أكد د. غانم الحجيلان أن الأطقم الطبية التي تتعامل مع مرضى «كورونا» غير مؤهلة لأخذ العينات بشكل صحيح من المشتبه فيهم، ما يعني أن النتائج المترتبة على ذلك مخالفة للحقيقة.

Ad

فجر رئيس فريق التدخل السريع لمرض "كورونا" في وزارة الصحة، واستشاري الأمراض المعدية رئيس المكتب الصحي في الحركة الشعبية الوطنية د. غانم الحجيلان مفاجأة من العيار الثقيل، بتأكيده أن الحالتين اللتين توفيتا في الكويت نتيجة إصابتهما بفيروس كورونا لم تغادرا البلاد، ما يعني أن هناك احتمالا بوجود مصدر للإصابة داخل الكويت.

وأضاف د. الحجيلان في تصريح لـ"الجريدة" أن حالة الوفاة الأولى كانت لوافد سوري مات متأثرا بفيروس كورونا في أبريل من العام الماضي ولم يغادر البلاد، إضافة إلى الحالة الثانية التي توفيت يوم الجمعة الماضي لمسن كويتي في العقد الثامن من عمره، وهو صاحب مزرعة للإبل ولم يغادر البلاد أيضا.

وشن هجوما لاذعا على كل من وزارة الصحة والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية إثر وفاة المواطن الكويتي، مشيرا إلى أن الوزارة تعاملت بتكتم شديد مع الحالة، "أما الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية فلم تقم بدورها في فحص المخالطين للمتوفى من العاملين في المزرعة"، لافتا إلى أنه من المرجح إصابة عدد من العاملين بالمزرعة من الجنسيات الآسيوية.

وأكد أن الأطقم الطبية التي تتعامل مع مرضى كورونا غير مدربة على أخذ العينات بشكل صحيح من المشتبه فيهم، ما يعني ان النتائح المترتبة على هذه العينات مخالفة للحقيقة، مشددا على ضرورة تدريب الفنيين على التعامل مع العينات بشكل دقيق وصحيح.

تكتم شديد

وقال الحجيلان، إن المتوفى الكويتي أدخل المستشفى بداية الأسبوع الماضي وتوفي يوم الجمعة الماضي، مضيفا أن المواطن كان يرقد في المستشفى العسكري، قبل أن يتم إبلاغ وزارة الصحة بالحالة، والتي تعاملت بتكتم شديد مع وفاته بفيروس كورونا.

 وأشار إلى أن الوزارة لم تتبع الإجراءات المتبعة من إبلاغ منظمة الصحة العالمية حسب اللوائح الدولية والبروتوكولات المتبعة في مثل هذه الحالات، مستغربا عدم إبلاغ "الصحة" منظمة الصحة العالمية بحالة الوفاة.

وأوضح أن "الصحة" استبعدته من علاج الحالة على الرغم من أنه رئيس فريق التدخل السريع لمرض "كورونا" في الوزارة، وله خبرات كبيرة في التعامل مع تلك الحالات منذ أن كان يعمل في مستشفى الأمراض السارية، وعالج عددا من الحالات المصابة والمشتبه في إصابتها، لافتا إلى أن الوزارة عهدت إلى أحد الأطباء متابعة حالة المريض (المتوفى) على الرغم من أن هذا الطبيب ليس عضوا في فريق التدخل السريع لمرض "كورونا"، وليس متخصصا في الأمراض المعدية، ولا يملك خبرة كافية في التعامل مع تلك الحالات.

إهمال وتقصير

وتساءل الحجيلان عما إذا كانت حالة الوفاة هذه تدخل في إطار الإهمال والتقصير والخطأ الطبي من عدمه، مستغربا عدم استدعاء طبيب مختص في الأمراض المعدية لعلاج الحالة، كما تساءل أيضا عن السبب وراء عدم نقل وزارة الصحة للمريض المتوفى من المستشفى العسكري إلى أحد مستشفياتها لعلاجه، وهي تتمتع بخبرة متراكمة في مثل هذه الأمور وتعاملت من قبل مع مريضين أصيبا بفيروس كورونا قبل نحو سنتين.

وأشار إلى أنه "من المؤسف أن يتم إدخال السياسة في العمل الفني الطبي البحت"، مؤكدا أن حالة الوفاة تمثل خيانة واضحة من وزارة الصحة للمرضى.

واستغرب الحجيلان منع المختصين وأصحاب الخبرات من علاج المرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس "كورونا" ومن ثم المخاطرة بحياة المرضى.

يذكر أن حالة الوفاة هي الثانية في الكويت، حيث توفي وافد سوري في أبريل من العام الماضي نتيجة إصابته بفيروس كورونا، كما أصيبت بضع حالات خلال عام 2013 تم علاجهم في المستشفى وغادروها عقب تلقيهم العلاج اللازم.