الملحّن جان - ماري رياشي: أقدّم مفهوماً موسيقياً عكس السائد

نشر في 24-12-2015
آخر تحديث 24-12-2015 | 00:00
No Image Caption
أطلق الموزع والملحن جان- ماري رياشي النسخة الثانية من ألبوم {بالعكس} (إنتاج شركةJMR)، يتضمن أغاني عربية وغربية أعاد توزيعها وأضاف مقاطع موسيقية من تأليفه الخاص، ويتميّز بمشاركة الفنانيْن العالميين خوليو إيغليسياس وجون ليجند إضافة إلى فنانين لبنانيين.

حول ألبومه وإنتاجه موسيقى The Voice kids تحدث إلى {الجريدة}.

كيف تقيّم أصداء ألبوم {بالعكس 2}؟

لم نستطع لمس الأصداء بعد لأننا أطلقناه منذ شهر فحسب.

بم تتميّز هذه النسخة عن السابقة؟

يضم الألبوم ضيوفاً عالميين على غرار خوليو ايغليسياس وجون ليجند، وهذه خطوة مهمّة توّجت العمل النوعي الذي نقدّم. ويتضمن سبع مقطوعات موسيقية وأغاني مزجنا فيها الموسيقى الشرقية والغربية. في ما يتعلق بالتوزيع، وقّعنا اتفاقاً مع شركة عالمية هي Sony Music، فضلاً عن تميّز الألبوم بالنضج الموسيقي، ذلك أننا حضّرنا الأغاني في الاستوديو الخاص بنا ثم سجّلناها في فرنسا.

كيف حققت التعاون مع «خوليو» و{جون»؟

لا يقبل أي فنان أداء أغنية أو المشاركة في عمل، ما لم يقتنع بالمستوى الموسيقي الذي يُعرض عليه، لذا لو لم يقتنعا بمشروعنا لما وافقا على المشاركة فيه. إنه مشروع موسيقي فنّي بحت، يقدّم مفهوماً موسيقياً معيّناً بعيداً من المبدأ التجاري الربحي. عندما أرسلنا الى خوليو النسخة المعدّلة من أغنية Je n’ai pas changé حصلنا على الموافقة خلال 24 ساعة. أمّا جون، فعندما سمع أغنية All of me دعاني لمرافقته عازفاً في حفلته بمعيّة موسيقيين لبنانيين. هذا دليل على أن أعمالنا، رغم معاناتنا من تسويق الموسيقى الراقية، تلقى استحساناً متى وصلت إلى الخارج.

وفق أي معيار اخترت توزيع هذه الأغاني دون سواها؟

اخترت الأغاني التي أحبها ونشأت عليها وتدغدغ حنيني إلى الموسيقى التي أحبّ. أمّا الأغاني المؤلفة فهي نتاج خبراتي الحياتية. على كلّ، لم أُعد توزيع الأغاني إنما عدّلت فيها، وأضفت إلى كلّ منها مقطوعة موسيقية من تأليفي، مثل «تفتة هندي» التي ما إن يُستهلّ مطلعها، حتى يبدأ مقطع موسيقي من تأليفي، لنعود مجدداً إلى الأغنية وهذا ينطبق على الأغنيتين الغربيتين أيضاً.

ما سبب انتظارك ستة أعوام لتقديم الألبوم الجديد؟

بعد إطلاق الألبوم الأول، انشغلت ثلاثة أعوام في إنجاز أعمال فنيّة أخرى، وفي السنوات الثلاث الباقية عملت بتأنٍ على إنجاز الألبوم من دون التفرّغ له، فكنا نسجّل الأغاني في أوقات الفراغ، ولم يكن من السهل جمع كم من الفنانين في ألبوم واحد. في الحقيقة، لا يمكن أن نتوّقع أن تعيش الموسيقى المعدّة سريعاً طويلا.

من غير المتعارف عليه إطلاق ملّحن أو موّزع ألبوماً موسيقيّاً، فما الذي حفّزك على ذلك؟

هذا سبب العنوان «بالعكس»! فمضمون الألبوم ومفهومه الموسيقي عكس السائد. مع الإشارة إلى أن الألبوم الأخير أعاد الألبوم الأول إلى الواجهة فطُلب مني تأمينه مجدداً في السوق.

ألا تعرقل الظروف العامة في المنطقة مسيرة الأعمال الفنيّة؟

طبعاً، فقد أجّلنا إطلاق الألبوم بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد. الأوضاع الراهنة غير مؤاتية للإبداع الموسيقي، لذا لم أعد أتابع النشرات الإخبارية إلا عند الضرورة، لأن لا شيء فيها يوحي بالفرح والأمل والموسيقى والفنّ.

تقصد أن الفنان يتأثّر نفسياً بهذه الأوضاع؟

طبعاً، لأن عملنا يحتاج إلى راحة بال ومزاج جيّد وفرح، حتى الموسيقى النابعة من المعاناة لا علاقة لها بالمعاناة السياسية والبيئية والأمنية، فما نراه مقرف لا يمكن أن نستوحي منه إبداعاً فنّياً.

هل الموسيقى راهناً في انحدار أم ثمة بوادر رقيّ في الأفق؟

هنا يكمن دور الإعلام في الإضاءة على الأعمال الراقية. طالما توافرت موسيقى هابطة أو شعبية أو «كاباريه» إنما لم تستطع، يوماً، خرق باب الإعلام، لذا كنا نجدها في المقاهي والملاهي فحسب. لكنها راهناً تسيطر على الإعلام بسبب المبدأ التجاري الذي أصبح معياراً متبعاً لبثّ الأغاني وتسويقها، فكيف يمكن الاستمرار في واقع تفرض فيه الماديّات تراتبية الأغاني في الإذاعات؟

هل من مشروع إحياء حفلات في لبنان؟

أحيينا منذ أسابيع حفلة مباشرة في موناكو بحضور الأمير ألبير. كانت عبير نعمة المغنية الأساسية فيها بمشاركة عازف جاز فرنسي، وتشكل هذه الحفلة أول خطوة لإحياء حفلات أخرى هنا.

آراء ومستويات

كيف اخترت الفنانين المشاركين في الألبوم؟

يتميّز هذا المشروع بعفويته، ولم أخطط مسبقاً للتعاون مع عاصي الحلاني وعبير نعمة ويارا ولارا اسكندر، إنما جاء ذلك بطريقة عفوية إبّان تسجيل أعمالهم لدينا في الاستوديو.

كيف تصف صوت «عبير نعمة»؟

رائع، أحد أهم الأصوات في المنطقة العربية من دون منازع.

ويارا؟

صوتها مخملي دافئ يضيف نكهة جميلة إلى الأغنية.

وعاصي الحلاني؟

أظهر خفة ظل وروح المشاكسة في أغنية «آلو دوللي».

وقّع الشاعر نزار فرنسيس أغاني الألبوم، لماذا لم تتعاون مع سواه؟

يجمعنا انسجام فنّي عميق وصداقة، لذا نتعاون في غالبية المشاريع الفنية، وعندما نجتمع يسهل توارد الأفكار بيننا.

ما الإضافة التي تحققها في مزج نوعي الموسيقى الغربية والشرقية؟

من قال إن الآلات الموسيقية حكر على الشرق أو الغرب، فقد استخدم عبدالوهاب وفريد الأطرش والرحابنة البيانو في أعمالهم، وهل الناي يعزف الشرقي فحسب؟ وُجدت الآلات الموسيقية لتطويعها لخدمتنا، وهذه ميزة الثقافة الموسيقية التي نستطيع من خلالها تقريب الموسيقى الغربية إلى المجتمع الشرقي، والعكس.

أي مستوى ثقافي موسيقي تراه سائداً راهناً؟

يفتقد الجيل الجديد إلى الثقافة الموسيقية، فإما يسمع الشرقي القديم أو الغربي، وهذا ما اكتشفته في برنامج The Voice kids، فضلا عن قلة اكتراث هذا الجيل بالأغاني العربية العصرية. الموسيقى مرآة المجتمع، ونلحظ أخيراً ضياعاً في هوية المجتمعات، التي تحتاج إلى غربلة ليبقى الفنّ القديم الأصيل.

صحيح أن الموسيقى الكلاسيكية تطوّرت عبر الزمن لكننا نشهد راهناً موسيقى ما يسمّى {المونولوج} أو موسيقى {القرى} المغنّاة في الخيام والأعراس القروية، وهي ترمز إلى مجتمع معيّن لكنها لن تدوم. من جهة أخرى، إذا لم يكن الفنان مثقفاً موسيقياً ويتكل على المنتج أو مدير الأعمال أو الملحّن والموزع في اختيار أغانيه، فأي مستوى فنّي سينتج إذا كان هؤلاء يفتقدون إلى ثقافة موسيقية؟ تخوّل هذه الثقافة الفنان التمييز بين اللحن الأصيل وبين المستنسخ، وتدفعه إلى تقديم عمل مبتكر بمعية الملحن.

ماذا عن مستوى بعض الشعراء والملحنين؟

ثمة من يدّعي أنه شاعر أو ملحّن، ويقدم موسيقى لا تحترم المرأة والمجتمع وتشبه إيقاعات الحرب.

هل تقف عند عتبة العالمية من خلال ألبوم «بالعكس 2»؟

تكمن العالمية بالنسبة إليّ في المستوى وليس في تقديم أغنية فرنسية وأجنبية. ما قدمّته سابقاً أوصلني تدريجاً إلى هذا الألبوم. تعبت لتحقيق ما أنا عليه اليوم، وبرأيي لا يقبل أي فنان التعاون معنا لو لم نكن عند المستوى الموسيقي الراقي. ولست وحيداً في ذلك، فثمة فريق عمل يعمل في الاستوديو لتقديم مستوى راقٍ، ولأجل التعاون مع موسيقيين ممتازين وتقديم ميكساج جميل. صحيح أننا لا نعرف وجهتنا المستقبلية لكننا، على الأقل، نعمل بضمير لا من مبدأ «ماذا سأجني في المقابل»، لأن هذا المبدأ ما كان ليوصلني إلى ما حققته راهناً.

«أدونيس» و The Voice kids

ما جديد فرقة {أدونيس}؟

تمثل هذه الفرقة نوعاً موسيقياً جديداً بوجه شعبي وعصري، لذا أتمنى أن يضيء الإعلام عليها، خصوصاً أن أغنيتها الأولى «إذا شي نهار» حققت نجاحاً.

لماذا نفتقر، برأيك، إلى فرق موسيقية مماثلة في الشرق؟

لأن غرور المطرب يدفعه إلى إلغاء من حوله. برأيي، يجب أن نطوّر هذا النوع الموسيقي الذي يمكن لأعضاء الفرقة التميّز والانطلاق فردياً بعد تحقيق نجاح جماعي، مثل «بيتلز» التي أصبح كل فرد فيها نجماً بحد ذاته.

ما تفاصيل برنامج The Voice kids؟

أنا المنتج الموسيقي للبرنامج. صوّرنا حلقاته وتتبقى حلقتان مباشرتان عبر الهواء. سيفاجأ الجمهور بمستوى أصوات المشتركين الأطفال. شكّل البرنامج تحدياً كبيراً لنا، فأعددنا توزيعاً جديداً للأغاني التي ستُعزف مع الفرقة الموسيقية. أتمنى ألا يأفل نجم المواهب المشتركة مع انتهاء البرامج.

هل تُظلم المواهب في هكذا برامج برأيك؟

طبعاً، لأن المؤسسات الإعلامية تجارية تبتغي الربح وقد لا تكترث شركات الإنتاج لهذه المواهب، هنا يبدأ التحدي عند المغنّي. شاركت في استوديو الفن لإبراز مواهبي، ثم عملت على تطوير مؤهلاتي. إنها عملية تطوير للذات والاجتهاد للوصول. لا أحد يدعمنا إذا لم ندعم أنفسنا.

 

ما رأيك بالجيل المشارك في البرنامج؟

أنا متفائل لأنني أرى جيلاً جديداً مميزاً لامتلاكه ثقافة موسيقية، اذ لا يكفي أن نتمتع بصوت جميل وشكل جميل، بل التمتع بخط فني خاص وإلا لا يتحقق التميّز.

بعد الألبوم الميلادي «كستانا»، ما جديدك؟

صوّرنا هذا الألبوم الميلادي العائلي بشخصيات كرتونية فرحة شبيهة بالعيد، وعرضناه عبر قنواتي الخاصة على «يوتيوب».

back to top