كشفت تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المؤتمر الصحافي مع نظيره المصري سامح شكري، أمس الأول، الذي أقر فيها بمعرفة واشنطن بأن بعض قيادات جماعة "الإخوان" شاركت في أعمال إرهابية، عن بدء تخلي الإدارة الأميركية عن حليفها الإخواني في مصر، بعدما تسبب دعمها له في توتر العلاقة مع السلطات المصرية، خلال السنتين الماضيتين.
وقال كيري إن مصر تواجه تحديات مصيرية، بخاصة في حربها ضد الإرهاب، مؤكدا أن لديه معلومات حول تورط عدد من قيادات جماعة "الإخوان" في أعمال عنف. وأضاف في معرض رده على سؤال مراسل صحيفة "نيويورك تايمز": "هل تعد الإخوان جماعة إرهابية؟"، قال كيري: "لدي معلومات عن تورط بعض القيادات بتنظيم الإخوان في أعمال عنف، لكن بالتأكيد ليس الجميع"، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة رفع الغطاء الأميركي عن تنظيم "الإخوان" الذي أدرجه القضاء المصري إرهابيا في ديسمبر 2013.واستشعرت جماعة "الإخوان" التحول الأميركي مبكرا، فاستبقت زيارة كيري للقاهرة بإصدار بيان على موقعها بالإنكليزية، السبت الماضي، جاء فيه أن "السياسة الجديدة للولايات المتحدة الأميركية في مصر ستكون وخيمة"، وهدد البيان باللجوء إلى مزيد من العنف من قبل من وصفهم بشباب الجماعة المحبطين والغاضبين، متهما واشنطن بخيانة مبادئها بالتحالف مع نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، ما يكشف حجم الاستياء الذي تعانيه الجماعة جراء التقارب المصري الأميركي.مدير مركز "ابن خلدون للدراسات الإنمائية"، سعد الدين إبراهيم، المقرب من دوائر صنع القرار الأميركي، رأى أن "العلاقة بين الأميركيين والإخوان توترت فعلياً مع بداية حكم السيسي، الذي أجبر الغرب على الاعتراف بثورة 30 يونيو".وأضاف ابراهيم في تصريحات لـ"الجريدة": "الإدارة الأميركية أدركت أن علاقتها بالإخوان لم تأت لها بغير الخسارة والتأثير بالسلب، خصوصا أنها تدرك أن الجماعة خسرت في مصر"، متوقعاً أن ترفض واشنطن لقاء الوفود الإخوانية خلال الفترة المقبلة.
دوليات
تصريحات كيري تدشن مرحلة توتر بين واشنطن و«الإخوان»
04-08-2015