أفغانستان: "طالبان" تحرر مئات السجناء بهجوم دموي

نشر في 14-09-2015 | 14:14
آخر تحديث 14-09-2015 | 14:14
No Image Caption
قام كوماندوس من حركة طالبان بتحرير مئات المعتقلين الذين يشتبه بأنهم مقاتلون الأثنين إثر هجوم دموي على سجن بوسط البلاد وبفضل نفق بطول كيلومتر حفر منذ عدة أشهر لتسهيل عملية الفرار الجماعية هذه.

والعملية التي استهدفت السجن بولاية غزنة تذكر بأخرى مماثلة تمت في 2011 حين قام كوماندوس من طالبان بتحرير 500 مقاتل في ولاية قندهار "جنوب"، معقل التمرد الإسلامي المسلح وهو ما وصفته السلطات المحلية آنذاك بأنه "كارثة" أمنية.

وقال مساعد حاكم ولاية غزنة محمد علي أحمدي لوكالة فرانس برس إنه في وقت باكر صباح الأثنين "هاجم ستة من متمردي طالبان يرتدون بزات عسكرية سجن غزنة حيث فجروا أولاً سيارة مفخخة أمام البوابة ثم أطلقوا صاروخ ار بي جي قبل أن يقتحموا السجن".

وتابع أحمدي أن 352 معتقلاً على الأقل لاذوا بالفرار فيما أعلنت وزارة الداخلية أن العدد يقارب الـ 400 بدون أن تتمكن من توضيح هوية المعتقلين الذين تم تحريرهم.

وأشار مسؤولون آخرون إلى أن هذا الهجوم الواسع النطاق أوقع أربعة قتلى من عناصر الشرطة الأفغانية وسبعة جرحى.

وأشار باز محمد همت مسؤول المستشفى المدني في غزنة أن 14 جريحاً هم 10 عناصر من الأمن وأربعة سجناء نقلوا إلى المستشفى للعلاج.

وسارعت حركة طالبان إلى تبني الهجوم مؤكدة على نقل عشرات المعتقلين إلى مناطق خاضعة لسيطرتها.

وأعلن المتحدث باسم الحركة في بيان "نفذت هذه العملية الناجحة" في وقت مبكر الأثنين، مشيراً إلى أن السجن "سقط تحت سيطرة" المتمردين في ختام ساعات من المعارك.

وأضاف أن المعتقلين وكلهم من المتمردين وبينهم مئة قائد بحسب التمرد الإسلامي، سلكوا بعدها نفقاً "بطول كلم" حفروه على مدى "خمسة أشهر" بهدف الفرار من السجن.

وتابع "في هذه العملية أطلق سراح 400 شخص من مواطنينا، كلهم أبرياء، ونقلوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة المجاهدين"، وعادة ما تبالغ حركة طالبان في بياناتها وتحور الوقائع.

وهذا الفرار الجماعي يأتي في وقت كثف فيه المتمردون هجماتهم ضد القوات الحكومية والأهداف الأجنبية على أمل ترسيخ سلطة قائدهم الجديد الملا اختر منصور الذي لم يحظ تعيينه سريعاً باجماع ضمن التمرد، بحسب ما يرى محللون.

وخلف الملا منصور رسمياً الملا عمر بعد إعلان وفاته في نهاية يوليو، إثر عملية "سريعة جداً" "وغير توافقية" ندد بها بعض القادة الذين يأخذون على الملا الجديد قربه من باكستان.

وأمام هذا الغضب، دعا الملا منصور عدة مرات إلى "الوحدة" في صفوف طالبان التي أطلقت محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية تحت اشراف باكستان مع شن هجوم صيفي عنيف جداً في كل أنحاء البلاد.

وأبقى الملا منصور نواياه بالنسبة لمحادثات السلام غامضة داعياً قواته إلى عدم تصديق "دعاية العدو" حول هذه المفاوضات فيما شنت طالبان سلسلة هجمات دامية في وسط العاصمة كابول.

والرئيس الأفغاني أشرف غني الذي نأى بنفسه عن سياسة سلفه حميد كرزاي عبر بدء تقارب مع باكستان في محاولة لاقناع المتمردين بالانضمام إلى عملية السلام، اتهم منذ بدء الهجمات في كابول، إسلام اباد بأنها مرتبطة بموجة العنف هذه وهو ما نفته السلطات الباكستانية.

وفي باكستان المجاورة، أطلقت حركة طالبان المحلية سراح مئات المتمردين في السنوات الأخيرة في هجمات منظمة ضد سجون في شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

وتواجه قوات الأمن الأفغانية المنتشرة على عدة جبهات موسمها القتالي الأول دون دعم كامل من قوات الحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة.

وأنهى الحلف الاطلسي مهمته القتالية في أفغانستان في ديسمبر وسحب القسم الأكبر من قواته إلا أن 13 ألف عنصر لا يزالون في أفغانستان حيث يقومون بمهام تدريبية على مكافحة الإرهاب.

back to top