يقدم زاد ملتقى عملاً بعنوان {ساكروم} يشكل مساحة استجواب للروحانيات والمقدسات اليوم، وهي مفاهيم يؤمن بها، ويعتقد أن لا غنى عنها لتعيد إلى الإنسانية مكانتها في قلب الطبيعة المعذبة. {ساكروم}، مشروع طموح يوازي حب زاد ملتقى للبنان، هذا الحب المرتبط بطاقة وقوة موجودتين في تربته وفي جذوره المتعددة. يأمل أن يحقق العمل صدى إيجابياً لدى كل من يستمع إليه ويشاهده، وأن يبين صورة لبنان القوية والعالمية.

ولد المشروع بأكمله من ذكريات زاد ملتقى وعلاقته بمغارة جعيتا التي دأب على زيارتها منذ الطفولة. هذه الذكريات رافقته على الدوام في أفكاره كرسام تشكيلي ومؤلف موسيقي... لكنه انتظر سنوات كي تأخذ الأمور أشكالها.

Ad

اليوم عاودت مغارة جعيتا الظهور في وجدانه بأسلوب قوي للغاية، كونها ترمز إلى قوة الطبيعة بمعزل عن اي حضور إنساني، ويمكن ان تبرز لنا طريقاً في عالم اليوم الغارق في السطحية وسباق إلى لا مكان.

الدخول إلى المغارة بالنسبة إلى زاد ملتقى بمثابة الدخول إلى الذات. كانت لديه فرصة للدخول إلى عمق المغارة، واكتشاف مكامنها التي تعود إلى 36 ألف سنة، وتنبئ صخورها بأن الإنسان كان في بحث عن شيء عميق عن حضور أبعد من العالم المرئي، وإلى اي مدى هذه الرؤية هي ضائعة اليوم.

في جديده يطرح زاد ملتقى سؤالا حول علاقة جعيتا والإنسانية، فتخيّل تجهيزأً ضخماً فيه نحت ورسم ورسوم وموسيقى، وسماه {ساكروم}.

ترشيح زاد ملتقى جاء من قبل وزارة الثقافة في لبنان، لهذه الغاية عقد وزير الثقافة ريمون عريجي مؤتمراً صحافياً في متحف سرسق في بيروت، بحضور فريق عمل المشروع الذي حضر خصيصاً من الخارج لمدة 24 ساعة لحضور المؤتمر، وأوضح أن هذه المشاركة تأتي في إطار فعاليات ثقافية وفنية تنظم عبر العالم، منها ثلاثية ميلانو، ورباعية براغ، وقد تمثل لبنان في هاتين المناسبتين بفريقين من الشباب والشابات الذين تقدموا بطلبات الى وزارة الثقافة لهذه الغاية. وبما أن الوزارة لم تكن إلى هذا التاريخ قد أوجدت الإطار التنظيمي لهذه المشاركات، فهي تعمل على وضع هذا الإطار الذي سيعلن عنه قريباً.

وأضاف: {اتصل بي المبدع زاد ملتقى منذ فترة مبديا رغبته في تمثيل لبنان في بيينال البندقية، وقدم تصورا عن العمل الذي سيشارك فيه، فأجرينا في الوزارة تقييماً له ووجدنا انه يتمتع بمستوى راقٍ وجميل وقررنا تسمية زاد لتمثيل لبنان بصورة مبدئية. ومن ثم عقدنا اجتماعات عمل واطلعنا على التفاصيل وعلى هوية فريق العمل، واتممنا المعاملات الإدارية}.

وتابع: {كوزير للثقافة اعبر عن شكري وامتناني لزاد ملتقى على مبادرته الشجاعة والكريمة التي تظهر اندفاعاً وحساً وطنياً عاليا وتعلقاً بلبنان، وتهدف إلى إبقاء لبنان حاضراً في المحافل الدولية الثقافية والفنية، وأؤكد له دعم وزارة الثقافة على كل الصعد لمواكبته في هذا الحضور. لن أطيل الكلام على زاد ملتقى، فهو قامة معروفة جدا في مجال الابداع الفني، تشكيلا وموسيقى: عزفا وتأليفا. كما أدعو المهتمين من اللبنانيين في ميادين الثقافة والفن الى المبادرة وتقديم الدعم مساهمة في نشر الثقافة اللبنانية».

وختم: {سعيد بمشاركة لبنان - عبر فناننا زاد ملتقى - بهذه الاحتفالية الدولية في البندقية. مرة جديدة سيسجل لبنان حضوراً جميلا في العالم، للدلالة على خصوصيتِنا الابداعيةْ واستمرارِ مسارِنا الفني - الحضاري. اخص بالشكر الضيوف الاجانب الذين يعطون من وقتهم وجهودهم في انجاح هذا العمل.

زاد في سطور
ولد في لبنان عام 1967، مؤلف موسيقي ورسام، تلقى علومه الموسيقية في الكونسرفتوار الوطني في بيروت، خاض باكراً مجال التأليف الموسيقى فوضع موسيقى أفلام عدة ونال جوائز عالمية، وفي عام 1993 ألف مقطوعات بعنوان {أناشيد} مستوحاة من نشيد الأناشيد، وفي مطلع الألفية الثالثة غاص في الموشحات، واصدر مؤلفات عدة في هذا المجال. في 2002 شارك في مهرجانات بيت الدين الدولية، وفي 2004 شارك في مهرجان الموسيقى في غرونوبل.

في عامي 2005 و2006، حقق حضوراً فنيا ً قوياً في مهرجانات بعلبك الدولية، وفي 2007 و2008، كتب مقطوعات موسيقية للجوقة، وغاص في عمق الزجل (تقليد شعري وموسيقي خاص في الشرق الأوسط)

مزج في فنه بين ثقافتي الشرق والغرب، وبين العصرنة وأبرز جمال الموسيقى عبر العصور...