المعرض الحزين
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ما يحصل في معرض الكتاب العربي الأربعين المقام حالياً في الكويت يثير أكثر من علامة استفهام حول الدور الرقابي الذي تمارسه الدولة على الكتب، فهناك تهميش وإقصاء لكل ما هو جيد وهادف وتكريس لكل ماهو تافه وفارغ من المعنى، ولن نحسن الظن ونقول إن الأمر يتم دون إدراك من القائمين على المعرض، بل سنقول إن ما يحدث يدل بصورة واضحة على أن الحجة التي يستند عليها الرقيب في منع الكتب تثبت ما نقول... أغلب الكتب الكويتية التي تم منعها هذا العام جاء منعها تحت بند الإخلال بالآداب العامة، وهي كلمة فضفاضة لا يحكمها سوى وعي الرقيب وقد يختلف عليها الرقباء في ما بينهم، فيرى أحدهم منعها ويرى الآخر العكس.ولكن المثير للريبة هو السماح لكتب محلية دون المستوى الأدبي المقبول وتتضمن كل ما تحاربه الرقابة تحت مسمى الآداب العامة ويقبل عليها مراهقون ومراهقات، وبالمثل هناك روايات عربية وأجنبية يتم السماح بها، وهي أكثر جرأة من كتابتنا المحلية. إذاً المسألة ليست كما أعلنت الرقابة في منع كتب الروائيين في الكويت، بل هي إقصاء متعمد لما هو جيد.ومرة أخرى نحن ضد أي شكل من أشكال الرقابة، ومع اللجوء للقضاء في حال الاعتراض على نشر كتاب ما وللقضاء وحده الحق برفع الضرر عن المتضرر من النشر. نعلم بأن مشكلة الرقابة لن تنتهي، ونعلم أن رقيب اليوم ليس رقيب الأمس ورقيب الغد ليس رقيب اليوم، وما يمنع في هذا العام سيجاز في العام المقبل أو الذي يليه، ما يهمنا هو وضع آلية حقيقية للرقابة التي علينا أن نتعامل معها بشكل أو بآخر. هذه الآلية هي إحالة الكتب إلى مختصين حسب جنسها الأدبي، فلا يمكن لرجل دين، مثلا، أن يراقب روائياً والعكس صحيح. وكذلك نرى معاملة معرض الكتاب باستثنائية مدتها عدد أيامه كما يحدث في الدول المجاورة لنا التي تماثلنا اجتماعياً وسياسياً.