فجر يوم جديد: «التفاؤل الحذر»!

نشر في 11-07-2016
آخر تحديث 11-07-2016 | 00:00
 مجدي الطيب في موسم عيد الفطر 2015 ضمت القائمة أفلام: «ولاد رزق»، «سكر مُر»، «حياتي مبهدلة»، «شد أجزاء»، «نوم التلات» و{حارة مزنوقة»، وكتبنا يومها نثمن التنوع الحاصل في الأفلام، بين «الأكشن» و{الاجتماعي» و{الكوميدي»، كما أشدنا بالوعي الجماهيري، الذي كان سبباً في دعم وتشجيع أفلام طازجة ومبتكرة، مثل: «سكر مُر»، وأخرى جيدة الصنع، مثل : {ولاد رزق» و{نوم التلات»، والتجاوب مع بطل شعبي، مثل محمد رمضان في «شد أجزاء»، وإسقاط آخر مثل محمد سعد في «حياتي مبهدلة» ورأينا – وقتها – أن ما جرى يعكس تغيراً واضحاً في المزاج العام للجمهور، الذي أعلن رفضه «الطبخة السبكية» المعتمدة على الراقصة والمطرب الشعبي والكثير من «الإفيهات»، لكننا أرجأنا الحكم النهائي على حدوث «التغيير» إلى حين استجلاء الموقف، بعد انتهاء موسم أفلام عيد الأضحى المبارك 2015، ورصد ما سيسفر عنه سباق الإيرادات، وحجم الانحياز الجماهيري للعملة الجيدة على حساب العملة الرديئة!

وقتها بدأ سباق عيد الأضحى محسوماً تقريباً لصالح فيلم «أهواك» بطولة المطرب تامر حسني لكن فيلم «الجيل الرابع» صنع المعجزة، وكان أشبه بالحصان الأسود، الأمر الذي بث بعض الطمأنينة في قلوبنا، وإن كشف لنا أن «التغيير» لم يكتمل بعد، بدليل تحقيق فيلم «عيال حريفة» إنتاج السبكي وبطولة الراقصة صافيناز والمطرب الشعبي محمود الليثي إيرادات بلغت أربعة ملايين و180 ألف جنيه في الأيام الأولى للعيد، غير أن شعور التفاؤل تسلل إلينا من جديد، عقب نجاح فيلم «هيبتا» في تحقيق إيرادات تخطت حاجز المليوني جنيه في يومين فقط، ليصبح صاحب أعلى الإيرادات خلال موسم شم النسيم، الذي شهد انصرافاً جماهيرياً عن أفلام: «حسن وبقلظ»، «كنغر حبنا»، «اللي اختشوا ماتوا» و{فص ملح وداخ»!

كان من المفترض، والأجواء هكذا، أن يستثمر المنتجون اللطمة الجماهيرية لأفلام «التوليفة»، والدفع، من دون إبطاء، بنوعية جديدة من الأفلام، على غرار: «الفيل الأزرق»، «الجزيرة 2» و{هيبتا»، وهو ما انتظرنا حدوثه في موسم عيد الفطر 2016، لكن ما حدث أن الأفلام التي اصطلح على تسميتها «كوميدية» طغت على القائمة، فاستثمر محمد عادل إمام فرصة نجاح فيلمه الأخير «كابتن مصر» ليقدم «جحيم في الهند» تأليف مصطفى صقر ومحمد عز وإخراج معتز التوني في حين فرض «السبكية» سيطرتهم على الموسم بثلاثة أفلام، على رأسها «أبو شنب» تأليف خالد جلال وإخراج سامح عبد العزيز، الذي تعاود ياسمين عبد العزيز من خلاله تقديم النوعية الساذجة التي عودتنا إياها في «جوازة ميري» و{الآنسة مامي»، وإن بررت ذلك بأن شخصية ضابط الشرطة النسائية، التي تقاوم ظاهرة التحرش، جديدة عليها، بينما يفاجئنا المخرج يونس بإسناد بطولة الفيلم الكوميدي «سطو مثلث» تأليف أمين جمال للفنان الشاب أحمد صلاح السعدني، الذي لم يُعرف عنه يوماً أنه شارك في بطولة فيلم كوميدي، ويبدو أنه يراهن على وجود بيومي فؤاد وأوس أوس لينقذا الفيلم من مصيره الكارثي، بينما بدا المخرج هاني حمدي متسقاً مع نفسه، وهو يقدم تجربته في فيلم «30 يوم في العز»، الذي يُعد الأنموذج الصارخ لما قلناه عن «الخلطة السبكية»، حيث المطرب محمود الليثي والراقصة صافيناز والإيحاءات المبتذلة، خصوصاً أن الفيلم من تأليف سيد السبكي!

يدخل سامح حسين السباق الكوميدي بفيلم «عسل أبيض» تأليف محسن رزق وإخراج حسام الجوهري، الذي اتهم بالسطو على الفيلم الأميركى Babys Day Out، لكن منتجه نفى التهمة، رغم أن الحملة الترويجية تؤكد وجود سطو بالفعل، بينما يعود أحمد السقا للتعاون والنجمة منى زكي في فيلم {من 30 سنة}، الذي كتبه أيمن بهجت قمر وأخرجه عمرو عرفة، ويشاركهما البطولة شريف منير والنجمة ميرفت أمين، وهو الفيلم الوحيد الذي لا يمت بصلة إلى الأفلام الكوميدية، بل ينتمي إلى سينما {الأكشن}، التي اشتهر {السقا} ببطولتها، أما المثير، واللافت، أن الشركة المنتجة لفيلم {الباب يفوت أمل} تأليف مجدي الكوتش وفيصل عبد الصمد وإخراج احمد البنداري، بررت تأجيل عرضه في أبريل الماضي بأنها تسعى إلى طرحه في موسم عيد الفطر، ورغم ذلك لم تتأكد، حتى كتابة هذه السطور، أنباء عرضه، وفي حال حدوث هذا، يصبح بمثابة الفيلم الكوميدي السادس في سباق عيد الفطر ما يعيدنا إلى نقطة الصفر، ويحملنا للظن بأن التفاؤل الذي تملكنا عقب مواسم الفطر والأضحى وشم النسيم السابقين، لم يكن في محله، وأن ذوق الجمهور لم يتغير، حسبما تصورنا، وأن السيطرة ما زالت للعائلة {السبكية}، في ظل تخاذل مخجل للمنتجين، وغياب الوعي بأهمية تراكم التجارب الجيدة، وأن السينما لن تتجاوز دورها الترفيهي بمعناه السلبي، ولن تكون قادرة يوماً على الإسهام في عملية التحول الاجتماعي والثقافي والسياسي!

back to top