مع دخول المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أسبوعها الثاني، تحول يوم أمس إلى جمعة غضب شهدت مسيرات فلسطينية احتجاجا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية المحتلة.

Ad

وتخللت المسيرات الفلسطينية التي انطلقت في الضفة وغزة مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي أسفرت عن إصابة العشرات من المتظاهرين، فضلا عن سقوط قتلى.

وحظرت إسرائيل دخول المسجد الأقصى في المدينة القديمة بالقدس على من هم دون سن الخامسة والأربعين، أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد عدة أيام من العنف وسلسلة من هجمات الطعن.

وشهد ليل الخميس ـ الجمعة سلسلة مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، واعتداءات شنها مستوطنون على منازل المدنيين.

مواجهات وقتلى

وشهدت مدينة الخليل أعنف المواجهات بالضفة، في حين اندلعت اشتباكات بين شبان وصبية فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي في أعقاب تظاهرة شارك فيها مئات الشبان «تضامنا مع القدس» ووصلت إلى المنطقة الحدودية شرق غزة.

وقتل 6 شبان وأصيب 20 بينهم أربع حالات خطرة برصاص الجيش الإسرائيلي خلال المواجهات التي اندلعت قرب نقطة نحال العوز الإسرائيلية عند منطقة الشجاعية شرق غزة.

من جهتها، قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي إن 200 فلسطيني اقتربوا من السياج الحدودي وقاموا بإلقاء الحجارة على قوات الجيش التي ردت بإطلاق النار على المحرضين الرئيسيين، لمنع تقدمهم وتفريق أعمال الشغب»، مشيرة إلى وقوع «خمس إصابات» بصفوف الجيش.

وفي المنطقة الشرقية الحدودية مع إسرائيل في خان يونس جنوب القطاع، أصيب مواطنان فلسطينيان آخران برصاص الجيش الإسرائيلي حالة أحدهما «خطرة».

طعن متبادل

إلى ذلك، تواصلت عمليات الطعن التي يقوم بها فلسطينيون، وقتل فلسطيني بعد أن طعن شرطيا إسرائيليا عند مدخل مستوطنة كريات 4 المعروفة بمستوطنيها المتطرفين قرب مدينة الخليل.

وفي مدينة العفولة شمال اسرائيل، أصيبت شابة عربية إسرائيلية (29 عاما) بالرصاص بعد أن حاولت طعن حارس في مدخل محطة الحافلات في المدينة. وكان فتى يهودي أصيب أمس بجروح طفيفة خلال طعنه في القدس، في حين تم اعتقال فلسطيني عمره 18 عاما بتهمة طعنه.

في المقابل، أقدم يهودي على طعن فلسطينيين اثنين واثنين من العرب الإسرائيليين في حادثين منفصلين بديمونا، جنوب اسرائيل، واعتقل بعدها.

وهجوم ديمونا هو الأول الذي يقدم عليه يهودي ضد عرب منذ بدء موجة العنف في مطلع أكتوبر الجاري. وقالت الشرطة إن دوافع منفذ الهجوم «قومية» انتقاما من طعن إسرائيليين على يد فلسطينيين.

ودان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية الطعن التي شهدتها ديمونا، قائلا إن القانون سيعاقب الجميع عربا ويهود.

وأشارت آخر أرقام لوزارة الصحة الفلسطينية إلى أن حصيلة المواجهات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ اندلاعها مطلع أكتوبر الجاري بلغت 7 قتلى فلسطينيين ومئات الجرحى نتيجة استخدام الجيش الاسرائيلي للرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع. في حين قتل أربعة إسرائيليين في هجمات طعن بالقدس وإطلاق نار من سيارة في الضفة.

تصعيد الانتفاضة

من جانب آخر، وصف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في قطاع غزة إسماعيل هنية الهجمات الفلسطينية والمواجهات في الضفة الغربية أمس بـ»الانتفاضة».

وقال هنية في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في مسجد فلسطين وسط غزة: «ندعو إلى تعميق الانتفاضة وتصاعدها»، معتبرا أنها «الطريق الوحيد نحو التحرير». وأضاف: «نريد شبكة أمان عربية وإسلامية سياسية ومادية لدعم انتفاضة القدس، يجب ان تظل الأمة في وجه العدو المركزي الاحتلال الصهيوني، ويجب ألا تكون هناك صراعات مذهبية أو بينية»، داعيا إلى قرار فلسطيني بـ»وقف المفاوضات العبثية والتنسيق الأمني لتعزيز الوحدة الفلسطينية».

أبطال السكاكين

وحيا هنية «أبطال السكاكين والعمليات الفردية»، قائلا «نقف بكل احترام للنماذج الفردية التي تصنع تاريخا من البطولات، أفرادا وشبانا يدافعون عن القدس والمسجد الأقصى وينتقمون لعائلة دوابشة وأبوخضير وغزة».

لقي ثلاثة من أفراد عائلة دوابشة هم الأم وزوجها وطفلهما الرضيع حتفهم متأثرين بحروق أصيبوا بها إثر إلقاء متطرفين يهود زجاجة حارقة على منزلهم في 31 يوليو الماضي في قرية دوما في الضفة الغربية. ولايزال ابنهما أحمد (أربع سنوات) يتلقى العلاج في المستشفى.

من جانبها، نظمت حركة «الجهاد الإسلامي» تظاهرة في غزة تحت عنوان «القدس قبلة جهادنا».

في غضون ذلك، شارك عدة آلاف من الفلسطينيين في جنازة الشاب مهند الحلبي الذي قتل إسرائيليين اثنين في البلدة القديمة في القدس الشرقية الأسبوع الماضي.

(غزة، رام الله ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)