وزير المالية اليوناني يستقيل بسبب كراهية الدائنين

نشر في 06-07-2015 | 10:18
آخر تحديث 06-07-2015 | 10:18
No Image Caption
أعلن وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس الأثنين استقالته غداة رفض اليونانيين بغالبية كبرى خطة الدائنين في الاستفتاء الذي نظم الأحد.

وأوضح فاروفاكيس على مدونته الالكترونية أنه "بعيد إعلان نتائج الاستفتاء تبلغت بأن بعض أعضاء مجموعة اليورو والشركاء يفضلون غيابي عن الاجتماعات، وهي فكرة رأى رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس أنها قد تكون مفيدة من أجل التوصل إلى اتفاق، ولهذا السبب أغادر وزارة المالية اليوم".

ورأى أن نتيجة الاستفتاء الذي فاز به أنصار الـ "لا" بنسبة 61,31% لها "قيمة مهمة.. مثل كل المعارك من أجل الحقوق الديموقراطية".

وراى أن "الشرعية الكبيرة التي منحت لحكومتنا" يجب "توظيفها على الفور في نعم لحل مناسب" داعياً إلى اتفاق يتضمن "إعادة جدولة للدين وتخفيف للتقشف وإعادة توزيع لصالح الأكثر فقراً واصلاحات حقيقية".

وأكد فاروفاكيس "سوف اتحمل باعتزاز كراهية الدائنين".

مشاورات

يبدأ قادة الاتحاد الأوروبي الأثنين مشاورات مكثفة لتقييم انعكاسات الرفض الواضح لليونانيين عبر استفتاء لخطة الدائنين ولاعداد استراتيجية للمستقبل.

وبعد فوز "لا" بنسبة 61,31 بالمئة في استفتاء الأحد وفق النتائج النهائية، يسود الغموض مسألة بقاء اليونان في منطقة اليورو.

ومساء الأحد بدت ألمانيا من جهة وفرنسا وايطاليا من جهة أخرى غير متفقين على كيفية الرد على هذه النتيجة، وتظاهرت أثينا بعدم وجود أي مشكلة تعيق عودتها للتفاوض بداية من الأثنين.

لكن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل "اتفقا" على الأقل على وجوب "احترام تصويت" اليونانيين وعلى الدعوة لقمة لمنطقة اليورو ستعقد الثلاثاء الساعة 16,00 تغ ببروكسل، كما أكدت المفوضية الأوروبية من جهتها على أنها "تحترم نتيجة" الاستفتاء.

وفي حين كان أنصار "لا" يحتفلون في صخب بفوزهم في أثينا، كانت برلين قد ردت الفعل بشكل قوي.

أمر مؤسف

وقال وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل الأحد أنه "يصعب تصور" اجراء مفاوضات جديدة بين الأوروبيين وأثينا بعد رفض غالبية اليونانيين خطة الدائنين.

بل أن غابرييل اعتبر في مقابلة مع صحيفة تاغسبيغل تنشر الأثنين أن رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس "قطع آخر الجسور" بين بلاده وأوروبا.

كما اعتبر يروين ديسلبلوم رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو ووزير مالية هولندا أن فوز لا في الاستفتاء "أمر مؤسف جداً لمستقبل اليونان".

أما وزير المالية السلوفاكي بيتر كازيمير فقد اعتبر أن خروج اليونان من منطقة اليورو أصبح "سيناريو واقعياً".

واعتبر نائب وزير الاقتصاد الروسي الكسي ليكاتشاف انه "لا يمكن عدم ادراك" أن ما حصل يشكل "خطوة باتجاه الخروج من منطقة اليورو".

لكن في الأثناء، أكد تسيبراس لمواطنيه أن نتيجة الاستفتاء لا تعني أبداً "قطيعة مع أوروبا" بل بالعكس "تعزيزاً لقدرة حكومته على التفاوض" مضيفاً "ستطرح هذه المرة مسألة الديون على طاولة" المفاوضات.

مد اليد

من جهته، اعتبر وزير المالية يانيس فاروفاكيس أن نتيجة الاستفتاء تمثل "أداة لمد اليد لشركائنا".

وتصعب معرفة من يقول الحقيقة ومن يرسم أوهاماً في هذه القضية.

غير أنه في صباح الأحد قالت باريس وروما على لسان رئيس الوزراء الايطالي ماتيو ارينزي ووزير الاقتصاد الفرنسي ايمانويل ماكرون، انه حتى في حال فوز لا فانه سيتم استئناف المفاوضات.

وتباحث هولاند مساء الأحد مع تسيبراس وسيستقبل ميركل مساء الأثنين في باريس "لتقييم انعكاسات الاستفتاء في اليونان" قبل قمة منطقة اليورو.

وقبل ذلك يجري رئس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مشاورات صباح الأثنين عبر مؤتمر هاتفي مع رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو يروين ديسلبلوم ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك ورئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي.

كما من المقرر أن يعقد الأثنين اجتماع لمحافظي البنك المركزي الأوروبي، وفق ما أعلن الجمعة رئيس البنك المركزي النمساوي، وقد يبحث الاجتماع بالخصوص طلب البنك المركزي اليوناني الأحد الترفيع في سقف المساعدات الطارئة الممنوحة لأثينا.

العملة

وأثرت هذه التطورات للوهلة الأولى على العملة الأوروبية الموحدة التي تراجعت دون عتبة 1,10 مقابل الدولار لكنها عادت وحدت من خسائرها وإلى ما فوق 1,10 دولاراً الأثنين مع بدء التعاملات في آسيا.

لكن اسواق آسيا بدت متاثرة بنتيجة الاستفتاء وفي تراجع، وفي الساعة 02,00 تغ الأثنين خسرت بورصة طوكيو 1,34 بالمئة وبورصة سيدني 1,33 بالمئة وسيول 0,74 بالمئة. وبعد ساعة تراجعت بورصة هونغ كونغ بعد افتتاحها بنسبة 3 بالمئة.

ويلف الغموض التام اتجاه تطور الأحداث، فاليونان لم تعد تملك مالاً وبنوكها مغلقة منذ أسبوع وتأثرت بعمليات السحب المكثفة الأخيرة لليونانيين القلقين من هذا الوضع.

ارتياح

وفي هذا الوضع الخطر يحق لرئيس وزراء اليونان الشاب (41 عاماً) زعيم حزب سيريزا اليساري المتشدد أن يشعر بالارتياح لأنه فاز في الاستفتاء بعد خمسة أشهر من فوزه المريح في الانتخابات التشريعية.

وقد بعث برسالة وحدة إلى مواطنيه معتبراً بعد الاستفتاء "نحن شعب واحد".

في المقابل استقال زعيم حزب الديمقراطية الجديدة (يمين محافظ) أبرز أحزاب المعارضة انتونيس سامارس إثر هذه النتيجة المخيبة بالنسبة له، وجاء هذا الفوز الواضح لرافضي خطة الدائنين رغم أن الكثير من الآراء كانت تتوقع منافسة محتدمة بين الفريقين وفوزاً طفيفاً لأحد المعسكرين، بحسب استطلاعات الرأي.

ونظم الاستفتاء بعد أشهر من المباحثات غير المثمرة بين اليونان والجهات الدائنة وهي الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي، ومنحت هذه الجهات الدائنة منذ 2010 اليونان 240 مليار يورو من المساعدات أو وعود بقروض لكنها لم تدفع شيئاً لأثينا منذ نحو عام.

وتوقف الدفع بسبب رفض أثينا تنفيذ بعض الاصلاحات التي اعتبرتها صعبة جداً اجتماعياً.

متخلفة

ومنذ يوم الجمعة، اعتبرت اليونان متخلفة عن السداد إذ كان عليها تسديد 1,5 مليار يورو لصندوق النقد الدولي بحلول نهاية يونيو.

وعمدت الحكومة اليونانية إلى اغلاق المصارف وفرض رقابة على حركة الرساميل ومنعت المواطنين من سحب أكثر من 60 يورو يومياً من آليات الصرف.

ومن المتوقع أن تنفد السيولة خلال يومين أو ثلاثة فقط إذا لم يعمد البنك المركزي الأوروبي إلى ضخ الأموال في المصارف.

وبعد التصويت تجمع آلاف الأشخاص في ساحة سينتاغما للاحتفال رغم الغموض بشأن المستقبل، ورفعوا أعلاماً يونانية وهتفوا "اوخي" (لا باليونانية).

وقال جورج نوتساكيس (55 عاماً) وهو يحمل علم بلاده في يده "أنا سعيد هذا ممتاز، الحياة ستختلف بداية من الآن".

وفي باقي العواصم الأوروبية ساد القلق هذا المساء، وقال مقربون من رئيس الوزراء الايطالي ماتيو ارينزي أن منطقة اليورو "ستكون قادرة على مواجهة" ردة فعل الأسواق الأثنين.

وحذر الحزب الاشتراكي البرتغالي من الآثار المحتملة "لزلزال يوناني" على البرتغال، وفي اسبانيا يعقد مجلس وزاري الأثنين بمدريد لبحث الوضع.

وفي المقابل بدا الارتياح الكبير على زعيم حزب بودوموس الاسباني المناهض لليبرالية، وقال بابلو ايغليسياس في تغريدة "اليوم في اليونان انتصرت الديمقراطية"، كما أشاد مناهضو الفكرة الأوروبية وبينهم بالخصوص الفرنسية مارين لوبان والبريطاني نيجال فاراج بفوز "لا" في اليونان.

back to top