اتهمت إيران المملكة العربية السعودية بـ«دعم الإرهاب»، بعد مشاركة الأمير تركي الفيصل، المدير السابق للمخابرات السعودية، أمس الأول، في المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في المنفى بباريس، في أول مشاركة لمسؤول سعودي في مثل هذه الفعاليات، وبعد تصريحاته التي دعا فيها إلى إسقاط النظام الإيراني.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) الرسمية عن مصدر بوزارة الخارجية الإيرانية، لم تذكر اسمه، قوله: «السعوديون يلجأون إلى إرهابيين معروفين، كما فعلوا أيضا في العراق واليمن وسورية. هذا يوضح أنهم يستخدمون الإرهاب والإرهابيين لتمرير أهدافهم ضد الدول الإسلامية في المنطقة».

Ad

وأضاف: «ليس مستبعدا من راعي طالبان والقاعدة أن يشارك في اجتماع للفاشلين العملاء الإرهابيين المفلسين»، واصفا مؤتمر المعارضة بالاستعراضي. وتصنف إيران «مجاهدي خلق» المعارضة، والتي تتزعمها مريم رجوي، جماعة إرهابية.

الحرس الثوري

من ناحيته، قال مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف، أمس، إن «تحركات وسائل الإعلام الأجنبية والسعودية لتنشيط جماعة خلق محكومة بالفشل».

وزعم أن «التوجه السعودي الداعم لمنظمة مجاهدي خلق خلال استعراضاتها في شوارع باريس يدل على مشاركة الرياض في جرائم هذه المنظمة الإرهابية ضد الشعب الإيراني».

ووصف مشاركة الفيصل بـ»الخطوة الوقحة». ورأى أن «تحركات منظمة مجاهدي خلق وداعميها في الفترة الأخيرة جاءت نتيجة تلاحم الشعب الإيراني مع نظامه الإسلامي والإنجازات التي تحققت».

واعتبر مستشار القائد العام للحرس الثوري حميد رضا مقدم فر، أن السعودية تخوض حربا بالوكالة مع إيران، من خلال دعمها المعارضة الإيرانية في المنفى، مضيفا أن الرياض أعلنت «رسميا وبصراحة» عن موقفها من طهران.

الجيش

أما رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، فقد شدد خلال اجتماع لكبار الضباط والمسؤولين في هيئة أركان القوات المسلحة الإيراني على أهمية «تعزيز التعبئة الشعبية في جميع النواحي، ولاسيما رفع القدرة والجاهزية الدفاعية والأمنية لقوات التعبئة، إلى جانب المشاركة المؤثرة لهم في ترسيخ جذور الثورة الإسلامية في قلوب أطياف الشعب الإيراني»، داعيا إلى «الرد السريع والمؤثر في جميع المستويات، وعلى أي تهديد يحيط بالجمهورية الإسلامية الإيرانية بالنظر إلى مؤامرات الأعداء المختلفة، والغليان الذي يجتاح المنطقة، ومحاولات العدو إدخال ذلك الغليان إلى الداخل الإيراني».

عبداللهيان

بدوره، اعتبر مستشار الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، أن تصريحات الفيصل «تأكيد على الدعم المالي والأمني السعودي للإرهاب»، وأضاف لوكالة أنباء «فارس»، أنه «لا ينبغي التشكيك بالعلاقات الواسعة لجهاز الأمن السعودي مع هذه الزمرة، وخاصة خلال الأعوام الأخيرة».

خاشقجي

في سياق متصل، قال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي: «انتقد البعض مشاركة الأمير تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية انه يعطي ذريعة لإيران للتدخل»، مضيفاً: «وهل بقي في جعبة إيران شرا لم تفعله ضدنا؟».

وتعليقا على تحذير من دعم إيران لمعارضة سعودية، قال خاشقجي: «إذا استطاعوا جمع معارضة سعودية تكفي لملء قاعة صغيرة بفندق بباريس، فليفعلوا».

خلفان

من جهته، قال الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي: «نظام ولاية الفقيه أسوأ بكثير من نظام شاه إيران. مارس اغتيالات واختطافات وزج بآلاف الإيرانيين في السجون بلا محاكمات. تحية للشعب الإيراني الذي ينتفض ضد عمائم الشر».

وتابع في سلسلة تغريدات: «الاعتراف بالمعارضة الإيرانية رسميا وفتح مكاتب لها في دول العالم ضرورة تتطلبها حقوق المواطن الإيراني. أصداء عالمية للمعارضة الإيرانية تضع النقاط على الحروف، لزحزحة الفقيه».

محاولة اغتيال نائب

داخلياً في إيران، أصيب النائب الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه بجروح، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال نفذها مسلحون في محافظة كرمنشاه غربي البلاد المحاذية لكردستان العراق.

وأفادت وكالة «تسنيم»، بأن النائب عن مدينة إسلام آباد غرب كان في طريقه إلى مدينة ريجاب في محافظة كرمانشاه برفقة عدد من مسؤولي المحافظة حينما تعرض لمحاولة اغتيال نفذها 4 مسلحين.

وأضافت أن «المسلحين قاموا بقطع الطريق، ومن ثم فتحوا النار على سيارات المسؤولين، ما أدى إلى إصابة النائب فلاحت بيشه ومحافظ مدينة دالاهو واستشهاد سائق سيارة المحافظ».

وتابعت أن «المسلحين عمدوا إلى إحراق السيارة التي استخدموها في هذا الهجوم، ومن ثم هربوا باتجاه المناطق الحدودية».

وشهدت تلك المنطقة هجمات متصاعدة في الأسابيع الأخيرة ضد الحرس الثوري، ما دفع طهران إلى التهديد باجتياح إقليم كردستان العراق.

الأحواز

في غضون ذلك، تحدثت مصادر عن اندلاع مواجهات عنيفة بين مئات الاحوازيين الغاضبين وقوات الأمن الإيرانية في بلدة النعيمة وسط الاحواز، على خلفية مقتل شاب في مرفأ البلدة الأربعاء الماضي.

وقالت مصادر المكتب الإعلامي لـ»حركة النضال العربي لتحرير الاحواز»، إن قوات الأمن اطلقت النار بشكل عشوائي على شاب احوازي كان يقود دراجة نارية، فأردته قتيلا، مبررة جريمتها هذه بعدم امتثاله لأوامر الأمن بالتوقف ومعاينة أوراقه الثبوتية. وأضافت انه بعد مقتل الشاب خرجت تظاهرات واسعة في البلدة للتنديد بهذه الجريمة، إذ حاصر المتظاهرون مبنى قوات الأمن، وقاموا بإحراق إحدى السيارات العسكرية، قبل أن تتدخل قوات التدخل السريع الخاصة، التي جاءت من مدينة عسلو شرق بلدة النعيمة.

أبرز ما جاء في كلمة الفيصل
• العرب يكنون عظيم الاحترام للثقافة الإيرانية والإسهامات الفارسية.

• إيران تصر على التدخل في شؤون دول الجوار وتأسيس منظمات طائفية.

• العالم الإسلامي يقف مع المقاومة الإيرانية.

• نظام الخميني لم يجلب إلا الدمار والطائفية وسفك الدماء.

• إيران تنتهك الدول بحجة دعم الضعفاء في العراق ولبنان وسورية واليمن.

• دعم طهران للجماعات الطائفية المسلحة يهدف إلى إشاعة الفوضى.

• نظام الفقيه منح نفسه صلاحيات مطلقة، وقام بعزل إيران، والشعب الإيراني أول ضحاياه.

• الخميني سعى لتصدير ثورته للعالم فزاد الفرقة في العالم، وخصوصا العالم الإسلامي.

• من الأجدر بخامنئي وروحاني الانتباه لمشاكلهما في الداخل.

• المعارضة الإيرانية ستحقق مبتغاها في رحيل نظام ولاية الفقيه.

• إيران دعَمت محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد