كريمة الإمام الحسين في الدرب الأحمر

نشر في 20-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-06-2015 | 00:01
داخل حي الدرب الأحمر في القاهرة الفاطمية أقيم مسجد ومقام السيدة فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم) والمشهور بمسجد فاطمة النبوية (40 هـ- 110 هـ).

المسجد في الأصل كان دارها الذي شهد تعبدها ودرسها الأسبوعي كل ثلاثاء للقاء محبيها من مريدي العلم كما كان دارها يؤوي المساكين، واشتهرت السيدة فاطمة بأم الحنان والمساكين وأم اليتامى، وذلك لما عرف عنها باصطحابها لسبع بنات تيتمن بعد كربلاء، فأخذتهن معها أينما كانت وتكفلت برعايتهن طوال حياتها ولم تفارقهن حتى دفن جميعا بجوار مقامها في مسجدها بالدرب الأحمر.

كانت السيدة فاطمة النبوية أشبه بنات سيدنا الحسين بأمه فاطمة الزهراء خِلقة وأخلاقا، وكانت ممن شهدن معه موقعة كربلاء في عهد يزيد بن معاوية، فشاهدت مقتل الإمام الحسين ومن معه، وكانت في صحبة عمتها السيدة زينب أثناء ترحيلهم إلى دمشق ثم إلى المدينة ثم إلى مصر.

تزوجت رضي الله عنها قبل كربلاء من ابن عمها الحسن بن الإمام الحسن السبط بن علي بن أبي طالب المعروف بالحسن المثني، وأنجبت منه ولدين، وبعد وفاته تزوجت عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، ورفضت الزواج بعد وفاته، وكانت متفقهة في أمور دينها راوية للحديث النبوي، وقد روي عنها بنوها بروايتها أحاديث كثيرة وضمت سيرة ابن هشام بعض رواياتها ومواقفها وأعمالها ومما يروي عنها ناصحة أبنائها: يا بني ما نال أحد من أهل السفه بسفههم شيئاً، ولا أدركوا من لذاتهم شيئاً إلا قد أدركه أهل المروءات بمروءاتهم، فاستتروا بستر الله.

شهد المسجد العديد من عمليات التجديد أبرزها تجديدات الأمير عبدالرحمن كتخدا، والخديو عباس حلمي الثاني، وآخرها في تسعينيات القرن الماضي التي تسببت في طمس معالم مقامات السبع بنات اليتيمات المدفونات بالقرب منها، وبالتحديد على يمين الداخل للمسجد بعد المقام، حيث تم بناء السور عليهن، فطمست معالمهن من الظاهر، حيث كان مقامهن من معالم المسجد الشهيرة.

ويؤكد علي باشا مبارك في الجزء الخامس من "الخطط التوفيقية" طبعة بولاق عام 1305 الهجري أن السيدة فاطمة النبوية مدفونة في مشهدها بالدرب الأحمر، ويضيف علي باشا مبارك: "وفي بعض الوثائق أن الأمير سليمان أفندي الشهير بمسيو، أنشأ وعمر زاوية وضريح السيدة فاطمة النبوية (رضي الله عنها) بقرب درب شعلان، وزرع النوى، داخل الدرب المعروف بالنبوية، وصرف على ذلك مبلغاً قدره ستون ألفاً ونصف الألف من الفضة العددية، ولهذا المسجد أوقاف جارية عليه تحت نظر ديوان الأوقاف.

back to top