الإسكندرية: الجنيه غَلب الكارنيه
هدايا «الوطني» أجهزة كهربائية و«السلفي» يرد بتوزيع «سوفالدي»
يبدو المشهد الانتخابي في مدينة الإسكندرية الساحلية، المطلة على البحر المتوسط، معقل حزب «النور» السلفي، شبه مرتبك، رغم ما يشهده من صراع على أصوات الناخبين، في الانتخابات البرلمانية، وإن كانت المؤشرات الأولية، تشير إلى حصول مرشحي «النور» على نسبة من مقاعد البرلمان، خاصة في «الفردي»، خصوصاً في الدوائر التي كان يتقاسمها سابقاً مرشحو جماعة «الإخوان» المحظورة والدعوة السلفية.بلغ عدد المرشحين في الدوائر الانتخابية بالمحافظة، نحو 390 مرشحاً، يتنافسون للفوز بـ 25 مقعداً في البرلمان، في 10 دوائر انتخابية، وتنافس 4 قوائم لتحالفات الأحزاب على أصوات قائمة «غرب الدلتا»، التي تضم محافظات الإسكندرية، البحيرة ومطروح، وهي قوائم «النور» و«في حب مصر» و«ائتلاف الجبهة المصرية» إضافة إلى قائمة «فرسان مصر».
تضم قائمة «في حب مصر» في الإسكندرية، غالبية من رموز الحزب الوطني «المنحل»، على رأسهم رجل الأعمال محمد فرج عامر، وسحر طلعت مصطفى، شقيقة رجل الأعمال المعروف هشام طلعت مصطفى، والدكتورة سوزي عدلي ناشد، بينما يقود قائمة «النور» رئيس الحزب يونس مخيون، المقيم في محافظة البحيرة، ومساعد رئيس الحزب للشؤون الثقافية أحمد خليل، ومساعد رئيس الحزب للشؤون القانونية طلعت مرزوق، إضافة إلى رئيس «رابطة أقباط 38» نادر الصيرفي.ونظراً إلى أن حجم المنافسة بين التيارين المدني والديني بلغ في الإسكندرية حداً غير مسبوق، انتشرت في المدينة عبارة «الجنيه غلب الكارنيه»، التي تؤشر إلى أن «الفلول» وأصحاب رأس المال قد يفوزون على حاملي كارنيه حزب «النور» السلفي، وهو ما اعتبره الباحث السياسي ومنسق التيار الليبرالي بالمدينة الساحلية رشاد عبد العال، ردة حقيقية للأوضاع لما قبل 25 يناير 2011، وأضاف: «عودة ظهور ثنائية المال السياسي والمتدثرين بعباءة الدين، والغياب الواضح للقوى السياسية والإصلاحية عن المشهد، يشيران إلى أن الفوز سيكون في صالح المنتمين للحزب الوطني، ومرشحي النور».وعلى جدران الإسكندرية، يبدو لافتاً ظهور رأس المال السياسي، في الدعاية التي يقوم بها مرشحون ينتمون إلى الحزب «المنحل»، وسط حديث عن رشا انتخابية على شكل هدايا «أجهزة كهربائية»، في وقت يقوم «النور» بتنظيم معرض لبيع مستلزمات المدارس والمنتجات الغذائية واللحوم بأسعار مُخفضة، فضلاً عن توزيع دواء «سوفالدي» لعلاج مرضى الكبد، بأسعار مخفضة داخل مقاره الانتخابية، ما دفع مديرية الصحة بالإسكندرية إلى تحذير الحزب رسمياً، ومداهمة مقاره.