بين مؤسستين
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
الباحثان الاقتصاديان دارون أسميغلو وجيمس روبنسون في كتابهما "لماذا تفشل الأمم، جذور السلطة والرفاه والفقر" المنشور عام 2012 يحددان معيار الفرق بين مدينتي نوغالس الأميركية و"نوغالس" المكسيكية، وأيضاً الخلاف بين المليارديرين بيل غيتس وكارلوس سليم في هيمنة المؤسسات الاستخلاصية (الاستخراجية) extractive institutions بالمثال المكسيكي، وسلطة المؤسسات الشاملة inclusive instituions بالدولة الأميركية وبقية الدول المتقدمة... قد تكون الترجمة السابقة غير معبرة عن نوعية المؤسسات المهيمنة في تلك الدولة، لكن يمكن القول إنه في دول المؤسسات الاستخلاصية تهيمن قلة سياسية على مقادير السلطة وتحول مقدرات الدولة الطبيعية لمصلحتها الخاصة، فتصادر السياسة والاقتصاد وينتشر وباء الفساد السياسي والإداري، بينما في دول المؤسسات الشاملة تكون هناك سيادة مؤسسة القانون العادلة، ويضمن هذا القانون الملكية والتعددية. يجوب الباحثان المكان والزمان، من إفريقيا في دول ما تحت الصحراء الكبرى إلى شرقنا العربي ثم الغرب الأوروبي، ثم الشرق في الصين والهند، دائماً هناك السؤال المضني: لماذا تفشل أمم بينما تنجح أمم أخرى؟ الإجابة ليست سهلة، وليست وصفة قاطعة، لكن يبقى معيار "المؤسسات السائدة" عند أنظمة الحكم وتطورها، بمعنى تقدمها وتراجعها وترددها بين الحالتين "الاستخلاصية او الشاملة" هو معيار نظرية الباحثين... لنا أن نسأل أنفسنا الآن عن نوع المؤسسات المهيمنة في العالم العربي، أو في دول الخليج، وكيف يمكن وصف مؤسساتنا بالكويت، استخلاصية احتكارية أم شاملة تعددية؟ لنفكر في الإجابة قليلاً، وكيف كنا وكيف أصبحنا… وللحديث بقية.