إلى صنعاء... وإن طال السفر

نشر في 26-09-2015
آخر تحديث 26-09-2015 | 00:01
 يوسف عوض العازمي دارت الأيام وتحقَّق الوعد وأدى الرئيس عبدربه هادي صلاة العيد في عدن بشكل يثبت الوضع الآمن لهذه المدينة الساحلية ذات التاريخ الكبير والتأثير السياسي الواقع.

لا تحدثني عن قسَم المخلوع علي عبدالله صالح بعدم عودة الرئيس هادي إلى اليمن، فالمخلوع الآن يعاني الكثير، وأقصى ما يطمح إليه بحسب ظروف الأمر الواقع هو البقاء حياً في العاصمة صنعاء!

وتأثير ضربات التحالف العربي الجوية تتجلى ملامحها واضحة في تعديل أطر المعركة لميليشيات صالح والحوثيين من هجومية إلى دفاعية، حيث اتضح التفوق العسكري لقوات السعودية والإمارات والبحرين البرية في دحر الميليشيات بمساندة من الضربات الجوية المؤثرة.

واضح أن وصول قوات التحالف العربي إلى صنعاء هو مسألة وقت لا أكثر، فالمعطيات كلها تؤكد ذلك ولم يبقَ لصالح أو حلفائه الحوثيين أي مساندة، سواء سياسياً أو عسكرياً، فقد تركوا لمصيرهم وهم يصارعون الآن من أجل البقاء أو الحصول على أية مكاسب سياسية، ولو صغيرة، في عروض المفاوضات التي تعب مندوبو السياسة العمانية في ترويجها بلا طائل حتى الآن، ويبدو أن بيت الشعر الذي يقول و"اكتفيتوا في طلب ظل الخيام!"، هو المفهوم السائد حالياً لصالح وحوثييه، ولا أظن أن هناك مفاوضات ستعقد في الوقت الحالي على الأقل، لأن الوضع أصبح تحت السيطرة شبه التامة لقوات التحالف العربي، وبالتالي لا فائدة من مفاوضات فات وقتها وانعدمت معطيات انعقادها.

غير أن على القوات البرية للتحالف العربي أن تحذر ألف مرة من دخول صنعاء، ليس لعدم القدرة، إنما لكبر العاصمة وتشعب طرقها، لذلك من المهم إنجاز خطة "تسليم واستلام"، وهنا يبرز عمل وحدات الاستطلاع خلف خطوط العدو، فضلاً عن التعاون مع بعض الأحزاب والقبائل الصنعانية لفتح الطريق آمناً، وللتاريخ وللاستفادة من دروسه علينا ألا ننسى تجربة دخول بغداد من قبل القوات الأميركية سنة 2003 عندما دخلتها وشوارعها شبه فارغة بعدما استطاعت الضربات الجوية كسر أية تحركات عراقية في ذلك الوقت.

دخول المقاومة الشعبية اليمنية والجيش اليمني أولاً إلى صنعاء المحررة (بإذن الله من الميليشيات) على طريقة "أهل مكة أدرى بشعابها"، وتثبيت الأمر السياسي الواقع وبقاء قوات التحالف العربي البرية خارج صنعاء والاكتفاء بالضربات الجوية هي العناصر الأهم حتى يكون الأمر يمنياً خالصاً وتتم استعادة الزمام وعودة الحكومة الشرعية إلى العاصمة.

لا شك أن الشعب اليمني الشقيق يستحق حكومة موالية له ولليمن، عروبية التوجه تضع المصلحة العامة لليمن وأهل اليمن في الاعتبار، وإبعاد شرذمة علي صالح وميليشيات الحوثي التي كانت ستقدم اليمن كله على طبق من ذهب إلى إعداء الأمة.

الحكمه ضرورية والتعامل الحذر المتحفظ مهم جداً، والحفاظ بأكبر قدر ممكن على الأرواح أمر مهم جداً، هي حرب نعم، ولكن بوسع القيادة العسكرية العليا عمل الخطط التي تعجل بالنصر وبأقل خسائر في الأرواح، وهذا دور الخبراء والاستراتيجيين.

***

أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد، وللحكومة الرشيدة، والشعب الكويتي الكريم، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعلى المسلمين جميعاً بالخير واليمن والبركات، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وسوء.

back to top