أفغانستان تعلن وفاة الملا عمر وباكستان تقتل زعيم «جنقوي»

نشر في 30-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-07-2015 | 00:01
• «طالبان» تهاجم قنار وتتوسع في سربل وقندز

• «البنجاب» يتأهب للانتقام وينشر قواته بأماكن حساسة
فتحت أفغانستان تحقيقاً موسعاً للتحقق من نهاية زعيم حركة طالبان الملا عمر المختفي، الذي بقى مصيره مجهولاً لسنوات، قبل أن يؤكد مسؤولون أفغان كبار وفاته متأثراً بالمرض ودفنه في مسقط رأسه، بالتزامن مع تمكن باكستان المجاورة من توجيه أكبر ضرباتها لتنظيم عسكر جنقوي في إقليم البنجاب.

بعد بضعة أسابيع على أول اتصال رسمي جرى بين المتمردين وكابول بغية التمهيد لمفاوضات سلام تنهي الاقتتال المتواصل على الأرض، كشف مسؤول كبير في الحكومة الأفغانية عن وفاة زعيم حركة "طالبان" الملا عمر الفار منذ نهاية 2001 "بسبب المرض قبل سنتين ودفنه في جنوب البلاد" حيث مسقط رأسه. وإذ أوضح المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن مسؤولين باكستانيين أكدوا هذا الخبر للحكومة الأفغانية، قال قيادي في حركة طالبان، لوكالة فرانس برس، "بناء على معلوماتي، فإن الملا عمر توفي"، مشيراً إلى أنه لا يملك تفاصيل دقيقة حول أسباب الوفاة وتاريخها.

ولاحقاً، أعلنت الحكومة الأفغانية فتح تحقيق في معلومات تفيد بوفاة زعيم حركة طالبان. وقال المتحدث باسم الرئاسة سيد ظفر الهاشمي، خلال مؤتمر صحافي في كابول، "سنعلن موقفنا بعد التثبت من صحتها".

وفي حال تأكدت المعلومات، فإن وفاة الملا عمر قد تعيد خلط الأوراق في صفوف "طالبان"، مع ترقب اتصالات ثانية مع كابول في الأيام المقبلة.

ولطالما طرح المتمردون الأفغان شرطاً مسبقاً لأي مفاوضات سلام وهو انسحاب جميع الجنود الأجانب من أفغانستان. ومتمردو طالبان منقسمون بين جيل جديد من القياديين، الذين يواصلون القتال على الأرض، والقادة القدامى الذين فروا إلى الخارج في نهاية 2001.

هجمات وتقدم

إلى ذلك، قتل 27 شخصاً على الأقل في هجوم منسق شنته حركة "طالبان" على مواقع أمنية في محافظة قنار شرق البلاد. وقال رئيس الشرطة المحلية العميد عبدالحبيب سيد خيل، في بيان، إن القوات الأمنية تمكنت من صد الهجوم الذي نفذه نحو 400 مسلح.

وفي تطور، تمكنت "طالبان" من بسط سيطرتها على قطع كويستانات بمحافظة سربل ونحو 80 قرية في محافظة قندز خلال اليومين الماضيين، بحسب قائد شرطة سربل عاصف جبار خيل، الذي أوضح، في مؤتمر صحافي، أن تقدم الحركة في القطاع جاء بعد انضمام قائد شرطة لها.

استهداف «طالبان»

في المقابل، أعلن نبي جيتشي زعيم إحدى الميليشيات الأفغانية في قندوز أمس عن وعد مقاتليه بمكافآت مالية تصل إلى 100 ألف أفغاني (1640 دولاراً) لكل من يقتل أو يصيب أو يأسر أي من عناصر "طالبان"، موضحاً،  لوكالة الأنباء الألمانية، أنه اتخذ قراره بعدما استولى المسلحون على ما لا يقل عن قريتين في منطقة تسيطر عليها ميليشياته في وقت سابق هذا الشهر.

ويقود جيتشي، وهو بائع خبز سابقاً، ميليشيا قوامها نحو 400 فرد ليس بها سوى عدد قليل من قوات الشرطة النظامية، وحصل قبل ذلك على أموال من قوات ألمانية وأميركية في إطار الاستراتيجية الأمنية لقوات التحالف التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

«عسكر جنقوي»

وفي باكستان، وجهت السلطات أقوى ضربة لأكثر المجموعات الإسلامية المسلحة المعادية للشيعة بتمكنها من قتل زعيم تنظيم عسكر جنقوي القريب من "القاعدة" مالك إسحق وابنيه وأبرز مساعديه في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في إقليم البنجاب (شرق).

وأوضحت الشرطة أن إسحق، المدرج ضمن لائحة المطلوبين لدى واشنطن، الذي اعتقلته الشرطة وابنيه السبت الماضي بتهمة "تزعم عصابة كبيرة من القتلة المأجورين وقتل العشرات في المنطقة"، قضى نحبه بعدما حاول بعض أنصاره تحريره عبر مهاجمة قافلة للشرطة كانت تقله في ضواحي مدينة مظفر جره.

حالة التأهب

وعلى الفور، أعلنت سلطات إقليم البنجاب معقل "عسكر جنقوي" حالة التأهب القصوى ونشرت جنوداً وقوات إضافية في المطارات ومحطات القطارات ومواقف الحافلات وحول المباني الحكومية الحساسة، قبل أن تطلب من الشخصيات السياسية تقييد تحركاتها، تحسباً لرد فعل عنيف، إما من جنقوي نفسها أو تنظيم القاعدة أو حركة "طالبان".

وبالإضافة إلى إسحق (50 عاماً)، الزعيم الواسع النفوذ والمتهم بشن عدد كبير من الهجمات استهدفت خصوصاً الأقلية الشيعية، قتل قسم كبير من القيادة العليا لعسكر جنقوي في هذه المواجهة.

وأعلن تنظيم "عسكر جنقوي" مسؤوليته عن عدد كبير من أكثر العمليات دموية في تاريخ باكستان الحديث، ومنها اثنتان أسفرتا بالإجمال عن مقتل 200 شيعي من الهزارة في كيتا عاصمة بالوشستان مطلع 2013، وأرسل أيضاً في السنوات الأخيرة عشرات المقاتلين إلى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في العراق والشام.

(كابول، إسلام آباد- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top