إطلاق قمر صناعي بحثاً عن "موجات الجاذبية" التي ذكرها اينشتاين قبل مئة عام

نشر في 03-12-2015 | 14:40
آخر تحديث 03-12-2015 | 14:40
No Image Caption
وضع القمر الاصطناعي الأوروبي "ليزا باثفايندر" المخصص لرصد موجات فيزيائية تحدث عنها آينشتاين قبل مئة عام، في مدار أولي حول كوكب الأرض الخميس بعد إطلاقه من قاعدة غويانا الفرنسية بواسطة صاروخ "فيغا"، على ما أعلنت مجموعة "اريان سبايس".

وهي سادس عملية إطلاق لهذا الصاروخ الأوروبي الخفيف الذي وضع في الخدمة للمرة الأولى في فبراير 2012، وكانت كل عمليات الإطلاق التي أجراها ناجحة.

وهنأت "اريان سبايس" في بيان الفرق التي عملت على تصميم القمر "الذي سيفتح نافذة جديدة على الكون".

وانطلق الصاروخ "فيغا" الخميس عند الساعة 04,04 بتوقيت غرينتش كما كان متوقعاً، وكان الإطلاق مقرراً في الأساس الأربعاء لكنه أرجئ بسبب عطل فني طرأ على الطابق الأخير من الصاروخ.

وبعدما استقر القمر في مدار أولي حول الأرض، سيقوم بست مناورات ليرفع مداره على مدى أسبوعين، وبعد ذلك ينطلق في رحلة تمتد ستة أسابيع ليستقر على بعد مليون و500 ألف كيلومتر عن الأرض في موقع تتساوى فيه جاذبية الأرض وجاذبية الشمس.

وصمم هذا القمر بإشراف مجموعة ايرباص ديفانس اند سبايس، وهو يزن على الأرض 1900 كيلوغرام، ومؤلف من جهاز علمي وجهاز دفع.

وسيكون على هذا القمر الاصطناعي مهمة الإعداد واختبار التقنيات لبناء مرصد لرصد موجات الجاذبية لاحقاً، وهو سيكون عبارة عن ثلاثة أقمار متطورة على شكل مثلث يفصل بين الواحد والآخر منها مسافة مليون كيلومتر.

وقال يوهان ديتريش فورنر المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية في بيان "أن الهدف الأساس من هذه المهمة هو فهم الكون الذي نعيش فيه".

وأضاف "الاكتشافات النظرية التي توصل إليها البرت اينشتاين ما زالت تثير شغف العلماء، مع هذا القمر سنحاول أن نثبت إحدى نبوءات اينشتاين وهي موجات الجاذبية".

وقبل مئة عام، توصل اينشتاين إلى أن جاذبية المادة تؤدي إلى تشوّه في ما سماه "الزمكان" أي الكون بابعاده الأربعة، الطول والعرض والعمق والزمان.

وشبه آينشتاين هذا التشوه بذلك الذي تسببه قطعة حجرية تلقى في الماء، فتولد تموجات فيها، وأثبت أن وجود الأجرام يؤدي إلى تموجات يمكن التقاطها.

وتعكف مراصد في الولايات المتحدة وايطاليا على البحث الحثيث عن أدلة على وجود هذه التموجات التي أطلق عليها اسم موجات الجاذبية، وهي تموجات ضعيفة جداً لكنها تتحرك بسرعة الضوء.

وقال عالم الفيزياء الفرنسي بيار بينيتروي في وقت سابق لوكالة فرانس برس "أن وضع مرصد في الفضاء يُتيح لنا أن نراقب التحركات الكبرى في الكون، والأحداث العنيفة مثل ارتطام المجرات أو التحام الثقوب السوداء".

وفي حال نجاح هذه التقنية ستكون هي المعتمدة في تشييد المرصد الفضائي لمراقبة موجات الجاذبية.

وتبلغ كلفة هذه المهمة التجريبية 430 مليون يورو، وتشارك فيها ألمانيا وايطاليا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وهولندا وسويسرا، والهدف منها التثبت من حسن عمل هذه التقنيات قبل الانطلاق في مشروع سيكون باهظ التكاليف.

back to top