شهدت أسواق الطاقة تقلبات متوقعة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والأنباء التي ترددت حول إضراب عمال النفط في النرويج.وقال تقرير صدر أخيراً عن موقع أويل برايس (Oil Price)، إن الخام الذي حقق قدراً من التحسن في الآونة الأخيرة تعرض من جديد لموجة من التراجع نتيجة ارتفاع قيمة الدولار، وعوامل ميدانية أخرى، وهو ما يستدعي، في رأي خبراء الطاقة، تغيير صناعة النفط استراتيجيتها بصورة سريعة وفعالة.
وعلى الرغم من أن مكاسب النفط الأخيرة أفضت إلى تحسن في أداء الأسهم الأميركية، فإن بنك غولدمان ساكس قال إن النفط لن يتمكن من الاحتفاظ بمستويات التحسن التي حققها، كما أن مستقبل إنتاج النفط في نيجيريا، على سبيل المثال، يظل غامضاً وسط غياب التوصل إلى اتفاقية نهائية للهدنة بين المسلحين والحكومة في ذلك البلد.
عوامل التغير
وبحسب تقرير «اويل برايس» توجد طائفة من العوامل وراء التغير الذي شهدته صناعة النفط، ويمكن سردها على النحو التالي:1 – لفت بنك جي بي مورغان الانتباه بشكل واضح إلى حقيقة أن وتيرة مستوردات الصين من الخام ليست مستدامة، ويمكن أن تتغير في المستقبل المنظور. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن مستويات الاحتياطي البترولي الاستراتيجي في الصين قاربت نقطة الامتلاء، ما يقلص الحاجة إلى مزيد من الاستيراد في الوقت الراهن.2 – في الميدان الاقتصادي كانت معدلات البطالة في الولايات المتحدة متباينة، وقد عكست مستويات التراجع في ميادين الإنتاج والحاجة إلى استخدام النفط في الأنشطة الصناعية والتجارية، وسط غموض صورة المستقبل وتطورات الاقتصاد العالمي.3 – الهبوط الذي شهدته أسعار الكهرباء، والذي وصل إلى 40 في المئة عما كان عليه قبل 5 سنوات على الأقل. ويرجع ذلك الى الطقس الدافئ في هذه الفترة من السنة، ولم يتأثر هذا التغير بانخفاض سعر الغاز الطبيعي على أي حال.وتوقعت أوساط الطاقة في ظل هذه التغيرات أن تعاود صناعة الزيت الصخري في الولايات المتحدة زخمها في المستقبل المنظور، كما أشارت في هذا السياق أيضاً إلى عزم واحدة من أكبر شركات انتاج الزيت الصخري في تكساس زيادة إنتاجها وعدد منصاتها في هذه السنة، وعزت تلك الأوساط هذا التغير، الذي لم يكن متوقعاً على أي حال، إلى استقرار وثبات أسعار النفط، وتحسن فرص التعافي الاقتصادي المحلي والعالمي، ما يفضي بالضرورة إلى زيادة الطلب على الخام.وبحسب تقرير «اويل برايس»، فإن هذا يأتي على الرغم من توقع خبراء الطاقة أن يكون التعافي الذي شهدته أسعار النفط في الآونة الأخيرة قصير الأجل، ومحدود التأثير بصورة عامة.الزيت الصخريوفي هذا الصدد، أعلنت شركة بايونير للموارد الطبيعية في شهر يونيو الماضي أنها ستزيد عدد منصاتها للزيت الصخري من 12 الى 17 منصة في حوض برميان خلال النصف الثاني من هذا العام، كما أنها ستضيف أول منصة جديدة في شهر سبتمبر المقبل، على أن يعقب ذلك اضافة واحدة اخرى في شهر أكتوبر ثم في نوفمبر، وتتوقع هذه الشركة أن يبدأ الإنتاج في تلك المنصات في مطلع سنة 2017.وبحسب التقرير فإن «بايونير» تتصور أن يرتفع انتاجها من الزيت الصخري بعد اضافة المنصات الخمس المذكورة بنسبة تراوح بين 13 في المئة و17 في المئة خلال العام المقبل. وسبق لهذه الشركة أن توقعت أن يحقق إنتاجها نمواً بنسبة 12 في المئة في هذه السنة. يذكر أن الولايات المتحدة أضافت 21 منصة للزيت الصخري في الفترة ما بين نهاية شهر مايو ومنتصف شهر يونيو، كما تشير أسعار النفط التي لامست الخمسين دولاراً للبرميل الى وجود شهية لدى البعض من الشركات الى العودة إلى ميدان الإنتاج... ولو بشيء من الحذر وعدم التسرع.