لأنني أعرف الكويت وشعبها لسنوات عشتها على أرضها، ولأنني عرفتها واحة جميلة يلتقي فيها شعوب العالم تحت مظلة سلام وأمن، ولأن أكثر من نصف عمري قضيته في حرها وشتائها وخطوت فيها أولى خطواتي على طريق العطاء.

Ad

كثيرة هي الأسباب التي تجعلني أرفض رفضا كليا أن يجري دم أبنائها ومقيميها في شهر حُرم فيه القتال على المسلمين، لذلك فلن يمر بلا شجب واستنكار فعل هو في وصفه أبشع من الجريمة ذاتها؟!

شهداء مسجد الصادق اغتالتهم "أفكار سوداء" وعقول همجية هي نفسها التي تنشر سمومها في المنطقة العربية منذ سنوات وتدمر البشر والحجر! لم أقرأ أن عقيدة على وجه الأرض أو ديانة سماوية تحرض على قتل نفس بريئة إلا بالحق، فأي حق هذا الذي اخترعته فئة ضالة أقل ما يقال عنها إنها عمياء العين والقلب والضمير؟ وكيف للعالم المتحضر الذي وصلت فيه التقنيات فوق التصور أن "يدعي" العجز عن إخماد نار أشعلها جهلاء من شراذمة العالم بمسمى الدين؟!

لا أحد يصدق أن ما يجري في المنطقة العربية من فعل جماعات لا يغذيها أشرار أشد منهم قسوة على الإنسان وإنسانيته، كيف لهذا الفعل الجبان أن يصل إلى أرض عرفت فيها الحب والأخوة واحتضنت شعوب الأرض في كل حالاتهم؟! لن نناشد أحدا أن يصد عنا، ولن نتوسل أحدا أن يقف بجانب الخير الذي نحمله للإنسانية وتعلمناه من ديننا الحنيف.

 لكننا ننادي بأعلى صوتنا أن نكون أمة واحدة على قلب رجل واحد أمام هذا الطوفان، وأن نطفئ نارا بدأت شرارتها من مسجد الصادق، ولا نسمح لعابث بأمن البلاد أن يتطاول على عزتها وكرامة شعبها في كل البلاد العربية والإسلامية، هل دقت ساعة العمل الجاد؟ وهل ستتكشف الحقيقة كاملة عن هذا العمل الإجرامي؟

لا نشك في ذلك، فقدراتنا وعقولنا وحبنا لبلادنا ستكون دافعا لنعيد البهجة والبسمة إلى الوجوه الصائمة في شهر البركة... اللهم ارحم شهداء الكويت وشهداء المسلمين في كل مكان يتعرضون فيه إلى شرور الأشرار.

* كاتب فلسطيني - كندا