أن تتكلم مع الوزراء!

نشر في 25-10-2015
آخر تحديث 25-10-2015 | 00:04
شيء مفرح، وهو حق أصيل، أن تتحدث بلا حجاب مع من يدير شؤونك اليومية، هذا ما فهمته من خبر يؤكد إمكان التواصل مع رئيس الحكومة وأعضائها عبر البوابة الرسمية الإلكترونية لدولة الكويت. فماذا وجدت؟!
 مظفّر عبدالله أول العمود:

 جميل أن تقيم وزراة الإعلام مناظرة حول مشروع الإعلام الإلكتروني تستضيف فيها من لهم رأي آخر فيه قبل إحالته إلى مجلس الأمة.

***

شيء مفرح، وهو حق أصيل، أن تتحدث بلا حجاب مع من يدير شؤونك اليومية. هذا ما جاء في خبر تصدر الصفحة الأولى من صحيفة "القبس" 20 أكتوبر الجاري كتبه زميلي في المهنه يوسف المطيري. يقول إن موقع البوابة الرسمية الإلكترونية لدولة الكويت وفر وسيلة تواصل مع رئيس مجلس الوزراء والوزراء عبر الإيميل والهاتف والفاكس ومعهم 300 قيادي في الدولة يمثلون 32 جهة!

السؤال هنا: كيف سيتم التواصل؟

الكويت كساحة اجتماعية نشطة جدا في استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وهي– للمفارقة- الأولى في ملاحقة المغردين عربيا وعالميا، كما أشار تقرير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، وبحسب تقرير لوكالة الأنباء (كونا) فقد بلغ عدد المغردين في الكويت 85 ألفاً في حين وصل من يملكون حساب فيسبوك 880 ألف شخص- حسب تقرير شركة إكسبر 2011- وهي أرقام كبيرة نسبة لعدد السكان خاصة من فئة الشباب.

ومن زاوية أخرى فإن تفاعل سكان الكويت مع الخدمات الإلكترونية التي تقدمها البوابة الرسمية ترجم إلى 305 آلاف عملية خلال الشهور الستة الأولى من هذا العام معظمها تحصيل رسوم (تم تحصيل 30 مليوناً عن الفترة المذكورة)، إضافة إلى أغراض البحث عن معلومة، وهو تفاعل جيد ومشجع لانطلاق فكرة التواصل مع الوزراء. لكن!

شخصيا دخلت موقع البوابة الرسمية سمعا وطاعة وفرحا بخبر الزميل يوسف، إلا أنني لاحظت- باستثناء البريد الإلكتروني للقياديين- أن الضغط على إيميل الوزراء يحيل المتصفح إلى موقع الوزارة أي أن البريد ليس خاصاً! وهذا يعني أن التراسل (بارد) وشكلي ويعتمد على شطارة المسؤولين في العلاقات العامة لكل جهة، ولا نعلم إن كانت التجربة برمتها جادة، بمعنى أن هناك طاقماً متخصصاً ونشيطاً يتولى عملية الرد.

كنت أتمنى أن يتم الإعلان عن شيء أكثر تطوراً من الإيميل والفاكس والهاتف، بمعنى التواصل مع الناس عبر إضافة وسائل الإعلام الاجتماعي كما هي الحال في تجربة دبي التي تطورت إلى درجات من الجرأة والتحدي وصلت إلى أن الحاكم محمد بن راشد يسأل الناس عبر رسالة نصية: هل أنت سعيد في دبي؟

في الكويت هناك جفاء بين المسؤولين والمواطنين، إذ إن معظم تفاعل الوزراء مع الإعلام يتم عبر التصريحات الصحافية، أي بث معلومة دون تفاعل حيوي وأخذ وردّ عليها، ورغم اعتماد بعض الوزراء الشباب في الحكومة الكويتية على التفاعل عبر "تويتر" مع العامة فإنها عملية شخصية وبرغبة خاصة وغير ممنهجة من مجلس الوزراء.

أثارني أيضا أن البريد الإلكتروني للقياديين شمل أشخاصاً أحيلوا إلى التقاعد هذا العام بينهم أصدقاء لي!

back to top