شكري في إسرائيل بأول زيارة من نوعها منذ 9 سنوات

الزيارة تناقش وقف الاستيطان وتحركات تل أبيب الإفريقية ومصالحتها مع أنقرة

نشر في 11-07-2016
آخر تحديث 11-07-2016 | 00:00
بدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس زيارة لإسرائيل، هي الأولى من نوعها منذ 9 سنوات، لمناقشة عدد من الملفات، في مقدمتها تحريك مفاوضات السلام، وتداعيات جولة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القارة الإفريقية، وملف المصالحة التركية - الإسرائيلية.
كمؤشر على تزايد التعاون المصري - الإسرائيلي أمنيا، وبعد جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إفريقيا، بدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة رسمية لتل أبيب، تعد الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى منذ 9 سنوات، وجاءت الزيارة، بحسب المعلن، للعمل على دفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، إضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.

وكشف مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة" أن زيارة شكري تأتي بهدف وقف الاستيطان الإسرائيلي فترة زمنية لا تقل عن 6 أشهر من ضمن الشروط المصرية، إضافة إلى الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، والعمل على فك الحصار عن غزة تدريجيا، وتأمين الحدود المشتركة بين البلدين، فضلا عن إبلاغ الجانب الإسرائيلي أن القاهرة لديها مصالح في القارة الإفريقية، وان التحركات الإسرائيلية يجب ألا تتم على حساب الأمن القومي المصري.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلن استعداد بلاده للعب دور في دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متحدثا عن سلام أكثر دفئا بين القاهرة وتل أبيب إذا تم حل القضية الفلسطينية.

استئناف المفاوضات

كما يأتي التحرك المصري عقب زيارة شكري لرام الله للقاء الرئيس محمود عباس، يونيو الماضي، وبعد انعقاد المؤتمر الوزاري الخاص بعملية السلام في باريس الشهر الماضي، وصدور تقرير الرباعية الدولية، وسط جهود إقليمية ودولية تستهدف تشجيع الطرفين على استئناف المفاوضات، وتوجيه دفعة لعملية السلام من خلال إعادة وضع القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام الدولي بعد فترة من الجمود.

وأشار أبوزيد إلى أن وزير الخارجية المصري يجري خلال الزيارة محادثات مطولة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، من شأنها تناول العديد من الملفات المرتبطة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، مع التركيز على القضية الفلسطينية، تمهيدا لخلق بيئة مناسبة داعمة لاستئناف المفاوضات المباشرة بينهما، بهدف الوصول إلى حل شامل وعادل، يحقق هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

لقاءات مع المعارضة

وسيلتقي شكري رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما أفادت مصادر "الجريدة" بأنه سيلتقي أيضا زعماء المعارضة الإسرائيلية خصوصا إسحق هرتسوغ وتسيبي ليفني، وسينصح بالدخول في حكومة وحدة وطنية تسهل العودة إلى مفاوضات السلام.

المصالحة التركية - الإسرائيلية

وقالت مصادر إنه لا يمكن تجاهل توقيت زيارة شكري بعد أيام قليلة من التوصل إلى اتفاق مصالحة بين تركيا وإسرائيل، مضيفة أن هذا الاتفاق تضمن نقاطا خاصة بقطاع غزة، وان هناك ترتيبات في هذا الاطار تعني مصر.

ملفات عدة

وحلل خبراء مصريون أهداف زيارة شكري لإسرائيل، بما تحمله من رسائل معلنة وغير معلنة، إذ رأى رئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري سعد الجمال أن زيارة شكري تفعيل لنداء الرئيس السيسي لإحياء عمليه السلام، بناء على المبادرة الفرنسية، والمبادرة العربية المعلنة عام 2002، وفقا لمبدأ "الأرض مقابل السلام"، مضيفا أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيعمل على تحقيق السلام العالمي.

وتوقع مساعد وزير الخارجية الأسبق جمال بيومي، في تصريحات لـ"الجريدة"، ألا تقف الزيارة عند حدود مناقشة القضية الفلسطينية، بل تتضمن عددا من الملفات ذات الأهمية بالنسبة للقاهرة، بما في ذلك مناقشة تداعيات الأزمة السورية، ومناقشة أبعاد زيارة نتنياهو لعدد من الدول الإفريقية، خاصة إثيوبيا، ومعرفة موقف تل أبيب من بناء سد النهضة، وسط حديث عن تأثيره سلبا على حقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل.

التزامات مصرية

وخلال مؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، قبل جلسة المباحثات المغلقة، أكد شكري التزام مصر بدعم حل دائم وشامل للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، وأن رؤية حل الدولتين ليست بعيدة المنال، مؤكدا أن الإرهاب يعرقل عملية السلام في المنطقة، مشددا على أن معاناة الشعب الفلسطيني تزداد صعوبة يوما بعد يوم، ولا يمكن القبول بالحفاظ على الوضع الراهن.

وأشار إلى أن الزيارة تأتي في توقيت حساس تمر فيه المنطقة بتطورات مهمة، فيما قال نتنياهو في كلمة مقتضبة إنه يرحب بعرض الرئيس المصري، بالمضي قدما في عملية السلام بالشرق الأوسط، مقدما الشكر لمصر على العلاقات القوية.

تحركات إقليمية

بدوره، رأى خبير العلاقات الدولية د. سعيد اللاوندي أن زيارة شكري لإسرائيل، التي تعد الأولى لمسؤول مصري كبير بعد ثورة 30 يونيو 2013، على جانب كبير من الأهمية لأنها تأتي بعد عدة تحركات على الساحة الإقليمية، سواء بإعلان التطبيع بين إسرائيل وتركيا، ثم جولة نتنياهو الإفريقية، واحتمال وجود دور لأنقرة في غزة، وهي ملفات تثير اهتمام القاهرة لما لها من تداعيات مباشرة على أمنها القومي.

وذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة إلى أن الهدف المعلن من زيارة شكري تنشيط عملية السلام، مشيرا إلى أن هناك عدة أهداف أخرى من الزيارة، مرجحا لـ"الجريدة" أن تكون زيارة نتنياهو لأديس أبابا أحد أهم أسباب توجه شكري إلى تل أبيب، وسط حديث عن وساطة إسرائيلية بين مصر وإثيوبيا.

تخفيض الدين

في الشأن الاقتصادي، طالب الرئيس السيسي باتخاذ إجراءات لازمة لمواصلة خفض الدين العام الذي وصل إلى 1.4 تريليون جنيه، أي ما يوازي الناتج المحلي الإجمالي لمصر، والعمل على زيادة الاحتياطي النقدي الذي وصل حاليا إلى 17.54 مليار دولار مع نهاية يونيو الماضي.

وشدد السيسي، خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة شريف إسماعيل، ووزير المالية ومحافظ البنك المركزي أمس الأول السبت، على التزام مصر بسداد أقساط الديون في التوقيتات المحددة.

مقتل قائد

أمنيا، أصيب مجندان إثر هجوم مسلح على دورية أمنية جنوب مدينة رفح شمالي سيناء، بينما استهدف عناصر من تنظيم "أنصار بيت المقدس" مبنى الوحدة المحلية الحكومي بقرية السبيل غرب مدينة العريش شمالي سيناء، بدعوى أن قوات الأمن تستخدمه في مراقبة تحركات عناصر التنظيم بالمنطقة.

وأكد مصدر أمني مسؤول أمس نجاح قوات الجيش المصري في قتل قائد تنظيم في "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، بوسط سيناء، محمد موسى محيسن (40 عاما)، بعد استهداف طائرات "الأباتشي" منطقة "وادي لصان" التي كان يختبئ فيها.

وزير الخارجية يلتقي نتنياهو وزعماء المعارضة الإسرائيلية
back to top