في المقال السابق ذكرت أن أمير الكويت الراحل الشيخ أحمد الجابر، رحمه الله، سافر إلى لندن في عام 1919 نيابة عن عمه الشيخ سالم المبارك تلبية لدعوة من الملك جورج الخامس لحضور احتفالات الانتصار في الحرب العالمية الأولى. ونشرت أيضاً رسالة الشيخ أحمد للملك جورج التي يشكره فيها على الدعوة ويهنئه بمناسبة الانتصار في الحرب. وطالما أننا في موضوع هذه الزيارة التاريخية، فإنه من المفيد أن نذكر في مقال اليوم بعض التفاصيل المرتبطة بالملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، الذي حضر أيضاً هذه المناسبة نيابة عن والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وكان في السفينة نفسها التي نقلت الشيخ أحمد الجابر إلى لندن. في مقال اليوم والمقالات القليلة المقبلة نعرض لقرائنا الكرام بعض الوثائق التي تنشر للمرة الأولى بخصوص زيارة الملك فيصل إلى لندن في ذلك العام، وبعض التفاصيل المرتبطة بها. ونبدأ اليوم بنشر رسالة من معاون القنصل البريطاني في البحرين، التي يؤكد فيها أن الوقت ضيق جداً وأنه يجب على الملك عبدالعزيز أن يرسل أحد أبنائه ومرافقيه إلى البحرين للقيام بالمهمة إلى لندن... وإليكم نص الرسالة:  

Ad

"وصلني كتابكم المؤرخ 17 رمضان وبالشرف أعرض لسعادتكم متأخراً جداً أن شهر ذي القعدة مناسب ولهذا يجب أن ترسلون أحد أنجالكم إلى البحرين بأسرع ما يمكن وأن ضابط بريطاني مخصوص الذي كاملا يحسن العربية مع معرفة رسوم العرب يأتي في المنور لارنس تقريبا بتاريخ 23 ذي القعدة لكي يصحب الجماعة الى لندن والشيخ احمد بن جابر من الكويت كذلك مدعوا الى لندن وسيكون رفيق نجلكم....".

ورد الملك عبدالعزيز (وكانت تسميته آنذاك حاكم نجد) برسالة جوابية بتاريخ 1 ذي القعدة 1337هـ على معاون القنصل البريطاني في البحرين يقول له فيها إن ابنه فيصل ومرافقيه غادروا إلى الأحساء وسيبقون فيها أياماً لحين وصول رسالة من القنصلية تدعوهم للقدوم إلى البحرين... وإليكم نص الرسالة:

"من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود إلى جناب الأجل الأكرم ذي المكارم العلية صاحب السعادة صديق حسن المحترم الدولة الفخيمة البريطانيا العظمى بالبحرين دامت معاليه آمين.

السلام التام والتحية والاكرام اعرف سعادتكم ان الابن فيصل ومعيته توجهوا الى الاحساء يقيمون فيها ايام وسينتظرون تعريف سعادتكم للقدوم الى البحرين استحبينا اشعاركم بذلك هذا ما لزم رفعه دمتم محروسين 1 ذي القعدة 1337هـ."

في المقال المقبل سنتحدث عن مشكلة وقعت بين الجانبين البريطاني والسعودي بخصوص تشكيل الوفد الزائر، وسنشرح كيف تناولتها المراسلات التاريخية التي بين أيدينا.