تحديث: الجيش الأفغاني يستعيد قندوز وسط استمرار المعارك

نشر في 01-10-2015 | 12:30
آخر تحديث 01-10-2015 | 12:30
No Image Caption
أكدت القوات الأفغانية الخميس إنها استعادت من متمردي حركة طالبان السيطرة على مدينة قندوز الكبيرة، التي تعد نقطة استراتيجية في الشمال احتلها المتمردون قبل ثلاثة أيام، حتى لو أن معارك متفرقة تواصلت هذا الصباح.

وأكد عدد من السكان لوكالة فرانس برس أن القوات الحكومية استعادت خلال الليل عدداً كبيراً على الأقل من الأحياء الأساسية للمدينة من المتمردين الذين احتلوها الأثنين بعد هجوم خاطف.

ونفت حركة طالبان من جهتها رسمياً في الصباح أي تراجع، حتى إن المتحدث باسمها أكد على أن مقاتليها قد "صدوا الغزاة وقوات الحكومة الدمية" إلى خارج قندوز.

لكن قائداً متمرداً طلب عدم الكشف عن هويته، قال رداً على اسئلة وكالة فرانس برس، أن عناصر طالبان يقومون بمغادرة المدينة، ويفتحون بذلك الطريق أمام الحكومة حتى تستعيدها بالكامل.

وقال إن "طالبان غادروا معظم الأحياء، لكن هذا الانسحاب جزء من الاستراتيجية، هدفنا من مهاجمة المدينة هو استعراض قوتنا، ونجحنا في ذلك، لقد اثبتنا إننا نستطيع السيطرة على أي مدينة نريدها".

وقال مواطن في قندوز اتصلت به وكالة فرانس برس، أن معارك متقطعة دارت صباح الخميس في بعض الأحياء، وأن جثث مقاتلي طالبان ما زالت في شوارع المدينة، وأوضح آخر إنه سمع أصداء "معارك عنيفة" من المغارة التي اختبأ فيها على بعد كيلومترين أثنين من وسط المدينة.

إلا أن استعادة كابول، إذا ما تأكدت، ستكون على المدى البعيد انتصاراً لكابول على حركة طالبان التي أطاحتها عن الحكم البلدان الغربية أواخر 2001 وتقاتل منذ ذلك الحين الحكومة الأفغانية وحلفاءها في الحلف الأطلسي.

وستبقى سيطرة المتمردين على مدينة قندوز الاستراتيجية المهمة على طريق طاجيكستان، الأثنين خلال بضع ساعات فقط، ثم احتلالها، نكسة بالغة الخطورة للرئيس أشرف غني الذي يتولى الحكم منذ سنة بالضبط، وللقوات المسلحة التي باتت وحدها في الخطوط الأمامية منذ انتهاء المهمة القتالية للحلف الأطلسي في ديسمبر الماضي.

وبات الحلف الأطلسي لا ينشر إلا 13 ألف جندي في أفغانستان تقتصر مهمتهم على تقديم المشورة والتدريب، لكن جنوداً ألمان وأميركيين وبريطانيين وقوات خاصة أرسلت إلى قندوز بعد هزيمة القوات الأفغانية، وشن الجيش الأميركي أيضاً بضع غارات جوية تعد دعماً أساسياً.

وأكد المواطن عبدالرحمن على أن علم أفغانستان الثلاثي الألوان قد ارتفع بدلاً من راية طالبان، والتي كانت رفعت وسط هتافات المتمردين الأثنين في ساحة قندوز، وأضاف بأن "حركة طالبان منيت بخسائر فادحة خلال الليل".

وخلال احتلال قندوز الذي استمر ثلاثة أيام ودفع آلاف السكان إلى الفرار، أرعبت إمكانية عودة النظام الأصولي الذي أقامته حركة طالبان عندما كانت تحكم أفغانستان "1996-2001"، شرائح كبيرة من الناس، ولاسيما النساء، وبقيت المتاجر مقفلة، وحصل نقص في المواد الغذائية، وفي عدد كبير من الأحياء انقطعت المياه والتيار الكهربائي.

وقد أحدث سقوط قندوز التي تعد 300 ألف نسمة تأثيراً رمزياً كبيراً، لأنه حصل بعد سنة بالضبط على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لأشرف غني، والذي وعد لدى انتخابه بإعادة السلام إلى البلاد التي تمزقها حرب استمرت أكثر من ثلاثين عاماً.

ويعتبر احتلال قندوز أول انتصار كبير للزعيم الجديد لطالبان الملا اختر منصور الذي عين هذا الصيف بعد الإعلان المتأخر عن وفاة الملا عمر "مطلع 2013 على ما يبدو"، والذي تتعثر سلطته من جراء الانقسامات الداخلية.

لكن هذا "الانتصار الكبير" كما سماه المتمردون، قد رفع معنوياتهم، وأكد مسؤول طالبان في باكستان على أنهم ينوون "توسيع الحرب إلى مناطق أخرى، وكابول لا تبعد إلا 340 كلم عن قندوز، وإذا ما تمكنا من السيطرة على قندوز، فلن تكون السيطرة على كابول أصعب".

واعتبر المحلل العسكري عتيق الله عمرخيل أن "طالبان تعرف إنه لا تتوفر لديها الوسائل للاحتفاظ بالسيطرة على مدينة كبيرة مثل قندوز، لكن احتلال المدينة سيؤكد أهمية قوتها خلال مفاوضات السلام المقبلة".

وهذه المفاوضات المباشرة التي جرت جولتها الأولى في باكستان في يوليو، توقفت فجأة بعد الإعلان عن وفاة الملا عمر.

وتزامن هذا الصيف أيضاً مع اندلاع أعمال العنف في كل أنحاء البلاد، فقد تزايدت الاعتداءات ووسعت حركة طالبان حملتها العسكرية إلى شمال أفغانستان الذي كان يتمتع بهدوء نسبي.

back to top