تنهمك المخرجة اللبنانية رندلى قديح في تنفيذ  كليبات جديدة  لمجموعة من الفنانين  إضافة إلى تصوير المسلسل الدرامي اللبناني {ذات ليلة} المرتقب عرضه الشهر المقبل عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال.

Ad

حول مشاريعها الجديدة وأعمالها تحدثت رندلى قديح إلى {الجريدة}.

أخبرينا عن جديدك

لدي مجموعة من الكليبات من بينها: «سما بيروت» لنورهان، «بدري» لدنيا بطمة، «ولا ليلة» ليوسف عرفات، «فيكي» لأنور الأمير، «مو حرام» لأحمد البيك فضلا عن أغنية جديدة مع زياد برجي وأحمد دوغان.

تتعاونين مع فنانين من جنسيات عربية مختلفة، هل تتوقّفين عند هويتهم وجمهورهم في آخيتار أسلوب الأغنية؟

لا بل أنظر إلى سنّ الفنان وشخصيته وطريقة تفكيره وشكله الخارجي، فضلا عن طبيعة الأغنية ما إذا كانت إيقاعية أو رومنسية، لأبتكر كليباً يتناغم مع هذه المعايير.

ثمة فرح وحيوية وإيجابية في ما تقدّمين، هل هي إنعكاس لشخصيتك؟

ربمّا، لأنني أحبّ إمّا التعبير بإحساس درامي حينما تكون الأغنية رومنسية، أو الذهاب إلى حد الجنون والاستعراض مثلما حصل في كليبي نورهان وأنور الأمير، إذ أعبّر بأسلوب أجنبي مرتكزة إلى مؤثرات مشهدية خاصة، تعكس قدراتي التقنية الإخراجية. لذا أستغل كل تعاونٍ جديد لإظهار أفكار وتقنيات أرغب في التعبير عنها.

التطوّر التكنولوجي السريع ينعكس على نوعية الصورة ويفرض إنتاجاً ضخماً، فهل ما زال متوافراً في مجالك المهني؟

لم يعد متوافراً كالسابق، خصوصاً أن ثمة من يعتمد على إنتاجه الخاص، فنحاول إذاً إجراء توازن بين النوعية والإنتاج، لكن تبقى الصورة أهمّ من الموازنة  بالنسبة إليّ لأن العمل موقّع بإسمي، فنقدّم شيئاً مختلفاً ومتميّزاً. مع الإشارة إلى أن كلفة المتطلبات التقنية على صعد الديكور والأكسسوار والمعدات ترتفع كلما ارتفعت كلفة الإنتاج.

إنما بعضهم يسوّق أعماله المصوّرة في المهرجانات أو الحفلات الضخمة.

أحياناً يعتمد بعض الفنانين، بالاتفاق مع محطة تلفزيونية معيّنة، هذه الطريقة بهدف توفير كلفة تصوير الأغنية. إنما ضمان الانتشار في المغرب العربي والخليج ودول الاغتراب في ظل الانفتاح عبر قناة «يوتيوب»، يفرض تصوير الأغنية، خصوصاً أن الجمهور ينتظر إطلالة الفنان المبهرة والجديدة في الأغاني المصوّرة، لذا من الضروري إيجاد وسيلة مناسبة لجذب المشاهدين.

أي أسلوب يجذب الجمهور في الكليب، برأيك، القصة القصيرة أم الكليب الاستعراضي؟

يكمن الذكاء في ابتكار طريقة لتدعم الصورة الأغنية بغض النظر عما إذا كان الكليب قصة قصيرة أو استعراضاً، لأن مهمتي الإخراجية في تقديم صورة تتخطى جمالية الأغنية ليتذكّر الجمهور مشاهد الكليب ما إن يسمع الأغنية.

كيف تحققين التنوع فلا نرى بصمة متشابهة بين عمل وآخر؟

أولا تُشعرني كل أغنية بإحساس جديد،  ثم شعوري في فترة التحضير للكليب يؤثر في أجوائه أيضاً، أي إذا كنت سعيدة أم حزينة. وثانياً، لا يمكنني، شخصياً، تقديم أي صورة تشبه ما قدّمته سابقاً، لذا أسعى إلى تنفيذ تجارب جديدة وغريبة، وهذا منوط طبعاً بشخصية الفنان وقدرته على الذهاب إلى حدّ الجنون والتميّز، مثلما فعل الفنان أنور الأمير حين قفز في الكليب، فأحد من الفنانين لا يستطيع القيام بالمثل.  بينما في أغنية نورهان «سما بيروت» ركّزت على الحياة الليلية في بيروت إضافة إلى الاستعراض، لأن الأغنية ديو مع الفنانة الأميركية شير واتسون، وبالتالي تنتشر في أميركا أيضاً.

طالما أن أعمالك ناجحة ومتنوعة لمَ لا توّقعين أعمالا لنجوم الصف الأول؟

بعض هؤلاء معتاد على العمل مع مخرجين محددّين، لذا لا أدخل على الخطّ. فيما بعض آخر ينتظر أن يطرق المخرج بابه، وأنا بطبعي لا أتصل طلباً للتعاون أو لطرح أفكار معيّنة. لا أدري ما إذا كان يجب أن أتواصل معهم لعرض أفكاري.

هل تحملين أفكاراً معيّنة لأي فنان؟

لدي افكار لهيفا وهبي ونوال الزغبي. ربما أنا كسولة لذا لم أقم بخطوة إضافية في هذا الإطار، إلا أنني أقدّم أعمالا تُلفت النظر وتسبق إسم الفنان.

برأيك الفنان هو من يحتاج إلى المخرج أم العكس؟

ثمة فريق عمل  ضخم يتوّزع على مراحل عدّة، ففي المرحلة الأولى تأتي الأغنية، أي المؤلف والملحن والموزع، ومن ثم يضع الفنان صوته وصولا إلى مرحلة التصوير. لذا لا يستطيع المخرج وحده  تحقيق المستحيل إذا كانت الأغنية رديئة، لأنها لن تحرّك إحساسه ولن تضعه في أجواء يستوحي منها الكليب. أؤمن بأهمية عمل الفريق وتضامنه لتقديم عمل نوعي جميل، فأنا لا يمكنني تحقيق أي نجاح من دون مديري الإضاءة والصوت والمسؤول عن التوليف وغيرهم من أعضاء الفريق.

كان لك دور في عودة أحمد دوغان اللافتة، فهل من مشاريع جديدة معاً؟

بعدما صوّرنا الكليب الأول «بعد في شي» بأجواء درامية، انتقلنا إلى أجواء الحب والرومنسية في «معك فرحت» استعداداً لتصوير أغنية جديدة بأجواء فرحة مختلفة عن جوّ الأغنيتين السابقتين.

كيف تصفين التعاون معه؟

صحيح أننا نعرف بعضنا البعض  منذ زمن بعيد إلا أننا التقينا مجدداً أخيراً. أفتخر بتصوير أعماله وبالتعاون معاً، لأنني نشأت على أغانيه الطربية الجميلة وأحبه كثيراً، لذا أعمل من كل قلبي لنجاح أعماله. من جهة أخرى، ارتاح هو لتعاوننا أيضاً، خصوصاً أنني أقدّم له ما يريد وأظهره بصورة جميلة وراقية، لذا أتمنى ألا يحاول أحد «خربطة» هذه العلاقة الفنية الجميلة.

ثمة فنانون آخرون عادوا إلى الضوء ايضاً على غرار مايز البياع وهاني العمري، إلى أي مدى نحتاج إلى حضورهم  في الساحة الفنية الراهنة؟

يتميز هؤلاء بالفن الطربي الأصيل، فرغم توافر أغنيات  جميلة وراقية إلا أن كماً هائلا من الأغاني لا تُحتمل. في الحقيقة عندما سألت أحمد دوغان عن سبب عودته أجابني: «عدت لأظهر لهم أننا نحن نمثّل الفن وليس هم». وهو محقّ، صحيح أن ظروفاً شخصية تفرض غياب الفنان عن الساحة، إنما يجب أن تكون الأعمال الفنية كلها راقية كلاماً ولحناً، لا رديئة وذات كلمات بذيئة مثلما نشهد اليوم. لماذا لا نجد الرقيّ في الأغاني اللبنانية مثلما نراها في الأغاني الخليجية والعراقية؟

كيف تفسّرين اختيار الجمهور الأعمال الدرامية والسينمائية التي ترفّه عنه ودعمه الأغاني الإيقاعية الصاخبة على حساب الأعمال الراقية؟

أستغرب فعلاً محبة الجمهور لكل ما هو تافه ورفضه العمل الفنّي الذي يحتاج عمقاً في التفكير، كذلك  أستغرب توّجه الذوق الفني العام إلى مزيد من التدني. إنما يجب محاولة فرض أعمال نوعية لأن العمل الجميل يترك أثراً لسنوات فيما العمل التافه يُنتسى بسهولة.

هل تقبلين تصوير أغنية إذا كنت غير مقتنعة بمستواها الفني؟

أفكّر ملياً قبل القبول بتصوير أغنية يصعب عليّ تحمّل سماعها، لأنها لا تحرّك إحساسي وبالتالي لا أستطيع التعبير عنها.

أي من الكليبات لفتك أخيراً؟

أحببت كليب إليسا «يا مرايتي» للمخرجة أنجي جمّال، بصراحة لم يتسن لي متابعة اعمال جديدة لأنني منهمكة في التصوير.

اخبرينا عن «ذات ليلة».

مسلسل درامي من إنتاج شركة «فينيكس برودكشان» للمخرج والمنتج إيلي معلوف، كتابة العميد جوزف عبيد، بطولة:  فادي إبراهيم، كارول الحاج، برناديت حديب، وسام حنا، وجيه صقر، جوزيان الزير، رفقا الزير، وفاء طربيه، خالد السيد ومجموعة من الممثلين. سيُعرض عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال بدءاً من الشهر المقبل.

ما أبرز  خطوطه العريضة؟

يتضمّن بعض عناصر التشويق، ويدخل إلى عالم قوى الأمن الداخلي والمداهمات التي تحصل لتوقيف المجرمين.

ما الذي شجّعك على العودة إلى الإخراج الدرامي في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها المحطات والإنتاج الضعيف؟

أحببت نصّ العميد جوزف عبيد الذي يدخل الى صلب المجتمع متضمناً أفكاراً جميلة جداً، فضلا عن وجود ممثلين مهمين، إلى ذلك أنظر إلى هذا العمل بتحدٍ بسبب تصوير مشاهد مداهمات أمنية.

تملكين مقومات فنيّة لتقديم عمل سينمائي، فلماذا تغيبين؟

لديّ عملي السينمائي الخاص لكنه يحتاج تفرّغاً  وموازنة، لأنه سيستغرق عاماً من المجهود بين التحضير والتصوير.

تتميّز غالبية الأفلام السينمائية اللبنانية بطابعها التجاري، فهل يمكن أن تؤسس لصناعة سينمائية؟

من يقرّر تنفيذ فيلم سينمائي يقف أمام صراع، فإمّا ينفّذ العمل بإطار تجاري لا يصلح للمهرجانات، فيقتصر عرضه محلياً ليحقق أرباحاً مادية كبيرة، أو ينفّذه بإطار فنّي يصلح للمهرجانات فحسب، فيرضي نفسه فنياً من دون أن يكسب جماهيرية كبيرة في بلده. لهذه الأسباب، يضطر السينمائي إلى البحث عن خلطة تجمع ما بين الطابعين.

حضور الدراما اللبنانية

• ما موقع الدراما المحلية في ظل وفرة الإنتاج العربي المشترك؟

لاحظت أن المسلسلات المحلية التي تُعرض عبر محطاتنا الأرضية تحظى بإعجاب الجمهور اللبناني، مسجّلة نسبة مشاهدين تتخطى نسبة مشاهدي الإنتاجات المشتركة.

• هل تابعت أياً من المسلسلات الرمضانية؟

شاهدت  بضع حلقات من  «تشيللو» و»24 قيراط» و»مريم»، فوجدت أن ثمة أفكاراً ملفتة في بعضها ولقطات تصوير جميلة، إنما ذلك بفضل الإنتاج الضخم الذي لا يمكن مقارنته بالإنتاج المحلي المقتصر بيعه بمبالغ متواضعة للمحطات الأرضية، ما ينعكس على نوعية معدات التصوير المستخدمة والتقنيات وبدل الأتعاب. برأيي عندما يكون السيناريو جميلا، ويُترجم المشهد بطريقة صحيحة ويكون الأداء جيّداً، عندها لا بدّ من أن يحقق العمل نجاحاً معيناً.

• حققت المسلسلات اللبنانية موقعاً متقدّماً في شهر  رمضان عبر شاشاتنا المحلية.

طبعاً، لأن المشاهد غير مقتنع بالتركيبة المعتمدة في توزيع أدوار الشخصيات العربية المتنوعة في المسلسل الواحد، ما يشعرنا بأن السيناريو خيالي بعض الشيء، لأن القصة مركّبة بشكل تفسح في المجال أمام ضم هذه الأسماء العربية الكبيرة. بينما يفضّل اللبناني متابعة عمل قريب من مجتمعه، يشبه أجواء قريته، ما يفسّر تعلّقه  بـ{أحمد وكريستينا» الذي نقل أجواء القرية و{قلبي دق» الذي تميّز بالعفوية وعبّر عن أجواء أمل وفرح.

• لماذا لا تتفرغين للدراما على حساب تصوير الأغاني أو العكس؟

مجال الكليب مختلف عن الدراما، فيه أخترع الفكرة بنفسي وأعبّر من خلال الصورة عمّا في خيالي، فيما في الدراما أضطر إلى الالتزام بالنص، إلا أنني أستمتع هنا أيضاً بتقطيع المشاهد وابتكار مشهدية جديدة، ما يحتاج بطبيعة الحال إلى إختصاص وخبرة.