أوباما يسعى لايجاد توازن في سياسته ازاء ألاسكا

نشر في 31-08-2015 | 13:51
آخر تحديث 31-08-2015 | 13:51
No Image Caption
يزور الرئيس الأميركي باراك أوباما ألاسكا الأثنين أملاً في تسليط الضوء على الحاجة الملحة للتحرك من أجل المناخ لكنه لا يلقى ترحيباً من الجميع في الولاية التي يحتل فيها استخراج النفط مكانة رئيسية.

وتظهر آثار التغير المناخي بصورة صارخة في هذه الولاية التي تعد أقل من 800 ألف نسمة بدءاً من ارتفاع مياه البحر وتراجع الكتل الجليدية وذوبان الطبقة الجليدية القطبية.

ويرغب الرئيس الأميركي الذي سيلقي كلمة في أنكوريج في ختام مؤتمر دولي حول القطب الشمالي في حشد الدعم قبل ثلاثة أشهر من مؤتمر المناخ في باريس والرامي إلى ابرام اتفاق للحد من ارتفاع حرارة الأرض عند درجتين مئويتين.

وقال أوباما قبل مغادرة واشنطن "ما يحدث في ألاسكا يعنينا جميعاً، إنه جرس إنذار، خلال فترة رئاستي يناير 2017 ستضطلع أميركا بدور محوري للرد على التهديد الذي يمثله التغير المناخي قبل فوات الأوان".

ولا شك أن أوباما سيسعى إلى نقل صور معبرة عما يجري لتوجيه رسالة قوية خلال زيارته للجبال الجليدية "المثالج" ولقائه مع الصيادين الأكثر تأثراً بالتقلبات الجارية.

وفرض أوباما رغم معارضة خصومه الجمهوريين في الكونغرس قواعد شديدة الحزم لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من محطات توليد الكهرباء.

والتزمت الولايات المتحدة، ثاني ملوث في العالم بالغازات السامة بعد الصين، بخفض انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 26 إلى 28% بحلول 2025 مقارنة مع المستوى الذي كانت عليه في 2005.

وهذه الزيارة النادرة والتي تستمر لثلاثة أيام تثير نقاشاً حساساً واسعاً لا سيما وأن ألاسكا تشكل في أغلب الأحيان محطة وليس وجهة في برامح الرؤساء الأميركيين.

ويتعلق النقاش بالمرحلة الانتقالية في مصادر الطاقة الهادفة إلى خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز وزيادة استخدام الطاقة المتجددة، ولكن بأي سرعة يفترض القيام بذلك، وما هو دول الدولة الفدرالية في هذا التحول العميق؟

ويخشى عدد من سكان الولاية الأميركية التاسعة والأربعين أن يتغاضى الرئيس الذي يركز اهتمامه على مؤتمر الأطراف الثاني للمناخ في باريس عن الصعوبات الاقتصادية التي يواجهونها، فالزيارة تجري في سياق صعب خصوصاً بعد أن أدى انخفاض أسعار النفط إلى خفض عائدات الولاية.

وكالة ستاندارد اند بورز للتصنيف خفضت للتو تصنيف ألاسكا من "مستقر" إلى "سلبي".

وقال حاكم الولاية بيل ووكر أن لديه رسالة واضحة للرئيس مفادها "لدينا أنبوب ممتاز في ألاسكا والمشكلة الوحيدة أن ثلاثة أرباعه فارغة، سأقول له أن علينا أن نضخ المزيد من النفط في الأنبوب، علينا أن نتمكن من استغلال مواردنا بصورة أفضل".

بدوره، عبر دون يانغ النائب الجمهوري عن ألاسكا منذ أكثر من 40 عاماً والمؤيد لتوسيع مناطق التنقيب عن قلقه بقوله "لسنا مجرد بطاقة بريدية" في مقال نشرته صحيفة ألاسكا ديسباتش نيوز.

وذكرت جمعية منتجي الغاز والنفط في ألاسكا الرئيس الأميركي بأن 110 ألاف شخص يعملون في القطاع بصورة مباشرة وغير مباشرة ودعته إلى اعتماد سياسة متوازنة.

ولكن التوصل إلى سياسة متوازنة ترضي الجميع يبدو مجرد وهم، فجمعيات حماية البيئة لم تهدأ منذ منح مجموعة شل الترخيص للتنقيب في حقل تشوكشي البحري شمال ألاسكا.

وتقول ريبيكا نوبلن مديرة مركز التنوع الحيوي في ألاسكا لفرانس برس "نحن مرتبكون بسبب الرسائل المتناقضة التي يوجهها أوباما، يصدمنا أن نسمعه يعبر بطريقة بليغة عن ضرورة مكافحة التغير المناخي ثم نراه يتراجع عن ذلك في أفعاله".

وفي ما يخص مسألة أقل إثارة للجدل أعلن أوباما قبل وصوله اتخاذ قرار رمزي تلبية لمطلب قديم باطلاق اسم دينالي على جبل ماكينلي، أعلى قمة في أميركا الشمالية.

وبذلك لن يحمل الجبل بعد الآن اسم الرئيس الخامس والعشرين وانما الاسم الذي عرفه به سكان المنطقة طيلة قرون ويستخدم على نطاق واسع في ألاسكا اليوم.

back to top