بعد شهور من الجدل حول جدواها الاقتصادية، أعلن وزير الإسكان المصري مصطفى مدبولي، أنه يجري حالياً تنفيذ البنية الأساسية لمناطق الأسبقية الأولى لمشروع العاصمة الإدارية على مساحة ثلاثة آلاف فدان، وتشمل المياه، والصرف، والطرق، والري، والكهرباء، والاتصالات، و"فرمة" الطرق، إضافة إلى تنفيذ أعمال الهيكل الخرساني لعدد 96 عمارة سكنية بعدد 7016 وحدة.والعاصمة الجديدة مشروع واسع النطاق أعلنه الوزير مصطفى مدبولي في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري 13 مارس عام 2015، وتقع شرق القاهرة، ومن المُقرر أن تُقام على مساحة 700 كيلومتر مربع (270 ميلاً مربعاً)، ويتضمن الاقتراح إقامة متنزه رئيسي ومطار دولي جديد، ومن المقرر أن يتم نقل البرلمان ومقرات رئاسية وحكومية وسفارات أجنبية إليها، وتصل كُلفة المشروع إلى 45 مليار دولار.
مدبولي أشار إلى أنه يجري حالياً تنفيذ خط مياه للإنشاءات، وتطوير الطرق والأعمال الصناعية في القاهرة الجديدة، والمؤدية للعاصمة الإدارية، بجانب تنفيذ خط المياه المُعالجة من محطة معالجة صرف صحي القاهرة الجديدة. وأضاف أنه يجري أيضاً الانتهاء من 612 وحدة سكنية بالإسكان المتوسط، في مدينة توشكي الجديدة، بنسبة إنجاز 98 في المئة، كما يجري تنفيذ 612 وحدة بالإسكان الاجتماعي.
عبء إضافي
الخبير الاقتصادي مدحت نافع، أفاد بأن مصر لديها تجارب إخفاق سابقة في إقامة مثل هذه المشاريع، وقال لـ"الجريدة" إن: "هناك غياباً كبيراً للمعلومات حول جدوى إنشاء العاصمة الجديدة، وهناك مخاوف من أن يكون المشروع عبئاً إضافياً على ميزانية الدولة في ظل الضائقة المالية الحالية".من جانبه، قال رئيس قسم التخطيط العمراني في جامعة عين شمس محمد عبدالباقي، إن المشروع غير مكتمل، وتحيط به هالة من الغموض لأنه يتطلب ميزانية مالية ضخمة جداً لا تملكها الحكومة حالياً، مشيراً إلى أن مشروع الحكومة الإلكترونية، الذي كان مُقرراً تطبيقه إبان فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان يستهدف الحد من مركزية وزحام القاهرة بأقل تكلفة، وهي ذات الأهداف، التي تزعم الحكومة أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة يستهدف تحقيقها.حركة محافظين
وعلى الرُغم من مرور نحو ثلاثة أشهر من عدم وجود محافظ للقاهرة، قال مصدر حكومي، إن عدم تعيينه منذ مارس الماضي وحتى الآن، يرجع إلى البحث عن مسؤول كفء للعاصمة، خصوصاً أن القاهرة من أهم محافظات الجمهورية، وموضوعة على رأس أولويات الحكومة في الخطط العاجلة والمشروعات الكبرى.وأوضح المصدر، لـ"الجريدة"، أن القيادة السياسية تبحث عن محافظ للقاهرة لديه خبرة كافية في الإدارة وتنفيذ توجيهات الحكومة فيما يخص تطوير وتنفيذ المشروعات الحيوية.في السياق، علمت "الجريدة" أنه يجري الآن الإعداد لحركة تغييرات بين صفوف عدد من المحافظين، ويتوقع صدور الحركة نهاية الشهر الجاري، عقب الانتهاء من احتفالات التخرج الخاصة بالكليات العسكرية والشرطة، لاسيما في ضوء تقارير رقابية، أكدت تزايد شكاوى المواطنين، نتيجة عدم تحقيق تطلعات رجل الشارع، وقد تم تكليف وزير التنمية المحلية أحمد زكي بدر، بإعداد التقارير الخاصة بعمل كل محافظ.وفد إلى إيطاليا
وعلى وقع توتر العلاقات مع إيطاليا بعد قرارها تعليق إرسال معدات عسكرية احتجاجاً على مقتل الباحث جوليو ريجيني، بدأ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري محمد العرابي، أمس، زيارة على رأس وفد برلماني لروما حاملاً رسالتين من رئيس مجلس النواب علي عبدالعال، لكل من رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي بييترو جراسوا ورئيسة مجلس النواب ولورا بولدريني.مصدر مصري مسؤول، قال إن الزيارة تأتي في ضوء الجهود المبذولة لاحتواء آثار قرار مجلس النواب الإيطالي الأخير (بمنع تصدير قطع غيار مقاتلات "إف-16" إلى مصر)، ومن المقرر أن يحضر العرابي اجتماع مكتب الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.خبير العلاقات الدولية، سعيد اللاوندي، قال لـ"الجريدة" :"مصر حريصة على ألا تقطع علاقاتها بإيطاليا"، لافتاً إلى أن القضاء المصري حرص على أن يُشرك الجانب الإيطالي في جميع التحقيقات والإجراءات بشأن مقتل ريجيني، ولم يمنع أو يحجب أي معلومات بخصوص الحادث، متهماً "قطر وتركيا بإشعال الموقف بين مصر وإيطاليا".قتلى ومحاكمة
على الأرض، أعلن مصدر أمني مسؤول نجاح قوات الجيش في تصفية أحد قيادات تنظيم ما يسمى بـ"أنصار بيت المقدس" الفرع المصري لتنظيم "داعش"، في منطقة بلعة غرب مدينة "رفح" في شمال سيناء مساء أمس الأول.وبينما تمكنت قوات الأمن من تدمير عبوات ناسفة في مركز الشيخ زويد في شمال سيناء، استشهد أمين شرطة في وسط مدينة العريش، إثر ملاحقة عنصرين مسلحين له وإطلاق الرصاص عليه، كما قُتل مواطن سيناوي بقذيفة مجهولة الهوية في مدينة الشيخ زويد.قضائياً، استأنفت محكمة جنح قصر النيل، أمس، مُحاكمة نقيب الصحافيين يحيى قلاش وعضوي مجلس النقابة جمال عبدالرحيم وخالد البلشي، لاتهامهم بإيواء هاربين، واستمعت المحكمة إلى بعض شهود القضية، وقد منعت قوات الأمن الصحافيين من حضور وتغطية وقائع الجلسة.