معارك طاحنة على «الكاستيلو»... ورعب في أحياء شرق حلب

«داعش» يقتل 14 من «جيش الإسلام» بعملية انتحارية في الضمير

نشر في 11-07-2016
آخر تحديث 11-07-2016 | 00:00
دخان الغارات النظامية يحجب الشمس عن حي الصالحين في حلب أمس (أ ف ب)
دخان الغارات النظامية يحجب الشمس عن حي الصالحين في حلب أمس (أ ف ب)
في إطار هجوم مضاد لإعادة فتح آخر منفذ أمام أكثر من 300 ألف نسمة يقطنون الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، نفّذت «جبهة النصرة» فجر أمس انسحاباً تكتيكياً من عدة نقاط تقدمت إليها ليلاً على طريق الكاستيلو، جراء القصف العنيف من قبل الطيران الذي شن عشرات الغارات الجوية.

وقال تجمع «فاستقم» الذي يضم «جبهة النصرة» فرع القاعدة في سورية، إن المعارك لا تزال مستمرة على طريق الكاستيلو، ولا صحة للانسحاب من الجبهة بشكل كامل، موضحاً أن المعارك يطغى عليها طابع «الكر والفر».

وتبنّت «النصرة» عمليتين انتحاريتين على الخطوط الأولى للنظام في مزارع الملاح، سيطرت من خلالهما على نقاط جديدة لتأمين الطريق وصد تقدم قوات الرئيس بشار الأسد، فيما نعى «فيلق الشام» قائده العسكري لقطاع شمال حلب العقيد محمد بكار أثناء اشتباكات مع الميليشيات الشيعية على هذه الجبهة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل 15 مقاتلاً من «فيلق الشام»، خلال الهجوم المضاد وألغام زرعتها قوات النظام لعرقلة تقدمها إلى طريق الكاستيلو، إضافة إلى 15 من الفصائل الإسلامية و»جبهة النصرة»، التي طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في وارسو أمس الأول واشنطن وموسكو باستهدافها خوفاً من أن يؤدي إضعاف «داعش» إلى تعزيز نفوذها.

ووفق المرصد، فإن الهجوم المضاد انتهى وطريق الكاستيلو مغلقة تماماً، وباتت الأحياء الشرقية محاصرة بالكامل بعد تمكن قوات النظام من السيطرة نارياً عليها ووصلها إلى مسافة تبعد 500 متر فقط منها، منبهاً إلى أن النظام يستهدف أي سيارة أو شخص يسلك الطريق سواء من المدنيين أو المسلحين.

وفي وقتاً باتت الاحياء الشرقية محاصرة بالكامل، يعيش السكان حالة من الخوف والرعب في ظل عدم قدرتهم على النزوح إلى ريف المدينة.

وخلال استقباله نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي خافيير كوسو، اتهم الأسد أمس قادة الدول الغربية بتقديم الدعم والغطاء السياسي للمجموعات الإرهابية، معتبراً أن ما يجري في سورية والمنطقة يؤثر بشكل كبير على أوروبا، بحكم الموقع الجغرافي والتواصل الثقافي.

وأكد الأسد، الذي يواجه تهماً في واشنطن من عائلة الصحافية الأميركية ماري كولفن بقتلها عمداً في 2012 وفي باريس من عائلة الطبيب السوري هشام عبدالرحمن الذي اغتيل في سجونه عام 2014، أن المشكلات التي تواجهها أوروبا من الإرهاب والتطرف وموجات الهجرة تعود إلى "تبني بعض قادة الغرب سياسات لا تخدم مصالح شعوبهم".

ووسط أنباء عن استعادة النظام قلعة شلف جنوب شرق كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي، خسر «جيش الإسلام» 14 مقاتلاً في تفجير انتحاري استهدف فجر أمس مطبخاً للفصيل في مدينة الضمير، شمال شرق دمشق.

وأعلنت قيادة «جيش الإسلام» في مدينة الضمير، استنفاراً عامّاً، ونشرت عشرات العناصر في المداخل والطرقات العامة، تحسباً لوجود انتحاريين آخرين في المنطقة تابعين لتنظيم «داعش».

وفي حمص، أقرت وزارة الدفاع الروسية، مساء أمس الأول، بقتل اثنين من طياريها قرب تدمر إثر إسقاط مروحية سورية كانا يستقلانها، ليرتفع بذلك إلى 12 العدد الرسمي للجنود الروس الذين قضوا منذ بدء عمليات القصف الروسية في سبتمبر الماضي دعما لنظام الأسد. في السياق، تلقى حزب العمال الكردستاني ضربة موجعة بمقتل القيادي العسكري فهمان حسين المعروف في تركيا باسم «باهوز أردال» أبرز مؤسسي الفرع السوري لحزب «العمال الكردستاني» في سورية، بعد تفجير سيارته خلال توجهه إلى مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة.

الأسد يوجه رسالة لحلفائه باللاسلكي
وجه رئيس النظام السوري بشار الأسد رسالة صوتية إلى جنوده وعناصر الميليشيات المتحالفة معه، في محافظة حلب، عبر جهاز لاسلكي عسكري، في سابقة هي الأولى من نوعها. وقالت وسائل إعلام لبنانية مقربة من نظام الأسد وحزب الله إن الرسالة الصوتية التي توجه بها الأسد إلى جنوده وحلفائه، في محافظة حلب، تمت من خلال استخدام أنظمة «التترا» اللاسلكية. ولم تحدد وسائل الإعلام اللبنانية، التي نشرت الخبر بكلمة «الحلفاء» الذين توجه إليهم الأسد برسالته الصوتية، وإن كانت تعني جميع حلفائه الروس والإيرانيين وميليشيا «حزب الله» والميليشيات العراقية والأفغانية الطائفية التي تقاتل الشعب السوري دفاعا عن الأسد. ونظام «التترا» اللاسلكي معمول به في سورية لدى أجهزة الاستخبارات وأمن الدولة وقطعات الجيش، للتخاطب ونقل الأوامر.

وهذه هي المرة الأولى التي يتوجه فيها رئيس النظام السوري برسالة إلى «حلفائه»، في حين لم يتضح إن كانت الرسالة مترجمة إلى لغة غير العربية، خصوصا أن العديد من حلفاء الأسد الذين يقاتلون دفاعا عن نظامه في حلب أو غيرها، لا يتكلمون اللغة العربية؛ كعناصر ميليشيات «فاطميون» الأفغانية، وميليشيات «زينبيون» الباكستانية، فضلا عن المقاتلين الإيرانيين.

back to top