الفضل يشكر المجلس على «تلاوة أسماء الأعضاء» ويغادر الحياة

غيب الموت أمس النائب نبيل الفضل الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في قاعة عبدالله السالم، بعد مرور ساعة على انعقاد الجلسة ونحو 40 دقيقة على حديثه في نقطة النظام، والذي أوصى فيه رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية بالتنبيه على الأعضاء بوقف توقيع المعاملات أثناء الجلسات.

وشاءت إرادة الله أن تكون الجلسة التي شكر فيها الفضل المجلس على اتباع سياسة تلاوة أسماء الأعضاء المتغيبين عن الجلسة الساعة التاسعة، والتي كانت وفق قول الفقيد أول جلسة تعقد الساعة التاسعة، أن تكون هي الجلسة الأخيرة له.

الراحل نبيل الفضل فارق الحياة عن عمر يناهز الـ66 عاما، وهو يمارس عمله التشريعي والرقابي، حيث وافته المنية أثناء الجلسة، ليكون بذلك أول نائب في تاريخ الحياة النيابية يتوفى داخل القاعة.

ولم تنجح الإسعافات الأولية ووجود وزير الصحة ووكيل الوزارة وطبيب المجلس وأجهزة التنفس الصناعي في إنقاذه، إذ كانت إرادة الله أن يتوفى داخل القاعة بين زملائه النواب والوزراء.

البداية كانت عند الساعة العاشرة صباحا، أي بعد ساعة من انعقاد الجلسة و40 دقيقة من حديثه، حيث جلس الفقيد على مقعده ليملأ كوب الماء، وكان خلال حديثه مع وزير الإعلام وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود، وفي هذه الأثناء استلقى الفضل على ظهره مغشيا عليه فوق كرسيه.

وعلى الفور حاول الأعضاء الموجودون بالقرب منه إسعافه، ومن ضمنهم النائب خليل عبدالله، الذي قام بالنداء... أخ الرئيس أخ الرئيس... الفضل!

وحضر وزير الصحة وبمعيته وكيل وزارة الصحة الذي كان موجودا بسبب استجواب العبيدي، إضافة الى طبيب المجلس ومسعفين، وتم وضع أجهزة التنفس الاصطناعي للمرحوم، إلا أن طبيب المجلس أشار الى الأمين العام بما يعني أنه لا أمل في إنقاذه.

وقبل كل ذلك، وفور دخوله للقاعة عند منصة الرئيس، ركض رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الى الفضل وألقى ببشته وطلب من الأطباء الموجودين عمل ما يلزم، ولما تأكد من نبأ الوفاة، أمر الغانم بإخلاء القاعة، من خلال صعوده لمنصة الرئاسة، ودون جلوسه على كرسي الرئاسة، وبعد نحو ساعة ونصف الساعة أعاد ارتداء بشته، وأعلن رسميا خبر وفاة النائب الفضل.

افتتح رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الجلسة الساعة التاسعة، صباح أمس، وتلا الأمين العام أسماء الحضور والمعتذرين عن عدم الحضور، وأسماء الغائبين عن الجلسة الماضية، وأسماء الغائبين بعذر أو دون عذر عن اجتماع اللجان، وأسماء النواب الذين لم يوجدوا في الجلسة الماضية الساعة التاسعة صباحاً، واعترض الأعضاء على تلاوة أسمائهم ضمن غير الموجودين في الجلسة الساعة التاسعة صباحاً.

ووسط اعتراض النائب يوسف الزلزلة على ذكر اسمه، قال الرئيس الغانم ان د. يوسف الزلزلة موجود، في ما قال النائب محمد طنا: "موجودون منذ الساعة التاسعة، لماذا لم يسجل اسمنا"، وعقب الغانم: "من كان موجوداً يبلغ الأمانة لحذف اسمه لأنها المرة الأولى".

وقال النائب أحمد لاري: اعتذرت عن عدم حضور الجلسة، واتصلت بالأمين العام، وقال د. منصور الظفيري: منذ التاسعة إلى التاسعة والنصف الكل موجود، ورد الغانم: من كان موجوداً يبلغ الأمانة، في حين قال وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود: كنت في مهمة رسمية بالخارج، وقدمت اعتذاراً، وقال النائب صالح عاشور: المتأخر له أسباب لكنه حضر الجلسة وحضر اللجان، ولسنا في مدرسة وحضور الجلسة بتأخير ربع ساعة ليس من الصالح والجيدة تلاوة اسمه.

من جهته، قال النائب عبدالله التميمي: نشكر هذا الإجراء الذي بدأ يعطي ثماره، والجلسة من المفترض أن تعقد الساعة التاسعة، وهذا للتوضيح فقط.

بدوره، قال النائب د. عبدالحميد دشتي: "يشكر المجلس على تفعيل مواد الدستور واللائحة في ما يخص عقد الجلسات واللجان وهذه سنة حميدة، ونتمنى ألا تقطع هذه العادة، لأنها أمانة يحملها عضو مجلس الأمة ويجب أن يكون على قدر المسؤولية".

في ما قال النائب نبيل الفضل (الذي وافته المنية في الجلسة): أكرر شكري للرئيس على هذه السنة الحميدة، فهذه أول جلسة تنعقد في وقتها، وأتمنى أن تمتد هذه السنة إلى عدم تقديم النواب معاملاتهم للوزراء أثناء الجلسة، والوزراء عليهم الاعتراض على ذلك، لأن ذلك غير حضاري بالمرة، والوزراء في الأسبوع الذي ليس فيه جلسات يأتون إلى مكاتبهم هنا ويتلقون معاملات النواب في حين لا يستطيع الناس الوصول إلى الوزراء في وزاراتهم.

بدوره قال النائب روضان الروضان: أتمنى تلاوة الأسماء الساعة التاسعة حتى تكون موثقة.

تبادل الزيارات

من ناحيته، قال النائب فيصل الدويسان: هذه الأسماء توضع في الجدول، نعم لدى الوزراء مكتب في مجلس الأمة، وأتمنى تبادل الزيارات بين النواب والوزراء وبالتالي نخلص من المعاملات.

ورد الرئيس مرزوق الغانم ان قرار منع المعاملات في الجلسة اتخذ منذ بداية الفصل التشريعي، لكن لا سلطة لي على النائب او الوزير الا بالتنبيه داخل الجلسة الا اذا كان لكم قرار اخر.

في وقت قال النائب د. خليل عبدالله انه يفترض ان تكون أبواب الوزراء مفتوحة للمواطنين، والا يكون هناك خلل في الوزارة، الناس تأتي إلينا ترجونا بالمعاملات.

من ناحيته، قال الشيخ محمد الخالد وزير الداخلية: ظلمت لأنني كنت حاضرا الجلسة الماضية، فقال الغانم: نعم الخطأ تتحمله الأمانة، وهذه أول مرة تحدق.

وانتقل المجلس الى بند التصديق على المضابط رقم 1342 أ، ب بتاريخ 15 و16 ديسمبر 2015.

وقال صالح عاشور: رد وزير التربية على كلامي بأنه يلتزم باللائحة وقد عين أمينا عاماً للجنة الوطنية للتربية مخالفا بذلك اللوائح والقوانين فأرجو تصحيح هذا الإجراء.

وصادق المجلس على المضابط، وانتقل الى بند الرسائل الوردة، وتلا رسالة من سمو أمير البلاد يشكر فيها رئيس وأعضاء مجلس الأمة على تهنئته بافتتاح استاد جابر، ورسالة من لجنة حماية المال العام بتكليف ديوان المحاسبة فحص كافة المستندات ببيع شركة المنتجات الزراعية الكويتية وشركة تعليم السيارات.

وقال النائب د. عبدالحميد دشتي: نشكر سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وتوجيهاته، فهو قائد الإنسانية الذي أعطى توجيهاته الحاسمة بتضافر الجهود للحكومة، وإصرار هذا الشعب على الحضور على الرغم من التهديدات بعدم صلاحية الإستاد، فمن يعوض المقاولين عن الإساءة لسمعتهم؟!

صراع بين الكبار

في حين قال النائب جمال العمر: اكرر شكري لرسالة صاحب السمو، واشكر اللجنة المنظمة لافتتاح استاد جابر والشكر موصول لأبنائنا المنظمين وكل من ساهم في إعداده وانجاحه وتحقيق الفرحة للشعب بافتتاح الاستاد بعد تأخير 10 سنوات، والرسالة التي نتجت عن هذا الاحتفال هي فرحة اهل الكويت وشبابها وأصبحت الفرحة اليتيمة في الكويت.

وأضاف ان شباب الكويت لا يستحق هذا الصراع بين الكبار فيدفع الثمن سمعة بلدنا عالميا، وهذا الافتتاح فرصة لتهدئة النفوس والتنازل عن الكفر بالخصومة.

وتابع العمر: اشكر رئيس لجنة حماية المال العام، فهناك بيع للاصول الحكومية باجراءات تنقصها الشفافية والمنافسة وعدم دراسة تقرير ديوان المحاسبة وتكلفه الان بالنظر في هذا الموضوع ليكون البيع عبر دراسات عن سهم الشركات العادل، وأن تكون هناك مسطرة ومعايير وأسس سليمة واشتراطات سليمة وضرورة وقف بيع الشركات الى ان ينتهي ديوان المحاسبة من اعداد المعايير لتكون هناك مسطرة واحدة، وتقرير ديوان المحاسبة الاخير يستحق الاهتمام ويستحق عقد جلسة للمناقشة حول الوضع المالي للدولة.

وقال النائب صالح عاشور: الرسالة الاولى عبارة عن تهنئة للشعب الكويتي ولا بد ان نشكر القائمين على الافتتاح لاسيما رجال الامن ووزير الداخلية وكل من ساهم في هذا الافتتاح الرائع.

واضاف: وجهت مجموعة اسئلة لوزير الاشغال عن أسباب تأخير افتتاح هذا الاستاد، وكان هناك تقرير بأخطاء فنية للاستاد مما سبب تكلفة اضافية 8 ملايين دينار لاعادة تجهيزه.

وتابع: تأخير المشاريع الكبرى يكلف المال العام أعباء، وبالنسبة للرسالة الثانية من لجنة حماية المال العام هناك بيع للشركات الحكومية الرابحة التي تدر أمولا على خزينة الدولة.

وقال د. يوسف الزلزلة ان الرسالة الاولى رائعة اتت بعد افتتاح استاد جابر، وقد رأينا الافتتاح الجميل والاستاد أصبح احد معالم الكويت وجزءا من تاريخ الكويت، وأتمنى ان تعود الكويت كما كانت بالسابق دره الخليج ولؤلؤة الخليج.

وقال عبدالله التميمي: نبارك للشعب الكويتي ولصاحب السمو امير البلاد وسمو ولي عهده الامين الافتتاح الرائع لاستاد جابر الرياضي ذلك الصرح الرياضي الشامخ الذي يحمل اسما عزيزا على قلوبنا هو سمو المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد.

ومن جهته، قال النائب د. عبدالله الطريجي: نشكر المنظمين القائمين على احتفال استاد جابر الذين اوصلوا رسالة لبلاتر وبلاتيني وأحمد الفهد بأن الكويت راح تلعب.

وفي هذه الاثناء وعند الساعة العاشرة سقط النائب نبيل الفضل مغشيا عليه داخل القاعة، ليوقف الرئيس الجلسة لدخول الطبيب والإسعاف طالبا اخلاء القاعة.

واستؤنفت الجلسة برئاسة الغانم الساعة الحادية عشرة وثلاثين دقيقة.

وتلا الرئيس مرزوق الغانم بيانا نعى فيه الفقيد، ورفع الرئيس الغانم الجلسة الى 12 يناير المقبل.

الفضل داخل القاعة...

من الحضور حتى الرحيل

التسلسل الزمني لحضور النائب نبيل الفضل جلسة أمس بقاعة عبدالله السالم حتى رحيله:

• 9:00 وسط النواب، يأخذ مقعده استعدادا لبدء الجلسة.

• 9:20 بدء حديثه في الجلسة من خلال طلبه نقطة نظام.

• 9:31 في حديث جانبي مع النائب سلطان اللغيصم.

• 9:40 ذهب الى النائب عودة الرويعي ليناقشه.

• 10:01 في حديث مشترك مع النواب الشايع ولاري ودشتي، مصافحا النائب عادل الخرافي.

• 10:04 في حديث جانبي مع رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك.

• 10:06 جلس الراحل على مقعده وأحاطه النائبان خليل عبدالله وسلطان اللغيصم طالبين المساعدة، فالتف حوله النواب والوزراء والفريق الطبي، ليخلي بعدها الرئيس الغانم القاعة من الحضور، بعد أن تأكد نبأ وفاته.

السلطتان تؤبنان النائب الراحل

نعى مجلس الامة ببالغ الحزن والأسى النائب نبيل الفضل الذي وافته المنية في قاعة عبدالله السالم خلال جلسة أمس.

وقال المجلس في بيان صادر عنه: «بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) صدق الله العظيم.

بقلوب راضية بقضاء الله وقدره ننعى ببالغ الحزن والأسى المغفور له باذن الله النائب الفاضل نبيل نوري الفضل الذي وافته المنية في قاعة عبدالله السالم خلال جلسة مجلس الأمة العادية. واننا اذ نعرب عن الحزن البالغ لهذا الرحيل المفاجئ الا اننا مؤمنون بانه لا راد لقضاء الله وقدره وانه حين تأتي منية المرء فانه لا يستقدم ساعة ولا يستأخر.

لقد كان الاخ العزيز الراحل نبيل الفضل حتى آخر دقيقة من عمره نائبا مثابرا نشطا برغم ظروفه الصحية الاستثنائية، وكان مشبعا على الدوام بروح التفاؤل ولم يعقه المرض عن مواظبته على حضور الجلسات واللجان والمساهمة بكل اخلاص وتفان في أداء عمله التشريعي والرقابي.

اننا برحيل النائب نبيل الفضل سنفتقد اخا وصديقا عزيزا ونائبا نشطا ومخلصا ساهم إلى جانب اخوانه الاعضاء في اداء امانته التشريعية والرقابية بكل جد واجتهاد.

ونسأل الله جلت قدرته ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم ذويه ومحبيه الكثر جميل الصبر والسلوان».

من جانبها، تقدمت الحكومة ببيان تنعى فيه النائب الفضل جاء نصه: «(يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا النبأ الأليم بوفاة عضو مجلس الامة نبيل نوري الفضل طيب الله ثراه، وتنعى الحكومة بكل حزن وأسى المغفور له بإذن الله تعالى الذي انتقل إلى جوار ربه بعد رحلة حافلة بالعطاء من أجل وطنه الكويت، وهو في محراب قاعة عبدالله السالم».

وأضاف البيان ان النائب الفضل: «لم يبخل رحمه الله على الكويت يوما برؤيته الثاقبة دفاعا عن مصلحة الوطن، مخلصا في النصيحة، صادقا في المشورة، نزيها في الرأي، نسأل المولى تعالى أن يتغمد فقيد الكويت برحمته».

الفقيد في سطور

الراحل النائب نبيل الفضل من مواليد عام 1949، بدأ حياته المهنية طيارا مدنيا في الخطوط الجوية الكويتية.

وعمل في المجال الصحافي ونال عضوية جمعية الصحافيين الكويتية وكتب للعديد من الصحف المحلية إلى جانب ظهوره في المقابلات التلفزيونية والندوات.

وحاز النائب الراحل عضوية مجلس الأمة لدورتي فبراير 2012 وديسمبر 2012 المبطلتين بحكم المحكمة الدستورية.

وعاد الفضل إلى مجلس الأمة في ديسمبر 2013 على خلفية حكم صادر من المحكمة الدستورية التي حسمت الطعون الانتخابية وأقرت بفوزه عن الدائرة الثالثة.

وخلال المجلس الحالي شغل رحمه الله خلال دور الانعقاد الرابع الحالي للمجلس عضوية كل من لجنة الشؤون التشريعية والقانونية البرلمانية ولجنة المرافق العامة البرلمانية ولجنة الشباب والرياضة البرلمانية.