مستشار وزير الأوقاف الفلسطيني د. محمد أبوالهنود لـ الجريدة.: الشعب الفلسطيني يحارب الأفكار المتطرفة بشتى الوسائل
• تحصين الشباب دينياً ضد التطرف ليس مسؤولية المؤسسات الدينية بمفردها
نحتاج إلى تكثيف الجهود لمواجهة الفكر التكفيري والأفكار المتطرفة، والعمل على تصحيح صورة الإسلام ونشر الفكر الوسطي، صيحة أطلقها مستشار وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الأمين العام المساعد لاتحاد الأوقاف العربية د. محمد أبوالهنود. وقدم أبوالهنود، في حوار مع "الجريدة"، حلولا لتحصين وإنقاذ الشباب المسلمين من التأثر بأصحاب الأفكار والتيارات المتشددة والعنيفة، من خلال وضع برامج شاملة للثقافة الإسلامية في جميع المؤسسات، مطالبا بتغيير طريقة فهمنا وعرضنا لتعاليم الدين الإسلامي، داعيا البلدان العربية والإسلامية إلى دعم القضية الفلسطينية في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي، وفي ما يلي التفاصيل:
• كيف ترى حال الثقافة الإسلامية راهنا؟- الثقافة الإسلامية نابعة من كتاب الله الخالد ودستور السماء "القرآن الكريم"، والسُنة النبوية المطهرة، حيث يقول الرسول (ص): "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي"، وقوله (ص): "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي"، فالثقافة الإسلامية تكون بخير طالما تمسكنا بتعاليم ديننا، لكن هناك تراجعا للثقافة الإسلامية.• ماذا نحتاج حتى ننهض بالثقافة الإسلامية؟- نحتاج إلى تصحيح مفاهيمنا وتجديد وإصلاح ثقافتنا، وأن نعود إلى الأصل الصحيح من نهج وعلم ومعرفة لكتاب الله وسنة رسوله، فكتاب الله معصوم ونبي الله (ص) معصوم، وربنا منزه عن كل نقص، وكلامه منزه، فالأمر يحتاج إلى أن نغير منهجنا وطريقة عرضنا وحتى فهمنا للدين، نريد تفعيلا عمليا لهذا الدين الذي من شأنه أن يدفع أمتنا إلى الأمام.• ماذا عن دور المؤسسات الدينية من هذا الأمر؟- هي تقوم بدورها، لكن العلاج ليس بيد المؤسسات الدينية وحدها، فالبيت عليه دور وكذلك المدارس والجامعات، ووسائل الإعلام أيضا عليها الدور الكبير، وهناك قنوات كثيرة داخل مجتمعاتنا عملت على تقديم مفاهيم خاطئة عن الإسلام وتسببت في إحداث بلبلة، ونشأت مجموعة من الأفكار المتشددة والمتطرفة البعيدة عن سماحة وتعاليم الدين الإسلامي.• كيف نواجه هذه الأفكار؟- مواجهة الأفكار المتطرفة والتنظيمات الإرهابية يتطلب منا تكثيف الجهود الدينية والعلمية والفكرية والسياسية، فالمسألة أخطر مما نتصور، والمواجهة يجب أن تتم بشتى السبل، بالمؤتمرات والمؤسسات التعليمية والإعلامية وعلى المنابر، لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، ونشر الفكر الوسطي المعتدل، وعن طريق تحصين الشباب بالثقافة الإسلامية الواعية من خلال مواد منهجية في شتى مراحل الدراسة.• هل المناهج التعليمية تحتاج إلى تعديل؟- بالطبع ليس كلها، لكن الكل يحتاج إلى توضيح لمعرفة ضلالات أصحاب الأفكار المضللة والمتطرفة والمنظمات الإرهابية، فكل ما تفعله هذه المنظمات مناف تماما للدين والحضارة والإنسانية، لأن فكرهم قائم على الضلال وسوء فهم للسياق والواقع، ويفعلون ما يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي ويفهمون النصوص بشكل سيئ ومغاير لصحيح الدين. • ما رأيك في عقد المؤتمرات لمحاربة الإرهاب؟- هذه المؤتمرات تدعم بعضها البعض وحتما ستؤدي ثمارها وتحقق الغاية منها خاصة في مصر بلد الأزهر والحضارة.• كيف تواجه فلسطين مظاهر الإرهاب؟- معروف أن الشعب الفلسطيني هو أكثر شعب اكتوى بنار الإرهاب والتطرف الإسرائيلي، لذلك نحن نرفض أي فكر متطرف، ونواجهه بكل حزم، فالشعب الفلسطيني ملتزم بالتعاليم الصحيحة للدين الإسلامي ويرفض هذه الأفكار المتطرفة ويحاربها بشتى الوسائل.• ما جديد القضية الفلسطينية؟- كما هي، وتعيش فلسطين منعطفا خطيرا جراء ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي الذي ازداد ضراوة وفتكا في غطرسته وعنصريته للنيل من المقدسات دون تفرقة، سواء إسلامية أو مسيحية بالقدس، مستخدما كل الوسائل المتاحة دون اكتراث بالقرارات والقوانين الدولية وحقوق الإنسان.• ما سبب ذلك؟- إسرائيل لها مخططات واضحة لإقامة الهيكل المزعوم بدلا من المسجد الأقصى، والاعتداءات الإسرائيلية ممنهجة بهدف طمس الهوية الإسلامية والمسيحية عن مدينة القدس بأساليب خبيثة مختلفة، منها طمس المعالم الإسلامية ومصادرة الكثير من الأملاك الوقفية ووضعت مكانها مؤسسات ومستوطنات إسرائيلية، لذلك نحن نريد دعما عربيا للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ويجب أن تتكاتف جهود العرب، وتتوحد كلمتهم من أجل خلاص المسجد الأقصى والحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية وزوال الاحتلال الإسرائيلي.• بماذا تطالب الدول العربية والإسلامية؟- أطالب كل العرب والمسلمين، حكومات وشعوبا، بضرورة العمل على وضع استراتيجية موحدة لاسترداد القدس والمسجد الأقصى الذي يمثل عزة المسلمين ونبذ التفرقة والانقسام، من خلال تجسيد الوحدة الوطنية للم الشمل وتوحيد الصفوف، فلا ننكر أن هناك مساندة من الدول العربية والإسلامية لفلسطين خاصة في قضية القدس والمسجد الأقصى والعمل على منع تهويد المسجد الأقصى، لكن نطلب المزيد، ونطلب أن يكون الدعم أكثر سواء معنويا أو اجتماعيا أو اقتصاديا لأن المسجد الأقصى الآن في حاجة لمن يقف بجانبه للدفاع عنه.• ماذا عن المجتمع الدولي ومساندة القضية الفلسطينية؟- هناك دعم ومساندة من دول أوروبية كثيرة للقضية الفلسطينية، لكن إسرائيل لا تحترم المواثيق والاتفاقيات والقوانين الدولية، وذلك راجع لعدم رغبتها في السلام، وسعيها المستمر في ممارسات مختلفة لطمس القدس دينيا واقتصاديا، وكذا العمل على تغيير مناهج التعليم وإزالة مسميات المعالم العربية، حتى لا يكون هناك لا إسلام ولا مسيحية.