الأسد ينتزع ميدعا... والمعارضة تعلن «الكاستيلو» طريقاً عسكرياً

● 34 قتيلاً في قصف على الأحياء الموالية لحلب
● «داعش» يخسر 60 في هجوم فاشل بالرقة

نشر في 10-07-2016
آخر تحديث 10-07-2016 | 00:05
سوريون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبان دمرها النظام في حي قاضي عسكر بحلب أمس الأو ل  (رويترز)
سوريون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبان دمرها النظام في حي قاضي عسكر بحلب أمس الأو ل (رويترز)
بعد معركة استمرت 12 يوما، وضعت قوات الرئيس السوري بشار الأسد ممر إمدادات الغوطة الشرقية في مرماها، إثر سيطرتها أمس على بلدة ميدعا الاستراتيجية، بالتزامن مع إعلان فصائل المعارضة في حلب الكاستيلو طريقاً عسكرياً.
سيطرت قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها أمس على بلدة ميدعا شرقي دمشق، والتي كانت تستخدمها المعارضة وخصوصا «جيش الإسلام» كممر إمداد لدخول المساعدات والأسلحة والأموال إلى منطقة الغوطة الشرقية.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الأسد انتزع ميدعا، التي كانت تشكل أبعد نقطة إلى الشرق تحت سيطرة المعارضة وآخر موقع تسيطر عليه قبل بلدة الضمير، بعد معارك دامية استمرت 12 يوما، موضحا أنها كانت تعد أقرب موقع إلى مطار الضمير العسكري، حيث تخوض الفصائل المقاتلة معارك ضارية لتحريره من النظام.

وأكدت شبكة «سورية مباشر» أن جبهة ميدعا تشهد معارك كر وفر منذ أسابيع، وخاصة بعد إرسال النظام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة للسيطرة على البلدات الواقعة على مدخل الغوطة الشرقية، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى من النظام في استهداف سيارة زيل عسكرية محملة بالجنود، إضافة إلى قتل وأسر آخرين في كمين.

طريق الكاستيلو

إلى ذلك، أعلنت غرفة عمليات «فتح حلب» طريق الكاستيلو، الذي يعتبر الشريان الوحيد للمناطق المحررة في حلب، طريقا عسكريا فقط، بعد سيطرة قوات الأسد على المزارع الجنوبية بمنطقة الملاح المطلة على الطريق.

ورغم تمكن فصائل المعارضة أمس من استعادة نقاط واقعة بين منطقتي «الشقيف والملاح»، لا تزال قوات الأسد ترصد الكاستيلو‬ بالأسلحة الثقيلة من مواقعها في مزارع ‫‏الملاح‬ المطلة بشكل مباشر عليه.

وتعهد قائد عمليات حلب، الرائد ياسر عبدالرحيم، بعدم السماح للنظام وميليشياته بمحاصرة المدينة، مؤكدا العمل على طرد قواته من النقطة المتقدمة، وإعادة فتح «الكاستيلو»، وإبعاد شبح الحصار عن الأحياء الشرقية.

قصف متبادل

وفي ظل سعي النظام لإحكام حصار الأحياء الشرقية، قتل 34 مدنيا وأصيب 200 أمس الأول، جراء قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة على مناطق سيطرة النظام في حيي الفرقان والفيض والسكن الجامعي.

وبحسب المرصد السوري، فإن الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة تعرضت أيضاً لغارات جوية وصاروخية أسفرت عن مقتل 9 مدنيين غالبيتهم أطفال.

ويأتي القصف والتطورات الميدانية بعد يومين من إعلان النظام هدنة على كل الأراضي السورية مدة ثلاثة أيام انتهى مفعولها منتصف ليل الجمعة وأعلن تمديدها أمس ٧٢ ساعة أخرى.

مروحية روسية

وفي حمص، أعلن تنظيم داعش أمس، عبر حسابه على موقع تويتر (ولاية حمص)، إسقاط طائرة مروحية روسية شرق صوامع تدمر في ريف حمص الشرقي، والسيطرة على ثلاثة حواجز تابعة للنظام بعد استهدافها بعربة مدرعة، ما أدى الى مقتل وجرح العشرات من عناصره.

وبينما أكد المرصد استهداف «داعش» للمروحية، نفت وزارة الدفاع الروسية فقدان أي طائرة. وأكد المتحدث باسم مركز قاعدة «حميميم» الجوية في ريف اللاذقية عودة جميع المروحيات دون خسائر بعد تنفيذها المهام المخططة لها.

هجوم فاشل

وفي الرقة، قتلت طائرات التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية (قسد) 60 عنصرا من «داعش» في هجوم فاشل شنه التنظيم بدرجات نارية من ثلاثة محاور، واستهدف قرية سكيرو على الطريق الدولي حلب - القامشلي بريف الرقة الشمالي.

لكن المكتب الإعلامي لـ»ولاية» الرقة أشار إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 49 عنصرا من «قسد» في عدة قرى بريف الرقة وريف الحسكة.

مرحلة انتقالية

سياسيا، نقلت صحيفة الشرق الأوسط أمس عن مصادر في وزارة الخارجية التركية أن أنقرة لن تغير موقفها من الأسد، وتتمسك برحيله، لكنها قد تقبل بقاءه لمرحلة انتقالية قصيرة قد لا تتجاوز الستة أشهر، من خلال توافق مع القوى الدولية، وفي مقدمتها روسيا والولايات المتحدة.

وأرجعت المصادر عودة تركيا لتقييم سياساتها تجاه سورية في المقام الأول إلى التهديدات الكردية، إضافة إلى تضرر مصالحها خلال السنوات الخمس الماضية، بسبب التشدد في التعامل مع قضية وجود الأسد.

من جهة ثانية، وصل أمس الوفد البرلماني الأوروبي، برئاسة نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية خافيير كوسو، إلى دمشق، والتقى رئيسة مجلس الشعب هدية عباس وأعضاء مكتب المجلس.

back to top