تتمثل أهداف ندوة الابتكار التكنولوجي في عالم الصناعة في استعراض أحدث وسائل التكنولوجيا المستخدمة في بعض المصانع المحلية وتقييم القطاع الصناعي المحلي من ناحية التكنولوجيا الصناعية المستخدمة في خطوط الإنتاج علاوة على تطوير القطاع الصناعي المحلي عن طريق ربطه بالعالم الخارجي وتطوير آلية نقل التكنولوجيا الصناعية لهذا القطاع.

Ad

قال رئيس اتحاد الصناعات الكويتية حسين الخرافي، إن انخفاض أسعار النفط دون الـ 30 دولاراً يحتم على الجهات المعنية إعطاء الفرصة للصناعة لكي تقوم بدورها تجاه المجتمع.

وأضاف الخرافي، في ندوة عقدها الاتحاد بعنوان "الابتكار التكنولوجي في عالم الصناعة" تحت رعاية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، أنه رغم وجود مصانع محلية عديدة تعتمد في تصنيعها على الابتكار التكنولوجي وتهتم بنقل التكنولوجيا الحديثة لرفع كفاءة منتجاتها وجودتها، لكن بعض المصانع لا تزال تعمل بواسطة المعدات والآلات التقليدية التي تتطلب بطبيعة الحال عدداً كبيراً من العمالة لتشغيلها، أما المصانع التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، فقد نجحت في تقليص عدد عمالتها، لكنها تواجه تحديات محلية تتمثل في افتقار السوق المحلي للعمالة الفنية المدربة والماهرة التي بدورها تقوم بعمليات التشغيل والصيانة والتحكم.

وأضاف أنه في جميع الأحوال، لا يمكن للقطاع الصناعي المحلي أن ينمو بعيداً عن الثورة التكنولوجية الصناعية الحاصلة في العالم، فقد استفادت دول الجوار من تلك الثورة، وسبقتنا في نقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة إلى عقر مصانعها ووجدت العمالة الماهرة والقادرة على التعامل مع تلك التقنيات الحديثة، واليوم أصبحت تغزو بضائعها كل أقصاع العالم.

وتابع أنه لا يمكن اللحاق بالقطار الصناعي الخليجي إلا إذا اهتمت الدولة والجهات المختصة في دعم المصانع المحلية فنياً وتقنياً وتذليل جميع العقبات الإدارية والبيروقراطية التي تقف في طريق أصحاب المصانع والتي أصبحت شغلهم الشاغل، فكيف يفكر صاحب المصنع بتحديث مصنعه والارتقاء به في الوقت الذي يقضي فيه معظم وقته بمتابعة المعاملات لدى الجهات الحكومية؟.

ووجه الخرافي رسالة الى أصحاب الاختصاص ومسؤولي الدولة بأن يلتفتوا إلى هذا القطاع المهم ويأخذوا بيده ليتطور وينمو، فإذا ظلت الحياة الصناعية في الكويت تعتمد أساليب تقليدية، فإن المنتج الوطني سيخسر عامل الوقت والجودة والسعر وبالتالي المنافسة.

وذكر أن أهداف اللقاء تتمثل في استعراض أحدث وسائل التكنولوجيا المستخدمة في بعض المصانع المحلية وتقييم القطاع الصناعي المحلي من ناحية التكنولوجيا الصناعية المستخدمة في خطوط الإنتاج علاوة على تطوير القطاع الصناعي المحلي عبر ربطه بالعالم الخارجي وتطوير آلية نقل التكنولوجيا الصناعية لهذا القطاع.

وبين أن موضوع التكنولوجيا الحديثة أصبح بنداً أساسياً ضمن خطط وبرامج جميع الدول، فنحن اليوم نلمس تأثير التكنولوجيا على الاقتصاد العالمي، إذ أصبح اقتصاداً معرفياً يقوم على نقل المعلومة والاستفادة من المعلومات في تطوير الاقتصاد والصناعة.

وأشار إلى أن الصناعة في العالم تواجه تحديات رئيسية: المنافسة المتزايدة، وتعقيد الأسواق والمنتجات والعمليات، والتغيير السريع في متطلبات السوق، فالعملاء يطلبون منتجات بتكاليف منافسة ونوعية عالية تتوافق مع حاجاتهم الخاصة الأمر الذي ألقى ضغطا كبيرا على المصانع في استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا الصناعية لتحقيق تلك الأهداف".

تركيبة معقدة

من جانب آخر، قال الأمين العام للأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية بالإنابة د. خالد مهدي، إن تحقيق الأهداف الاستراتيجية يتم عن طريق تفعيل دور القطاع الخاص، لافتاً إلى أن الدولة تهيمن على 75 في المئة من الأنشطة حتى تصبح المسيطرة على القطاع الاقتصادي.

وأوضح د. مهدي أن التركيبة السكانية معقدة جداً إذ يمثل المواطن الكويتي نسبة 33 في المئة من إجمالي السكان موضحاً أنه يعمل في القطاع الخاص عمالة وافدة بواقع 1.3 مليون عامل لكن نسبة 20 في المئة فقط يعتبر عمالة فعالة، وما تبقى من النسبة عمالة هامشية.

وأشار إلى أن الخطة الإنمائية تعتمد على ثلاث عناصر أساسية، وهي القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع العام الذي يسيطر على الخطة بأكملها.

وأشار إلى عدم وجود أي قانون يعزز من رأس المال البشري، فالفكر المهيمن على المجتمع الكويتي إيداعي وليس إبداعياً، حيث يحتاج الابتكار الصناعي إلى رأس مال بشري مبتكر داعياً إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص في مجالس إدارة الجامعات عند وضع المناهج التعليمية.

من جانبه، استعرض الرئيس التنفيذي لمجموعة فورفيلمز داود مجاعص تجربة المجموعة في إدخال التكنولوجيا في مجالي الطباعة والنشر، حيث تأسست الشركة عام 1962، وقد حرص الوالد (جورج مجاعص) على إدخال الكمبيوتر الشخصي بعد أربع سنوات فقط على الثورة التي احدثها ستيف جوبز آنذاك.

وأوضح أن المجموعة حرصت على تحديث مكائنها بدلا من الاعتماد على المكائن الكبيرة وما شجعهم على ذلك ثقة العملاء وانتشارهم في السوق.

من ناحية أخرى، قال المدير التنفيذي في شركة النظاراتي حسن د.  كيان سعادت، إن والده أسس المصنع عام 1951 حيث صنع الجهاز بيده لعدم توافر التكنولوجيا آنذاك، مشيراً إلى أن الشركة تستخدم تكنولوجيا خماسية الأبعاد في صنع العدسات وهي الشركة الوحيدة في عالم التي حصلت على شراكة شركة زايس العالمية.

لكن د. سعادت انتقد وجود المعوقات الكثيرة التي يواجهها القطاع الصناعي مثل سوء توزيع الأراضي حيث تم إعطاؤه أرض في أمغرة بجانب منجرة وتعرضت إلى حريق قبل بناء المصنع، وقد تؤدي إلى كارثة حقيقية في حين احتراقها مرة أخرى بعد افتتاح المصنع مضيفاً أنه لا توجد شبكة إنترنت في منطقة أمغرة ولا حتى خدمة "الفايبر".

وعلى سياق متصل، أكد مسؤول التسويق والتمييز التجاري لدى مصنع سيراميك الصناعات سيف العازمي، أن المصنع ينوي التوسع في الإنتاج إلى 8 خطوط إنتاج خلال بداية السنة المقبلة حيث سوف ترتفع الطاقة الإنتاجية من 7 ملايين إلى 14 مليوناً و400 ألف متر مربع سنوياً.

وبين أن المصنع يعمل وفق أحدث وسائل التكنولوجيا عن طريق استخدام digital printing في التصميم بدلاً من الرولات.

وفي مداخلته، أشار رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في الشركة الكويتية لصناعة مواد التغليف عبدالعزيز السري إلى أن الصناعة الحديثة تقلل من عدد العمالة في المصانع الى أكثر من نسبة 90 في المئة، لكن تحتاج إلى العمالة الفنية المدربة التي يصعب الحصول عليها حتى في الدول المتقدمة.

وأكد السري حرصه على تدريب العمالة في مصنعه، لافتاً إلى أن 9 موظفين لديه هاجروا إلى كندا بعدما تم صقلهم مهاراتهم وخبراتهم في المصنع.