اهتمت إدارة المهرجان القومي للسينما في الدورة

Ad

الـ 19 بعقد ندوات عن الفنانين الراحلين لهذا العام تحت عنوان «لن ننساهم»، ومن بينها ندوة عن الراحل عمر الشريف استضاف فيها المهرجان الناقدة السينمائية ناهد صلاح، وتحدثت حول كتابها عنه «أيامنا الحلوة»، والتي للأسف تغيب عنها الجمهور، ولم يحضرها مع الكاتبة، إلا الناقد علي أبو شادي والفنان سمير صبري. وتحدث الأخير عن ذكرياته مع النجم العالمي عمر الشريف.

لم يحضر الندوة الخاصة بالراحلة فاتن حمامة سوى أعداد ضئيلة من الإعلاميين، ولم يهتم بها النجوم الذين شاركوها أعمالها أو المخرجون الذين عملت معهم، أو حتى الوجوه الذين اكتشفتهم، فيما أدار الندوة الناقد السينمائي عصام ذكريا بحضور المخرج سمير سيف، كذلك تغيب صانعو عمل الفيلم السينمائي «لا مؤاخذة». والحال نفسها مع آخر أعمال الفنان نور الشريف «بتوقيت القاهرة»، الحال مع  فيلم «أسوار القمر» للفنان أسر ياسين والفنانة منى زكي، الأمر الذي أدى إلى عزوف الجمهور وإلغاء الندوات التي تنظم لمناقشة الأفلام مع صانعيها.

نتيجة لهذه الإسقاطات التي لحقت بهذه الدورة وما سبقها تعالت أصوات مطالبة بإلغاء المهرجان توفيراً للنفقات، وهي ليست المرة الأولى التي تصدر فيها هذه النوعية من الدعوات حيث سبق وتوقف المهرجان في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني وللأسباب نفسها.

عدم احترام الصناعة

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يعزف النجوم، ومن ثم الجمهور، عن المشاركة في فعاليات مهرجانهم القومي؟

الناقدة السينمائية ماجدة خير لله أرجعت غياب النجوم وصانعي الأعمال المشاركة في فعاليات المهرجان إلى عدم  احترام صناعة السينما المصرية، ليقتصر الحضور على التكريم وحصد الجوائز، وهو أمر مَعيب، فرغم أن هؤلاء النجوم يذهبون وراء أفلامهم حول العالم عندما تشارك في المهرجانات الدولية، فإنهم لا يهتمون بمتابعتها ولا دعمها عند مشاركتها بمهرجان بلادهم.

 وأضافت أن حضور النجوم في المهرجان هو في الأساس احترام للجمهور حتى إن كان عدد المشاركين لا يذكر، وهو ما لن يحدث لأن مع حضور أبطال الأعمال المشاركة سيزداد تفاعل الجمهور مع المهرجان، كما يحدث في دور العرض السينمائية في العروض الخاصة».

وأكدت: «يعكس الغياب  خللاً في منظومة صناعة السينما المصرية، ويجب تطوير آليات تفاعل النجوم مع نوعية المهرجانات القومية حتى يتفاعل معها الجمهور، وهذا الموقف يعد مقلقاً على مستقبل السينما في الأعوام المقبلة، ويجب الوقوف تجاهه من صانعي المهرجان لإعادة هيكلة الطريقة الدعائية والتسويقية، من ثم جذب النجوم والجماهير».

بدوره، يرى  الناقد الفني محمود قاسم أنه لا يجب ألقاء اللوم الكامل على إدارة المهرجان، نظراً إلى أن القيمين على المهرجان أرسلوا كثيراً من الدعوات إلى صانعي الأعمال المشاركة وعدد من النجوم للحضور ولكن أحداً لم يحضر، خصوصاً أن الحضور ليس إجبارياً، ولكن يجب أن يكون نابعاً من داخله لمتابعة نجاحات فيلمه ونقده ويحتفون بصناعه.

 واستكمل قاسم أنه على الفنانين السعي في اتجاه الارتقاء بالمهرجانات القومية داخل بلدهم لأنها تكون واجهة الخارج».

بينما أفاد الناقد طارق الشناوي أن إخفاق المهرجان يرجع إلى عدم طرح أفلام جديدة، والتركيز على أفلام سبق عرضها، موضحاً أن أحد خصائص المهرجانات اكتشاف أفلام جديدة ومخرجين جدد، بالإضافة إلى نجاحها في إحداث نوع من التواصل بين صانعي العمل السينمائي والجمهور والقيمين على المهرجان، وهو ما لم يتحقق في المهرجان.

يُذكر أنه شارك في هذه الدورة 14 فيلماً روائياً طويلاً، من بينها «بتوقيت القاهرة»، وهو الفيلم الأخير لنور الشريف، و{صنع في مصر» لأحمد حلمي، و{أسوار القمر» لمنى زكي، و{ديكور»، و{الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز، إلى جانب أكثر من مئة فيلم تسجيلي وروائي قصير. وكرم المهرجان شخصيات سينمائية من بينهم الفنان يحيى الفخراني، والكاتب مصطفى محرم، والفنانة ليلى علوي.