حسب رأي السفير الأميركي (السابق) في سورية روبرت فورد، فإنه أصبح أمام سورية، بعد أكثر من أربعة أعوام من بدء هذه الحرب المدمرة، ثلاثة خيارات، أسوأها تقسيمها إلى 6 مناطق نفوذ بحدود غير ثابتة، أي متغيرة حسب موازين القوى التي قد تستجد "وترجح" الكفة لتنظيم وجهة على التنظيمات والجهات الأخرى، ومن بينها نظام بشار الأسد بالطبع.

Ad

المنطقة الأولى، التي ستكون للطائفة العلوية وحزب الله، وتمتد من العاصمة دمشق في اتجاه الشمال الغربي إلى اللاذقية وبمحاذاة حمص وحماه من الشرق والبقاع من الغرب، وربما حتى ضاحية بيروت الجنوبية، ولاحقاً الجنوب اللبناني كله. وإن ما بات يجري على الأرض في هذه المنطقة يؤكد صحة هذا التقدير الذي ذهب إليه روبرت فورد في محاضرة له بمعهد دراسات الشرق الأوسط في واشنطن.

أما المنطقة الثانية التي ستكون حصة جيش "الفتح" وجبهة النصرة فهي المنطقة الشمالية – الغربية التي تضم إدلب وجسر الشغور، والتي تحاول هاتان القوتان توسيعها، إن في اتجاه الساحل على البحر الأبيض المتوسط وإن في اتجاه الوسط في محافظتي حمص وحماه.

أما المنطقة الثالثة، وفق تصور روبرت فورد وتقديره، فستكون حصة تنظيم "داعش" الإرهابي، وستضم أغلبية المناطق السورية الشرقية المحاذية للعراق، والتي تقع فيها مدن الرقة ودير الزور والـ"بوكمال"، والتي قد تصل حدودها الغربية إلى تدمر وحدودها الشمالية إلى الحسكة.

ووفقاً لتقديرات السفير الأميركي السابق في سورية، فإن الجنوب السوري من دمشق وحتى درعا بما في ذلك القنيطرة ستكون لـ"الجيش السوري الحر" والفصائل المرتبطة به، ومن بينها العديد من التنظيمات "الإسلامية" المعتدلة التي لا تحتل أي مواقع قيادية في هذا التكتل، ولا تتمتع بأي تفوق على الأرض، أما الشمال والشمال الشرقي، الحسكة والقامشلي وتل أبيض، فإنه سيكون حصة الأكراد الذين يتبعون عملياً حزب العمال الكردستاني – التركي بقيادة عبدالله أوجلان، والذين يقال إنهم موالون لنظام بشار الأسد ومرتبطون بالمخابرات السورية.

ومع كل هذا يبقى أن دمشق، حسب فورد، سوف "تتناهشها" هذه التنظيمات، التي في حقيقة الأمر لا يمكن حصر عددها ولا تحديد أسمائها، والتي ستصبح مشرذمة ومقسمة، على غرار ما كانت عليه بيروت في ذروة الحرب الأهلية اللبنانية.

هذا هو رأي روبرت فورد، الذي قد يكون رأي الإدارة الأميركية، وإن كل واقع الحال يشير إلى أن هذا التصور وارد جداً، إن لم يكن هناك تحرك عربي جدي لتوحيد المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها، وإن لم تغير الولايات المتحدة سياستها المائعة تجاه الأزمة السورية، بحيث يصبح بالإمكان فرض حل "جنيف 1" على نظام بشار الأسد، وقبل ذلك على إيران وروسيا.