«أحمد وكريستينا»... نجح في المنافسة

نشر في 06-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 06-07-2015 | 00:01
No Image Caption
رغم قلّة الأعمال الدرامية اللبنانية البحتة التي تعرض خلال شهر رمضان، فإن «أحمد وكريستينا» أثبت قدرته على المنافسة نظراً إلى الواقعية التي تتسم القصّة بها وتجسيدها بشكل عفوي بسيط من خلال وجوه جديدة تعطش لها المشاهد بعدما ملّ الوجوه التقلدية التي نراها دائماً على الشاشة.
المسلسل  من تأليف كلوديا مارشيليان، وتعود من خلاله إلى أواخر الستينيات من القرن الماضي، عندما عرفت بيروت حركة  دعت إلى المجتمع المدني ونبذ الخلاف الطائفي والديني، وظهور حركات في الغرب كالهيبيز وغيرها، وفي المقلب الآخر، أي في القرية اللبنانية البعيدة عن بيروت، كان الحال مختلفاً. فالاختلاط لم يكن سهلا والزواج من أديان مختلفة شبه مستحيل بسبب التعصّب الديني.

من هنا يتناول المسلسل المشاكل والصعوبات التي تواجه شاباً وفتاة من ديانتين مختلفتين يغرمان ببعضهما البعض، وهذه القصة تنتشر في حياتنا اليومية، ونسمع عنها في الأحياء وبين الرفاق، وعبر وسائل الإعلام التي تلقي الضوء عليها باستمرار، فقدم المسلسل قصة حب جميلة، حقيقية، دقيقة بتفاصيلها وواقعية في أحداثها ومعطياتها ودوافعها، بعيداً عن التفلسف والمثاليات، ملقياً الضوء على مشاكل اجتماعية أخرى متفرعة، ولكن من دون أن يؤدي دور الناصح أو المرشد أو إعطاء حلول لها.

وجوه جديدة

 لا شك في أن التحدّي في هذا المسلسل جاء من المنتج مروان حداد الذي أصرّ على اختيار سابين ووسام صليبا لأداء  دور البطولة، كونهما وجهين جديدين في عالم التمثيل، رغم ما حكي عن معارضة الكاتبة كلوديا مارشيليان والمخرج سمير حبشي بداية الأمر.  

من المؤكد أن هذا الاختيار  صائب إذ اثبت كل من سابين وصليبا قدرة في  تجربتهما التمثيلية الأولى على أن يصقلاها في المستقبل.

يعتبر حداد أن ولاءه الأول والأخير هو للدراما اللبنانية ويسعى إلى نشرها في الخارج من دون مشاركة ممثلين غير لبنانيين. حول  رأيه بالدراما العربية المشتركة  التي ازداد عددها في رمضان الحالي اعتبر أنها مرحلة مؤقتة  ومصيرها إلى زوال.

حرفية وجودة

سابين التي يراها الجمهور للمرة الأولى  كممثلة، تجسّد  شخصية «كريستينا» فتاة مسيحية ابنة الريف، تضحي وتتحدى أهلها ومجتمعها من أجل حبها لشاب مسلم، ويمكن اعتبار هذه التجربة ناجحة نظراً إلى عفوية أدائها وصدقها وأجادتها ترجمة ما أراد المخرج بطريقة صحيحية، فجعلتنا نعيش معها التقلبات في الحالات النفسية التي تمر بها، ونشعر بفرحها وحزنها وإصرارها وتعبها في آن.

في حديث لها، أكدت سابين أنها واجهت صعوبة في أداء الدور لأنها تتحدّر من بيئة غير متعصبة دينياً، كونها ولدت في بلد خليجي لا  يفرق بين الأديان، وأعربت عن سعادتها بتحقيق «أحمد وكريستينا» نسبة مشاهدة عالية محلياً، مشيرة إلى أنها رفضت عروضا تمثيلية لخوفها من خوض هذا المجال، ولكن النص في «أحمد وكريستينا» أعجبها ما  شجعها على  القيام بهذه المغامرة حسب رأيها.

يجسّد يوسف حداد  شخصية «جريس» خطيب كريستينا الذي فرضته عليها عادة زواج الأقارب، فيعود من غربته ليفاجأ برفض حبيبته له لأنها أحبت غيره.

أثبت  حداد مجدداً أنه ممثل من طراز رفيع، يمتلك قدرة على التنويع في أدواره بين الخير والشر والأدوار السهلة والأخرى المركبة،  فهو يغوص في  الدور ويتقمص الشخصية بتفاصيلها، ويجعل المشاهد يتفاعل معه إلى أقصى الحدود، وقد ظهر ذلك جلياً في  «أحمد وكريستينا».

 لا شك في أن دوره مفصلي وأساسيّ خصوصاً أنه وصف المسلسل بالجريء لأنه يطرح قضية الزواج المختلط، وقال: «استفزني المنتج مروان حداد في البداية عندما اختار سابين ووسام لأداء  البطولة، لكنه أصاب في اختياره».

رقم صعب

أبدت الكاتية كلوديا مرشيليان سعادتها بنجاح المسلسل وتحقيقه نسبة مشاهدة عالية، مؤكدة أنها من أكثر الداعمين للدراما اللبنانية وللوجوه الجديدة، ولكنها فضلت أن يعطى كل من وسام وسابين فرصة للتدريب على الدور قبل بدء التصوير، إلا أنها أثنت على أدائهما في العمل وفوجئت بتجسيد شخصيتيهما بطبيعية.

حول قصة المسلسل قالت:  {نعيش في بلد طائفي ورغم التطور في الزمن إلا أن التخلف موجود وما زلنا نغلق الستار على هذه المواضيع، يفهم الناس العلمانية بشكل خاطىء ويعتبرونها إلحاداً}.

 وصفت الممثل يوسف حداد بالرقم الصعب وبأنه يؤدي أدواراً مركبة في نصوصها.

من جهة أخرى أيدت تجربة المسلسلات العربية  المشتركة شرط أن تكون التركيبة منطقية ومناسبة للأحداث. يذكر أن مارشيليان  أول من  خاضت هذه التجربة في مسلسل {روبي}.

back to top