في العراق انتفض العراقيون ضد الفساد وفي لبنان كذلك في تظاهرات ضد حكوماتهم ونوابهم، ونحن ورغم الفساد المذهل الذي فاق سعره فساد تلك الدول انتفضنا انتفاضة «تويترية» ضد ارتفاع أسعار السمك رغم أنه ليس بوجبة رئيسة لمعظم المواطنين.
ولست هنا بمعارض أي تحرك شعبي ضد جشع وطمع بعض التجار، ولكن علينا أن ننتفض ضد السبب الرئيسي الذي جعل التاجر الجشع يستغلنا ليتحكم فينا كيفما شاء، ودون خوف أو رادع يردعه ويوقفه عند حده، وباعتقادي أن ضعف الحكومة ومجلس الأمة والفساد المتفشي في كل زاوية من زوايا الحياة في وطننا هما السببان في ارتفاع سعر الأسماك، بل ارتفاع الأسعار بصورة مخيفة وغير منطقية ولا مقبولة إذا ما قورنت ببقية دول العالم.طالما لم نحدد السبب الرئيس ونطالب بإصلاحه فلا يمكن أن ننجح في حملتنا ضد أسعار السمك «خلوها تخيس» التي لن تتجاوز أياماً معدودة، ولا يلتفت المواطن إليها في الأصل، وليست وجبته الرئيسة، فلا تفرحوا كثيراً بنجاحها، ولن تحقق حتى السعر الطبيعي الذي تباع به في بقية الدول المجاورة.يعني بالعربي المشرمح: ما لم تكن هناك حملة شعبية واسعة تجبر الحكومة والمجلس على مراقبة الأسعار ومعاقبة التجار وتطبيق القانون والقضاء على الفساد، فإن حملة «خلوها تخيس»، «راح تخيس» وتصبح مجرد «هاشتاق» تفاعل معه المغردون ولن يتكرر.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: «خلوها تخيس»!
29-08-2015