تصاعد التوتر بين الرياض وطهران على خلفية حادثة التدافع في منى، التي اسفرت عن مقتل 769 وإصابة 934 حاجاً، حيث اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة السعودية مساء أمس الأول بـ«التقصير»، قائلا ان الحجاج الذين قضوا في التدافع كانوا «ضحايا تقصير من قبل الذين كلفوا» تنظيم الحج، ومطالبا بـ«تحقيق دقيق حول اسباب هذه الكارثة».

Ad

وأضاف روحاني أن «الالم والحزن اللذين ألما بملايين المسلمين يتجاوزان التعويضات المادية»، موضحا ان «الرأي العام يطالب بأن يحترم المسؤولون السعوديون تعهداتهم الدولية» خصوصا من خلال السماح بنقل سريع لجثامين الضحايا إلى بلدانهم.

لكن السعودية دانت الاستغلال السياسي للحادث من قبل إيران، ورد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالقول: «أعتقد انه من الافضل للإيرانيين أن يبتعدوا عن تسييس مأساة أصابت الناس الذين كانوا يؤدون أهم الشعائر الدينية المقدسة».

وذكر أن «آخر من يتكلم عن الاهتمام بالحجاج والحج وبيت الله الحرام هم الإيرانيون أنفسهم، لأنهم في الماضي تسببوا بمشاكل للحجاج وأزعجوا زوار بيت الله الحرام عدة مرات، وأشهرها كانت عندما تظاهروا وسط الحجاج في ثمانينيات القرن الماضي، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى، بسبب أعمال الشغب التي قاموا بها».

واضاف ان «السعودية لطالما خصصت على مدى سنوات موارد ضخمة من اجل ضمان نجاح موسم الحج (...) وسننشر الوقائع عندما تعرف ولن نخفي شيئا، واذا ارتكبت اخطاء فسيحاسب مرتكبوها».

ارتفاع عدد الضحايا

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا الحجاج الإيرانيين في حادثة التدافع بمنى أمس الى 228 قتيلا و27 مصابا، كما لا يزال هناك 246 في عداد المفقودين، حسبما افادت آخر حصيلة نشرتها لجنة تنظيم الحج الايرانية أمس من أصل مجمل ضحايا الحادث بحسب السلطات السعودية.

في غضون ذلك، أرجئت اعادة جثامين قسم من الحجاج الايرانيين الذين لقوا حتفهم في حادث التدافع الى طهران التي كانت مقررة أمس في اجواء من التوتر المتزايد مع الرياض.

وأعلن مسؤولون إيرانيون تأخير العودة المقررة لجثامين جزء من الحجاج الايرانيين لأسباب إدارية تتعلق بتصاريح هبوط الطائرات المكلفة ذلك في السعودية.

وعاد الرئيس الايراني حسن روحاني الى طهران أمس بعدما اختصر زيارته لنيويورك حيث كان يحضر الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة، لأنه يريد ان يكون موجودا في طهران عند وصول جثامين 130 حاجا لقوا حتفهم خلال التدافع.

وفي تصريح لوكالة الانباء تسنيم قال الناطق باسم الحكومة محمد باقر نوبخت إن «كل الجهود بذلت لنقل سريع للجثامين» دون ان يذكر اي موعد.

وبعدما انتظر ساعات للتوجه إلى السعودية، وصل وفد إيراني يقوده وزير الصحة حسن هاشمي فجر أمس الى مكة المكرمة.

وقال هاشمي للتلفزيون العام: «سنجري التنسيق اللازم بين السعودية وإيران من اجل نقل سريع للجثامين».

وكشفت وكالات أنباء إيرانية أن مسؤولين في مكتب المرشد الإيراني الأعلى وقادة بالحرس الثوري الإيراني، دخلوا السعودية ضمن قائمة الحجاج الإيرانيين، ما زالوا في عداد المفقودين.

ومن بين أسماء المفقودين التي نشرتها وكالة «تسنيم» المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى السفير الإيراني السابق في لبنان غضنفر ركن آبادي، وهو أحد الشخصيات المهمة في مكتب المرشد، كل من: علي أصغر فولادغر، الذي يشغل منصب مدير مكتب الدراسات الاستراتيجية في الحرس الثوري، وضباط آخرون مثل حسن دانش وفؤاد مشغلي وعمار مير أنصاري وحسن حسني، وهم ضمن بعثة الحج الإيرانية التابعة لمكتب المرشد.

وفي السياق ذكرت وكالة «تسنيم» أن السفير الإيراني السابق في لبنان، غضنفر ركن آبادي، هو الذي قرأ نداء مرشد الثورة علي خامنئي في يوم عرفة أثناء تظاهرة للإيرانيين تعرف باسم «البراءة من المشركين»، والتي لا يوافق السعوديون على إجرائها»، حسبما جاء في تقرير الوكالة.

كما نشرت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية، مقطع فيديو يظهر ركن آبادي وهو يقرأ رسالة خامنئي.