تباين وتفاوت أداء مؤشرات أسواق المال في دول مجلس التعاون خلال تعاملات الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر، حيث حقق سوقان فقط مكاسب وكانت متقاربة ومحدودة، وهما القطري والعماني، بنسبة 0.2 و0.4 في المئة على التوالي، بينما تراجعت مؤشرات خمسة أسواق أخرى بتفاوت كبير بينها. حيث خسر سوقا الامارات بـ3.6 و2.4 لأبو ظبي ودبي على التوالي، وفقد مؤشر «تاسي» السعودي نسبة كبيرة كذلك بلغت 3.5 في المئة، واستقر سوقا الكويت والمنامة على خسارة محدودة جدا، إذ تراجع «المؤشر السعري» في السوق الكويتي بنسبة عُشر نقطة مئوية فقط، وانخفض البحريني بنسبة 0.3 في المئة.

Ad

سوقا الإمارات وبيانات الربع الثالث

قد تعيش المؤشرات في سوقي الامارات والسعودية حالة من القلق والترقب اكثر من بقية الاسواق الاخرى، حيث تتأثر بيئة الشركات بالانفاق الحكومي بشكل مباشر، ومع اقتراب انتهاء هذا العام حيث لا يفصلنا عنه سوى شهرين، ومع استمرار انخفاض اسعار النفط بأقل من سعر التعادل في موازنات معظم الدول الخليجية لذلك تأثر سوقا الامارات والسعودية بشكل خاص خلال الاسبوع الماضي وسط قلق مستمر حتى يتبين حجم الانفاق قبل نهاية هذا العام.

 وكذلك مازالت معظم الشركات المدرجة في سوق دبي، رغم قلتها، تحجب بياناتها المالية حيث لم يعلن منها كاملا سوى قطاع المصارف الذي جاءت بياناته ايجابية غير أنها لم تستطع إخراج مؤشر دبي من سلبيته، والتي استمر عليها للاسبوع الثالث على التوالي متراجعا الى مستوى 3503.75 نقاط فاقدا 84.74 نقطة تعادل نسبة 2.4 في المئة، وجاءت نتائجه أفضل من سوق ابوظبي الذي تصدر الخاسرين خليجيا بخسارة قاسية بنسبة 3.6 في المئة هي 136.36 نقطة ليقفل على مستوى 4322.04 نقطة، ولم تسعف بعض النتائج الفصلية واستقرار اسعار النفط المنخفضة مؤشرات ابوظبي، حيث غلب الفتور على الاداء وتراجعت السيولة كحال معظم الاسواق الخليجية الاخرى وسط ضبابية وعدم وضوح رؤية مستقبلية ايجابية.

«السعودي» يطيح بمكاسب بداية الشهر

بعد أسبوع ممتاز بداية هذا الشهر حيث ربح السعودي حوالي 5 في المئة بعد تجاوز اسعار النفط حاجز 50 دولارا للنفط الخام و53 دولارا لبرنت عاد واستمر في النزيف حتى فقد ايجابيته وانتهاء محفز اعلانات الربع الثالث التي انتهى منها مبكرا وبعد ثلاثة اسابيع فقط من بداية الشهر، ليستقر اخيرا على مستوى 7124.8 نقطة فاقدا نسبة 3.5 في المئة تعادل 257.79 نقطة، كما تراجعت سيولة جلساته بعد عمليات جني ارباح رفعتها بمنتصف الشهر ما لبثت ان عادت الى مستويات 4 مليارات ريال.

ويساور القلق المستثمرين من انخفاض محتمل للانفاق بعد استقرار اسعار النفط، وهو ذو أثر مضاعف في سوق المملكة، حيث يضغط على اسعار اسهم البتروكيماويات بشكل مباشر وارباحها كذلك، حيث انها تباع في اسواق عالمية تخضع للعرض والطلب، وكذلك تتراجع اسعار اسهم قطاع تشغيلية خوفا من تراجع الانفاق، وهو ما بات في حكم المؤكد كما سيعلن عنه قبل نهاية هذا العام كما أسلفنا.

خسائر محدودة في الكويت والبحرين

كانت خسارة سوقي الكويت والبحرين متقاربة ومحدودة، حيث انخفضت مؤشرات سوق الكويت للاوراق المالية بنهاية تعاملات الاسبوع بنسب متفاوتة كانت عُشر نقطة مئوية على مستوى المؤشر السعري الذي تراجع بـ5.4 نقاط ليقفل على مستوى 5775.36 نقطة، وزادت على «الوزني» لتبلغ ثلث نقطة مئوية تعادل 1.44 نقطة ليستقر حول مستوى 388.37 نقطة وانخفض «كويت 15» بنصف نقطة مئوية هي 4.75 نقاط مقفلا على مستوى 924.3 نقطة.

وسجلت حركة التداولات تغيرات محدودة كذلك تشير الى حيادية السوق وانخفاض مستوى تذبذبه خلال الاسبوع الماضي، وتراجعت السيولة بنسبة 6.4 في المئة، بينما ارتفع النشاط بنسبة 4 في المئة وخسر عدد الصفقات حوالي 5 في المئة، وكان تراجع السيولة نتيجة تراجع نشاط الاسهم القيادية التي جنح بعضها، خصوصا الكبيرة، التي اعلنت نتائجها الى الفتور وسط عمليات جني ارباح على معظمها.

ووسط سيولة مرتفعة نسبيا مقارنة مع معدلات الاسابيع الماضية تراجع مؤشر سوق المنامة بنسبة ثلث نقطة مئوية تساوي 3.7 نقاط ليقفل على مستوى 1250.37 نقطة في اسبوع قصير كان مدة ثلاث ايام فقط حيث بدأ بعطلة مدة يومين بمناسبة مناسبة عاشوراء.

مكاسب محدودة في قطر ومسقط

تماسكت مؤشرات سوقي قطر ومسقط بنهاية الشهر لتحقق مكاسب محدودة، ولكنها متميزة عن بقية اسواق المنطقة، حيث حقق مؤشر مسقط نسبة 0.4 في المئة بالرغم من تراجع اسعار النفط وقد يكون اثر اعلانات الربع الثالث لمكوناتهما بشكل شبه كامل في دفع المؤشرات خلال الاسبوع الاخير من الشهر، واقفل سوق مسقط على مستوى 5928.15 نقطة مضيفا 22.41 نقطة، بينما حقق مؤشر الدوحة، في المقابل، عُشري نقطة مئوية تعادل حوالي 20 نقطة ليقفل على مستوى 11604.59 نقاط.