ورد في أكثر من مصدر تاريخي، وأولها كتاب "تاريخ الكويت" للشيخ عبدالعزيز الرشيد، أنه قبل استقرار العتوب على أرض الكويت، وكانوا حينئذ في الصبية، استعدت قبيلة الظفير للهجوم عليهم، وفي طريقها لمواجهتهم قبضوا على أحد الرجال المنتمين إلى العتوب وكادوا يقتلونه لولا أنه تعهد وحلف بأنه لن يخبر العتوب بالأمر، فتركوه ولم يقتلوه. وما كاد يصل إلى جماعته، حتى قال أبياتاً شعرية يفهم منها أن هناك خطراً وشيكاً قادماً إليهم، ففهم قادة العتوب ذلك وقرروا الارتحال من الصبية، وشاء الله تعالى أن ينزلوا على أرض الكويت قرب الكوت ويستقروا في هذا المكان إلى اليوم. الأبيات الشعرية الركيكة الوزن تقول ما يلي:
"عمِّر الغليون يا دولهترى الايام معلولةحلفت بالله ماقوله"ويفهم من هذه الأبيات التاريخية أن القائل، الذي لا نعرف اسمه، كان يخاطب شخصاً آخر اسمه "دوله"، وهو أيضاً لسنا على علم بمن هو أو إلى أي قبيلة أو عائلة ينتمي. إلا أننا يمكننا أن نتكهن أو نجتهد لمعرفة شخصية "دوله" استناداً إلى بعض القرائن والوثائق المتوافرة اليوم أمامنا. وأولى هذه القرائن وجود أسرة كويتية لقبها "الدوله" مازالت موجودة إلى اليوم، وهي إحدى عائلات القناعات، وينتمي إليها لاعب النادي العربي والمنتخب الوطني السابق عبدالرحمن الدوله. ورغم أن هذه العائلة قليلة العدد اليوم، بل يكاد نسلها ينقطع، فإن أهل الكويت القدماء يعرفونها ويعرفون أين كانت تسكن، بل يبدو أن هذه الأسرة الكويتية كانت تحظى بمرتبة اجتماعية مرموقة في يوم من الأيام، وذلك لأن اسمها تم إطلاقه على ساحة فاضية (براحة كما نسميها باللهجة الكويتية) بمدينة الكويت منذ حوالي مئة وخمسين عاماً. فقد ورد في الوثيقة العدسانية المؤرخة بتاريخ 13 جمادى الثاني سنة 1285 هـ الموافق 30 سبتمبر 1868م ما يلي:"الباعث لتحرير هذه الاحرف الشرعية هو انه لما توفي محمد بن يوسف والحال منه مديون ورفع غرماه الامر في ذلك الى الشيخ ادعيج ابن جابر وامر ببيع البيت ليوفي به دينه وباعه الشيخ ادعيج ابن جابر على حامل هذا الكتاب اسليمان ابن بدر وهو ايضا قد اشترا منه البيت المحدود قبلتا الطريق النافذ وشمالا براحة الدوله وشرقا بيت اعيال عبدالعزيز المطوع وجنوبا السبخة بثمن قدره وعدده الف وسبعين قران، سلم الثمن بتمامه وكماله المشتري المذكور بيد البايع المزبور فبموجب ما ذكر صار البيت المذكور مالا وملكا لسليمان المذكور يتصرف فيه كيف يشاء ويختار. حتى لا يخفى جرا في 13 جماد الثاني سنة 1285هـ".هذه الوثيقة تشير بشكل واضح إلى وجود براحة في فريج الجناعات في وسط مدينة الكويت تسمى براحة الدوله، ويقع حولها وبجانبها عدة منازل منها بيت محمد بن يوسف وسليمان بن بدر وعيال عبدالعزيز المطوع، وجميعهم ينتمون إلى القناعات.من كل ذلك، يمكننا أن نقول إن الرجل المسمى "دوله" هو جد أسرة "الدوله" الكويتية التي تنتمي إلى عائلة القناعات المعروفة، ولكني لا أستطيع الجزم بذلك إنما هو اجتهاد قابل لأن يكون صحيحاً أو غير صحيح.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ: «عَمِّر الغليون يا دولَه»
30-10-2015