علمت «الجريدة» أن خطة محكمة تم إعدادها لتأمين قناة السويس الجديدة، تتضمن إنشاء مطار عسكري لتأمين القناة على مدار الساعة، بينما حلقت الدفعة الأولى من مقاتلات «رافال» الفرنسية فوق سماء القاهرة أمس.

Ad

في وقت تستعد مصر لإقامة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة في السادس من أغسطس المقبل، كشف مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن القاهرة اتخذت أكبر خطة لتأمين الممر المائي الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، من خلال إنشاء مطار عسكري في منطقة قريبة منها، يتضمن طائرات خاصة لتوفير غطاء جوي لحماية القناة على مدار الساعة، كما تم ربط القناة بغرفة مشاهدة مركزية من خلال كاميرات حساسة لمراقبة دخول السفن وخروجها.

وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه: "لأول مرة سيكون هناك قوات خاصة بتأمين قناة السويس الجديدة، مشكلة من كل الوحدات، وتضم قوات من البحرية، والجوية، والوحدات الخاصة لتأمين السفن العابرة، وتأمين ممر القناة على طول الخط بالكامل، كما أن القناة الجديدة تم تزويدها بأجهزة حديثة للاستشعار عن بعد، وأجهزة إنذار حديثة لمنع أي عمليات إرهابية وأجهزة لرصد الحركة، وهناك أبراج حديثة تم توزيعها على طول خط القناة مزودة بأجهزة رؤية ليلية وتصوير".

ووسط حديث عن تزايد تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) واحتمالات استهدافه مقر القناة الجديدة، أكد الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، أن "داعش" تلقى العديد من الضربات أكبرها تلك التي تلقاها منتصف شهر رمضان الماضي في منطقة الشيخ زويد، مشيراً إلى أن "التنظيم فقد الكثير من قادته وأسلحته وروحه المعنوية".

 وأضاف سويلم لـ"الجريدة": "استبعد قدرة التنظيم على استهداف احتفالات قناة السويس بسبب تأمينها بشكل كبير، ومن الممكن أن ينجح في بعض العمليات البسيطة، لكني أعتقد أنه من المستحيل أن يفسد الاحتفالات أو يستهدف المجرى الملاحي".

تمشيط

في الأثناء، وبينما قتل شخص أثناء وجوده في منطقة محظورة بالشريط الحدودي بين مدينة رفح المصرية وقطاع غزة، تواصلت أمس العمليات الأمنية التمشيطية في أنحاء مدن شمال سيناء، العريش والشيخ زويد ورفح، وبدت حالة الكمائن في الطريق الدولي وعند مداخل العريش وفي طرق جنوب الشيخ زويد في حالة تأهب قصوى، حيث تتمترس الدبابات والمدرعات خلف سواتر صخرية وترابية، بينما يقوم الأفراد بتفتيش السيارات المارة والاطلاع على هويات ركابها.

في السياق، فجَّر مجهولون عبوة ناسفة وضعوها أسفل محول كهربائي في مدينة الفيوم شمال الصعيد، ما أدى إلى تدمير وانقطاع التيار الكهربي عن المنطقة.

«رافال» مصر

إلى ذلك، حلقت أمس أول ثلاث طائرات مقاتلة طراز "رافال" الفرنسية بقيادة طيارين مصريين، أعلى مدينة الإنتاج الإعلامي، وأهرامات الجيزة، ومنطقة المقطم، على ارتفاعات منخفضة، في أجواء احتفالية من القوات المسلحة بوصول الطائرات إلى مصر.

وكانت مصر تسلمت الدفعة الأولى من الطائرات رسمياً في قاعدة "إيستر" الجوية جنوب فرنسا، أمس الأول، في إطار الصفقة التي أبرمتها مصر مع فرنسا في فبراير الماضي، والقاضية بتسليم مصر 24 طائرة من الطراز نفسه، وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم"، وبلغت تكلفتها 5.2 مليارات يورو.

واعتبرت صفقة "الرافال" مربحة للجانب المصري، الذي يواجه عمليات إرهابية من قبل متشددين إسلاميين، ينضوون تحت لواء تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي أعلن ولاءه لـ"داعش"، وسمى نفسه "ولاية سيناء"، والذي شنَّ عدة هجمات متوالية على قوات الجيش والشرطة في سيناء، زادت وتيرتها منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013.

وقال مصدر عسكري مصري، إن "تلك الصفقة تتيح للقوات البحرية والقوات الجوية المصرية تحقيق خطوة نوعية في زيادة قدرتها على القيام بمهامها في دعم جهود الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، في حين تؤكد أن سياسة التسلح المصرية باتت تعتمد مبدأ تنويع مصادر السلاح".

من جانب آخر، علمت "الجريدة" أن وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان يبدأ زيارة إلى القاهرة بعد غد، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، في إطار علاقات التعاون القوية بين البلدين في جميع المجالات، لاسيما التعاون العسكري والأمني، خصوصا ما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

تخابر مرسي

على صعيد منفصل، استأنفت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، أمس، جلسة محاكمة الرئيس المعزول و10 متهمين آخرين في القضية المعروفة إعلامياً بـ"التخابر مع قطر"، لسماع أقوال الشاهد الأول بالقضية.

وكانت النيابة أسندت إلى مرسي وبقية المتهمين ارتكاب جرائم الحصول على سر من أسرار الدفاع، واختلاس وثائق ومستندات صادرة من جهات سيادية ومتعلقة بأمن الدولة وإخفائها وإفشائها إلى دولة أجنبية، والتخابر معها بقصد الإضرار بمركز البلاد الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي.