يقدّم المخرج رامين بهراني، الذي شارك أيضاً في كتابة السيناريو، فيلم 99 Homes بطريقة تبرز الخوف المرافق لعمليات حبس الرهن والطرد البشعة، مع تقديم تلك الطيور الجارحة المال مقابل المفاتيح وتحليقها فوق جثث أصحاب المنازل الذين تخلفوا عن السداد. تبدو أول عملية طرد نراها في الفيلم قاسية جداً، فيما تقبع الكاميرا المحمولة باليد مرتجفة في الخلفية لتشهد على أحد أسوأ الأيام في حياة هذه العائلة. تتألف الأخيرة من دينيس ناش (أندرو غارفيلد)، ابنه كونور (نواه لوماكس)، وأمه (لورا درن). فرغم محاربة حبس الرهن في المحكمة، يحضر رجال الشركة إلى منزله برفقة عميل شركة العقارات الباهت ريك كرافر (مايكل شانون) ليرموا هذه العائلة وممتلكاتها على العشب في الخارج.
لا شك في أن هذه المشاهد قوية ومؤثرة جداً. ونفاجأ بغارفيلد بدور الأب المتوحد وعامل البناء من الطبقة الوسطى الذي تدفعه الحياة إلى شفير الهاوية. فعندما يجد دانيس نفسه في وضع حرج، باذلاً قصارى جهده ليؤمن قوت عائلته، يبحث عن أي وظيفة يمكنه الحصول عليها، علماً أن الوظائف كانت نادرة في تلك المرحلة. فالوحيد الذي يقدم له المال النقدي مقابل العمل هو ريك. ورغم عدم ارتياحه لوحش العقارات القاسي هذا، لا يكون أمام دانيس أي خيار. وبما أنه مستعد للقيام بأي عمل، يصبح يد ريك اليمنى. وهكذا يغرق في مجال العمل نفسه الذي أدى إلى طرد عائلته من منزلها.لكن معالم شانون القاسية تصبح أكثر رقة وراء واجهة رجل الأعمال الكبير في قطاع العقارات في أورلاندو: سيارة رانج روفر، عشيقة، شعر مصفف... وتستطيع بالتأكيد أن ترى بوضوح ما يشد دانيس إليه، علماً أن ريك غالباً ما يُنتقد بسبب هذه الصفة: فهو يتحدث دوماً عن القواعد والقوانين والأرقام، ما يتناقض تماماً مع المأساة والفوضى اللتين تلفان ما تبقى من حياة دانيس. يقدم له ريك فرصة جني المال الوفير، أكثر مما يستطيع أن ينفق.لكن ريك أكثر ذكاء مما قد نظن. فهو يدرك تماماً القوى التي تولد أوضاعاً مماثلة، مؤكداً لدانيس أن {الولايات المتحدة بُنيت على إنقاذ الفائزين!}. فقد بنى حياته من الصفر وأقسم ألا يصبح مثل والده، الذي خذله النظام. يضفي غارفيلد مقداراً كبيراً من التعاطف على أدائه، ما يبرهن أن دانيس ليس الرجل المناسب لهذا النوع من الأعمال. فالتفاؤل والتضحية بالذات من أبرز خصاله، ما يعني أنه لن ينجح في العيش كما يحيا ريك.ينتقل الفيلم في النهاية من قصة النضال والخيارات الشخصية الأكثر أهمية، تعقيداً وصعوبة إلى الأفكار العادية بشأن النزاهة في العمل، التي تُعتبر نقطة أقل إلحاحاً في مسألة الحياة والموت هذه. رغم ذلك، يبقى 99 Homes أحد الأفلام الأكثر إثارة للخوف هذه السنة. صحيح أنه يركز على حقبة محددة، لكن هذه الحقبة لا تزال حية في الذهن وما من سبب يدفعنا إلى الاعتقاد أنها لن تتكرر.
توابل - Movies
99 Homes... لمحة مخيفة عن أزمة العقارات
07-10-2015