قذيفة إيدر تقتل الحلم الفرنسي وتتوج البرتغال

نشر في 12-07-2016
آخر تحديث 12-07-2016 | 00:12
No Image Caption
بقذيفة مباغتة من اللاعب البديل إيدر لوبيز في الوقت القاتل، توج المنتخب البرتغالي لكرة القدم بلقبه الأول في البطولات الكبيرة، ودوّن الفريق اسمه في السجل الذهبي لبطولات كأس الأمم الأوروبية، بإحراز كأس النسخة الخامسة عشرة (يورو 2016)، إثر فوزه الثمين 1-صفر على نظيره الفرنسي أمس الأول، في المباراة النهائية للبطولة.
عانقت البرتغال المجد بعد طول انتظار، وتوجت بلقبها الأول على الإطلاق، بفوزها على فرنسا المضيفة 1-صفر، بعد التمديد أمس الأول، على "ستاد دو فرانس" في ضاحية سان دوني الباريسية، في المباراة النهائية لكأس أوروبا 2016.

وتدين البرتغال بتتويجها الغالي وبجعل فرنسا تتذوق المرارة نفسها، التي تذوقها برازيليو أوروبا عام 2004 على أرضهم، حين خسروا النهائي السابق الوحيد امام اليونان (صفر-1)، إلى مهاجم ليل الفرنسي البديل ايدر، الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 109.

وبدأت الأمسية حزينة جداً بالنسبة لكريستيانو رونالدو، الذي اضطر إلى ترك رفاقه في الدقيقة 25 من المباراة بسبب إصابة تعرض لها في بداية اللقاء، بعد احتكاك مع ديميتري باييت، تاركاً مكانه لريكاردو كواريسما، لكن ايدر، الذي دخل في الدقيقة 78 بدلاً من ريناتو سانشيز، أعاد لنجم ريال مدريد الإسباني الابتسامة، وأهداه لقبه الأول مع بلاده، بعد أن جمع جميع الألقاب الممكنة على صعيد الأندية.

ديشان بالتشكيلة نفسها

وخاض ديشان اللقاء بالتشكيلة نفسها التي أطاحت بألمانيا من الدور نصف النهائي (2-صفر)، مجدداً الثقة بموسى سيسوكو، والمدافع الشاب سامويل أومتيتي، فلعب الأول إلى الجهة اليمنى من وسط الملعب، الذي اعتمد الفرنسيون فيه على بول بوغبا وبلايز ماتويدي لشغل مركز لاعبي المحور، فيما لعب الثاني في قلب الدفاع إلى جانب لوران كوسييلني.

أما من ناحية البرتغال، فعاد الى التشكيلة الأساسية مدافع ريال مدريد بيبي، بعد تعافيه من إصابة في الفخذ أبعدته عن مواجهة ويلز (2-صفر) في دور الأربعة، فحل بدلاً من برونو الفيش، كما عاد إلى تشكيلة فرناندو سانتوس لاعب الوسط المحوري وليام كارفاليو، الذي لعب على حساب دانيلو، بعد انتهاء ‘يقافه.

ومرة أخرى، وضع سانتوس ثقته بالشاب ريناتو سانشيز الذي أصبح أصغر لاعب يشارك في نهائي البطولة القارية (18 عاماً و326 يوماً)، فيما أصبح القائد ونجم الفريق كريستيانو رونالدو اول لاعب يبدأ أساسياً في مباراتين نهائيتين (2004 و2016) يفصل بينهما أكثر من أربعة أعوام.

فرنسا تبادر بالضغط

وكما كان متوقعاً، ضغط الفرنسيون منذ البداية بحثاً عن هدف مبكر، لكن الفرصة الأولى كانت برتغالية، عندما كسر لويس ناني مصيدة التسلل، لكنه أطلق الكرة قوية فوق العارضة (4)، ثم ردّ رجال ديشان بفرصة أخطر من رأسية لغريزمان، إثر عرضية من ديميتري باييت تألق روي باتريسيو في صدها (10)، وكرر الأمر في وجه رأسية أخرى من أوليفييه جيرو بعد الركلة الركنية، التي نفذها باييت أيضاً (11).

وشهدت الدقائق العشرون الأولى معاناة رونالدو مع إصابة تعرض لها في بداية اللقاء، بعد احتكاك مع باييت واضطر إلى الخروج من الملعب من اجل العلاج مرتينن وفي الثانية كانت الدموع في عينيه، لكنه عاد إلى الملعب لدقائق معدودةن قبل أن يستسلم، ويطلب استبداله في الدقيقة 24 فخرج على الحمالة، تاركاً مكانه لكواريسما، بعد فرصة خطيرة للفرنسيين من تسديدة صاروخية لسيسوكو صدها روي باتريسيو ببراعة.

وفرض سيسوكو نفسه نجم الشوط الأول بعد مجهود فردي رائع آخر وتسديدة صاروخية من داخل المنطقة، لكنه اصطدم مجدداً بتألق الحارس البرتغالي (34).

ثم غابت الفرص حتى نهاية الشوط الأول، وبقي الوضع على حاله في بداية الثاني ما دفع ديشان إلى إخراج باييت والزج بكينغزلي كومان (58) بحثاً عن هدف التقدم، الذي كاد أن يتحقق في الدقيقة 66 برأسية من غريزمان لكن محاولة هداف البطولة علت العارضة بقليل.

فرصة التتويج في الوقت القاتل

ثم حصل رجال ديشان على فرصة أخرى في الدقيقة 75 بعد مجهود فردي مميز لكومان، الذي مرر الكرة لجيرو داخل المنطقة فسدد الأخير بقوة، لكن روي كوستا تألق وأنقذ بلاده مجدداً، وانتقل بعدها الخطر إلى الجهة المقابلة، حيث اضطر هوغو لوريس إلى التدخل للمرة الأولى من أجل الوقوف بوجه عرضية، تحولت إلى تسديدة خادعة من ناني، ثم بوجه المتابعة الأكروباتية الخلفية لكواريسما (80).

وواصل روي باتريسيو تألقه في وجه المحاولات الفرنسية وحرم سيسوكو من هدف رائع إثر تسديدة صاروخية من حدود المنطقة (84).

وعندما كان الوقت الأصلي يلفظ أنفاسه الأخيرة، اعتقد الفرنسيون أنهم توجوا باللقب، لكن الحظ عاند البديل اندريه-بيار جينياك، الذي تلاعب ببيبي بشكل رائع، قبل أن يسدد من مسافة قريبة، لكن القائم الأيسر ناب عن روي باتريسيو وأنقذ البرتغال (2+90).

وذهبت المباراة بعدها إلى شوطين إضافيين، للمرة السادسة في تاريخ المباريات النهائية للبطولة القارية، لكن للمرة الأولى والتعادل السلبي سيد الموقف.

ولم يتغير الوضع في الشوط الإضافي الأول، الذي جاء دون فرص حقيقية على المرميين حتى الدقيقة 104، عندما اضطر لوريس للتدخل ببراعة للوقوف في وجه رأسية قوية من البديل ايدر إثر ركلة ركنية نفذها كواريسما من الجهة اليمنى.

وفي بداية الشوط الإضافي الثاني، كادت البرتغال أن تهز الشباك الفرنسية من ركلة حرة نفذها رافاييل غيريرو إثر لمسة يد غير صحيحة على لوران كوسييلني، لكن العارضة نابت عن لوريس وأنقذت أصحاب الأرض (108).

لكن سرعان ما عوض البرتغاليون هذه الفرصة، وافتتحوا التسجيل بهدف رائع لايدر إثر لعبة جماعية أنهاها بتسديدة أرضية من خارج المنطقة إلى يمين لوريس الذي عجز عن صدها (109)، ليصبح سادس بديل يسجل في المباراة النهائية بعد الألماني أوليفر بيرهوف (1996) والفرنسيان سيلفان ويلتورد ودافيد تريزيغيه (2000) والإسبانيان فرناندو توريس وخوان ماتا (2012).

بدت فرنسا تائهة بعد هذا الهدف القاتل وعجزت عن بناء الهجمات ما سهل من مهمة البرتغاليين في الدقائق الأخيرة، ومهد الطريق أمامهم لرفع الكأس الغالية.

back to top