخول في عالم متسارع ومتدفق المعلومات بلا مبرر سوى الكسل أو عدم الوعي.

Ad

أول العمود:

 كنا نتغنى بنعمة الأمن... اليوم باتت المساجد غير آمنة!

***

في كل حدث يهم عامة الناس دائما ما تكون المعلومة السريعة مقصد الجميع، وقد لفت نظري شغف الناس بمعرفة التفاصيل المبكرة للتفجير الحقير الذي طال مسجد الإمام الصادق.

حكومة دولة الكويت تحكم شعباً هو الأول خليجيا في استخدام «تويتر» بعد البحرينيين بحسب تقرير الإعلام الاجتماعي العربي الصادر عن كلية دبي للإدارة الحكومية، وفي حكومتها وزراء يعون أهمية هذه الوسيلة كوزير النفط والمالية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، فهم لديهم حساباتهم الشخصية التي يتواصلون بها مع العامة، لكن حكومة الكويت لا تزال تستهين بمثل هذه الوسائل للتواصل مع العامة، مواطنين ومقيمين.

بالطبع رواد وسائل التواصل الاجتماعي كثر، وأكثرهم باعة أوهام وإشاعات وهنا الخطورة، فالناس لا تلتفت إلى الجهاز الإعلامي الرسمي لأنه بطيء مما يجعل لديهم قابلية لاستقبال أي معلومة من أي طرف ومهما كان تماسكها، المهم أن تصل أولاً.

علاقة الحكومة بوسائل التواصل الاجتماعي علاقة أمنية بحتة نتج عنها قوانين ضابطة تضيق مساحات التعبير وتبث الخوف من الغرامات والحبس، وهي علاقة غير مهنية وغير صحية، بدليل أنها تتأخر في الدخول في عالم متسارع ومتدفق المعلومات بلا مبرر سوى الكسل أو عدم الوعي.

سبق المغردون حكومتهم في نقل أحداث مسجد الصادق، وبكل ما تملكه هذه الحكومة من إمكانات، وعليه فإن دخولها في عالم التواصل الاجتماعي بات ضرورة يجب إتمامها سريعا حفاظاً على أمن البلد، ومن المهم أن يكون لحكومة دولة الكويت حسابات على جميع أنواع التواصل الاجتماعي، وليكن حساباً بعنوان موحد: «حكومة دولة الكويت» فيكون مرجعا ليوميات هذا البلد بكل تفاصيلها الأمنية والسياسية والاقتصادية خصوصاً في أمور الطوارئ.

نحن في بلد مفتوح تتداول فيه المعلومة بلمح البصر، وترك مثل هذه الأدوات لمجتهدين وهواة أمر يستدعي دخول الجهاز الرسمي إلى هذا الملعب الذي بات يهددنا، صحيح أن بعض الوزارات والهيئات دخلت مجال التواصل الاجتماعي إلا أن مصدراً إلكترونيا ناشطا وسريعا يعبر عن حكومة الدولة وينقل نشاطها وتفاعلها بات مطلبا أمنيا ضروريا في ظل جغرافيا مظلمة وكئيبة.

أشعر بالخجل وأنا أكتب عن شيء بدهي، لكن ماذا أفعل، حكومتي لا تستجيب؟